[ ص: 290 ] ذكر إلى زماننا هذا الإخبار عن أمور وقعت في دولة بني العباس
فمن ذلك بناء أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس - الخليفة بعد أخيه الخليفة السفاح ، وهو المنصور - لمدينة بغداد في سنة خمس وأربعين ومائة .
قال نعيم بن حماد في كتابه ، عن أبي المغيرة ، عن أرطأة بن المنذر ، عمن حدثه عن ابن عباس أنه أتاه رجل وعنده حذيفة فقال : قوله تعالى يابن عباس ، حم عسق [ الشورى : 1 ، 2 ] . فأطرق ساعة وأعرض عنه ، ثم كررها فلم يجبه بشيء ، فقال له حذيفة : أنا أنبئك ، قد عرفت لم كرهها ، إنما نزلت في رجل من أهل بيته يقال له : عبد الإله . أو عبد الله . ينزل على نهر من أنهار المشرق ، يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا ، يجتمع فيهما كل جبار عنيد .
[ ص: 291 ] وقال : حدثنا أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، أبو المغيرة ، حدثنا عبد الله بن السمط ، حدثنا صالح بن علي الهاشمي ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال شيخنا لأن يربي أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة جرو كلب ، خير له من أن يربي ولدا لصلبه الذهبي : هذا الحديث موضوع . واتهم به عبد الله بن السمط هذا .
وقال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ في كتابه " الفتن والملاحم " : حدثنا البخاري أبو عمر البصري ، عن أبي بيان المعافري ، عن تبيع ، عن كعب قال : إذا كانت سنة ستين ومائة انتقص فيها حلم ذوي الأحلام ، ورأي ذوي الرأي .