[ ص: 282 ]
ذكر من توفي من الأعيان في هذه السنة
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33933الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
أسلم قديما ، يقال : سابع سبعة . وكانت داره كهفا للمسلمين ، يأوي إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أسلم من
قريش ، وكانت عند
الصفا ، وقد صارت فيما بعد ذلك
للمهدي ، فوهبها لامرأته
الخيزران أم
nindex.php?page=showalam&ids=15444موسى الهادي وهارون الرشيد ، فبنتها وجددتها ، فعرفت بها ، ثم صارت لغيرها . وقد شهد
الأرقم بدرا وما بعدها من المشاهد ، ومات
بالمدينة في هذه السنة ، وصلى عليه
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، أوصى به ، رضي الله عنهما ، وله بضع وثمانون سنة .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33938سحبان بن زفر بن إياس بن عبد شمس بن الأحب الباهلي الوائلي
الذي يضرب بفصاحته المثل ، فيقال : أفصح من
سحبان وائل .
ووائل هو ابن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار ،
وباهلة امرأة مالك بن أعصر ، ينسب إليها ولدها ، وهي
باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة .
[ ص: 283 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر :
سحبان المعروف
بسحبان وائل ، بلغني أنه وفد إلى
معاوية فتكلم فقال
معاوية : أنت الشيخ ؟ فقال : إي والله وغير ذلك . ولم يزد
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر على هذا . وقد نسبه
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في كتابه " المنتظم " ، كما ذكرنا ، ثم قال : وكان بليغا يضرب المثل بفصاحته ، دخل يوما على
معاوية وعنده خطباء القبائل ، فلما رأوه خرجوا ; لعلمهم بقصورهم عنه ، فقال
سحبان :
لقد علم الحي اليمانون أنني إذا قلت أما بعد أني خطيبها
فقال له
معاوية : اخطب . فقال : انظروا لي عصا تقيم من أودي . فقالوا : وماذا تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين ؟ فقال : ما كان يصنع بها
موسى وهو يخاطب ربه . فأخذها وتكلم من الظهر إلى أن قاربت العصر ، ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا ابتدأ في معنى فخرج عنه وقد بقيت عليه بقية فيه ، فقال
معاوية : الصلاة . فقال : الصلاة أمامك ، ألسنا في تحميد وتمجيد ، وعظة وتنبيه وتذكير ، ووعد ووعيد ؟ فقال
معاوية : أنت أخطب العرب . قال : العرب وحدها ؟ بل أخطب الجن والإنس . قال : كذلك أنت .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_31440_31443_33933_34064سعد بن أبي وقاص
واسمه
مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ، أبو إسحاق القرشي الزهري ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، أسلم قديما . قالوا : وكان يوم أسلم عمره سبع عشرة سنة .
[ ص: 284 ] وثبت عنه في " الصحيح " أنه قال : ما أسلم أحد في اليوم الذي أسلمت فيه ، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام . وهو الذي كوف
الكوفة ونفى عنها الأعاجم ، وكان مجاب الدعوة ، وهاجر وشهد
بدرا وما بعدها ، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله ، وكان فارسا شجاعا من أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان في أيام
الصديق معظما جليل المقدار ، وكذلك في أيام
عمر ، وقد استنابه على
الكوفة ، وهو الذي فتح
المدائن وكانت بين يديه وقعة
جلولاء وكان سيدا مطاعا ، وعزله
عمر عن
الكوفة عن غير عجز ولا خيانة ، ولكن لمصلحة ظهرت
لعمر في ذلك ، وقد ذكره في الستة أصحاب الشورى ، ثم ولاه
عثمان الكوفة بعدها ، ثم عزله عنها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار قال : شهد
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر دومة الجندل يوم الحكمين .
وثبت في " صحيح
مسلم " أن ابنه
عمر جاء إليه وهو معتزل في إبله فقال : الناس يتنازعون الإمارة وأنت هاهنا ؟ فقال : يا بني ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512532 " إن الله يحب العبد الغني الخفي التقي " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر : ذكر بعض أهل العلم أن ابن أخيه
nindex.php?page=showalam&ids=17225هاشم بن عتبة بن أبي وقاص جاءه ، فقال له : يا عم ، هاهنا مائة ألف سيف يرونك أحق الناس بهذا
[ ص: 285 ] الأمر . فقال : أريد من مائة ألف سيفا واحدا ; إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئا ، وإذا ضربت به الكافر قطع .
وقال
عبد الرزاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج حدثني
زكريا بن عمرو ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص وفد على
معاوية ، فأقام عنده شهر رمضان يقصر الصلاة ويفطر . وقال غيره : فبايعه : وما سأله سعد شيئا إلا أعطاه إياه .
قال
أبو يعلى : حدثنا
زهير ، ثنا
إسماعيل بن علية ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16834قيس بن أبي حازم قال :
nindex.php?page=treesubj&link=34020_31438قال سعد : إني لأول رجل رمى بسهم في المشركين ، وما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه لأحد قبلي ، ولقد سمعته يقول :
" ارم فداك أبي وأمي " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، ثنا
إسماعيل ، عن
قيس ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك يقول : والله إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر ، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ، ثم أصبحت
بنو [ ص: 286 ] أسد تعزرني على الدين ، لقد خبت إذا وضل عملي . وقد رواه
شعبة nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع وغير واحد ، عن
إسماعيل بن أبي خالد به .
وقال
أحمد : حدثنا
ابن سعيد ، عن
يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
سعد قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31633جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد . ورواه
أحمد أيضا عن
غندر ، عن
شعبة ، عن
يحيى بن سعيد الأنصاري ، وقد رواه
الليث وغير واحد عن
يحيى بن سعيد الأنصاري . ورواه غير واحد عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
سعد . ورواه الناس من حديث
عامر بن سعد ، عن أبيه . وفي بعض الروايات :
" فداك أبي وأمي " . وفي رواية : فقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512533 " ارم وأنت [ ص: 287 ] الغلام الحزور " . قال
سعيد : وكان
سعد جيد الرمي .
وقال
الأعمش ، عن
أبي خالد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال : أول الناس رمى بسهم في سبيل الله
سعد ، رضي الله عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، ثنا
سفيان ، عن
سعد بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16439عبد الله بن شداد ، سمعت
عليا يقول : ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفدي أحدا بأبويه إلا
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك ، وإني سمعته يقول له يوم
أحد :
" ارم سعد ، فداك أبي وأمي " . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، عن
أبي نعيم ، عن
مسعر ، عن
سعد بن إبراهيم به . ورواه
شعبة ، عن
سعد بن إبراهيم . ورواه
سفيان بن عيينة وغير واحد ، عن
يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
علي بن أبي طالب فذكره .
وقال
عبد الرزاق : أنا
معمر ، عن
أيوب ، أنه سمع
عائشة بنت سعد تقول : أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد بالأبوين .
[ ص: 288 ] وقال
الواقدي : حدثني
عبيدة بنت نابل ، عن
عائشة بنت سعد عن أبيها قال : لقد رأيتني أرمي بالسهم يوم
أحد ، فيرده علي رجل أبيض حسن الوجه لا أعرفه ، حتى كان بعد ، فظننت أنه ملك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
سليمان بن داود الهاشمي ، ثنا
إبراهيم ، عن
سعد ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قال : لقد رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن يساره يوم
أحد رجلين عليهما ثياب بيض ، يقاتلان عنه كأشد القتال ، ما رأيتهما قبل ولا بعد .
ورواه
الواقدي : حدثني
أبو إسحاق بن أبي عبد الله ، عن
عبد الواحد بن أبي عون ، عن
زياد مولى سعد ، عن
سعد قال :
nindex.php?page=treesubj&link=31439رأيت رجلين يوم بدر يقاتلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، وإنى لأراه ينظر إلى ذا مرة وإلى ذا مرة ; سرورا بما ظفره الله ، عز وجل .
وقال
سفيان ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي عبيدة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود [ ص: 289 ] قال : اشتركت أنا
وسعد وعمار يوم
بدر فيما أصبنا من الغنيمة ، فجاء
سعد بأسيرين ، ولم أجئ أنا
وعمار بشيء .
وقال
الأعمش ، عن
إبراهيم ، عن
علقمة ، عن
ابن مسعود قال : لقد رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص يوم
بدر يقاتل قتال الفارس للراجل .
وقال
مالك ، عن
يحيى بن سعيد ، أنه سمع
عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول : قالت
عائشة :
بات رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقا ذات ليلة ، ثم قال : " ليت رجلا صالحا يحرسني الليلة " . قالت : إذ سمعنا صوت السلاح ، فقال : " من هذا ؟ " قال : nindex.php?page=treesubj&link=31444أنا nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، أنا أحرسك يا رسول الله . قالت : فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه . أخرجاه من حديث
يحيى بن سعيد . وفي رواية : فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
قتيبة ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13172رشدين بن سعد ، عن
الحجاج بن شداد ، عن
أبي صالح الغفاري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، أن
[ ص: 290 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" أول من يدخل من هذا الباب رجل من أهل الجنة " . فدخل
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص .
وقال
أبو يعلى : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، ثنا
عبد الله بن قيس الرقاشي الخراز ، بصري ، ثنا
أيوب ، عن
نافع ، عن
ابن عمر قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
" يدخل عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة " . قال : فليس منا أحد إلا وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته ، فإذا
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص قد طلع .
وقال
حرملة ، عن
ابن وهب أخبرني حيوة ، أخبرني
عقيل ، عن
ابن شهاب ، حدثني من لا أتهم ، عن
أنس بن مالك قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512534بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة " . فاطلع nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك . قال : فاطلع nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص على ترتيبه الأول ، حتى إذا كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع على ترتيبه ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثار nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : إني غاضبت أبي ، فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال ، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تنحل يميني ، فعلت . قال أنس : فزعم عبد الله بن عمرو أنه بات معه ليلة ، حتى إذا كان مع الفجر فلم يقم تلك الليلة [ ص: 291 ] شيئا ، غير أنه كان إذا انقلب على فراشه ذكر الله ، وكبره حتى يقوم مع الفجر ، فإذا صلى المكتوبة أسبغ الوضوء وأتمه ، ثم يصبح مفطرا . قال عبد الله بن عمرو : فرمقته ثلاث ليال وأيامهن ، لا يزيد على ذلك ، غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما مضت الليالي الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت : إنه لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل ثلاث مرات في ثلاثة مجالس : " يطلع عليكم رجل من أهل الجنة " . فاطلعت أنت أولئك المرات الثلاث ، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما عملك فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كثير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما هو إلا الذي رأيت . قال : فلما رأيت ذلك انصرفت عنه ، فدعاني حين وليت ، فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي سوءا لأحد من المسلمين ، ولا أنوي له شرا ولا أقوله . قال : هذه التي بلغت بك ، وهي التي لا أطيق . وهكذا رواه
صالح المري ، عن
عمرو بن دينار مولى آل الزبير ، عن
سالم عن أبيه ، فذكر مثل رواية
أنس بن مالك .
وثبت في " صحيح
مسلم " من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
المقدام بن [ ص: 292 ] شريح ، عن أبيه ، عن
سعد ، في
nindex.php?page=treesubj&link=32269قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه [ الأنعام : 52 ] . نزلت في ستة ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود منهم . وفي رواية : أنزل الله في
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما [ العنكبوت : 8 ] . وذلك أنه لما أسلم امتنعت أمه من الطعام والشراب أياما ، فقال لها : تعلمين والله لو كانت لك مائة نفس ، فخرجت نفسا نفسا ، ما تركت ديني هذا لشيء ، إن شئت فكلي ، وإن شئت فلا تأكلي . فنزلت هذه الآية .
وأما حديث الشهادة للعشرة بالجنة ، فثبت في الصحيح ، من حديث
سعيد بن زيد ، وجاء من حديث
سهيل ، عن أبيه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في قصة حراء ، ذكر
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص منهم .
وقال
هشيم وغير واحد ، عن
مجالد ، عن
الشعبي ، عن
جابر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل
سعد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
هذا خالي ، فليرني امرؤ خاله " . رواه
الترمذي .
[ ص: 293 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : حدثنا
الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا
عبد الوهاب بن الضحاك ، ثنا
إسماعيل بن عياش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16230صفوان بن عمرو ، عن
ماعز التميمي ، عن
جابر قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ أقبل سعد فقال : " هذا خالي " .
وثبت في الصحيحين من حديث
مالك وغيره ، عن
الزهري ، عن
عامر بن سعد ، عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه يعوده عام حجة الوداع من وجع اشتد به ، فقلت : يا رسول الله ، إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال : " لا " . قلت : فالشطر يا رسول الله ؟ قال : " لا " . قلت : فالثلث ؟ قال : " الثلث والثلث كثير ، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها ، حتى ما تجعل في في امرأتك " - وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512535حتى اللقمة تضعها في فم امرأتك - قلت : يا رسول الله ، أخلف بعد أصحابي ؟ فقال : " إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله ، إلا ازددت به درجة ورفعة ، ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون " . ثم قال : " اللهم أمض لأصحابي [ ص: 294 ] هجرتهم ، ولا تردهم على أعقابهم ، لكن البائس سعد بن خولة " . يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة . ورواه
أحمد ، عن
يحيى بن سعيد ، عن
الجعد بن أوس ، عن
عائشة بنت سعد عن أبيها ، فذكر نحوه ، وفيه : قال :
فوضع يده على جبهته ، فمسح وجهه وصدره وبطنه ، وقال : " اللهم اشف سعدا وأتم له هجرته " . قال سعد : فما زلت يخيل إلي أني أجد برد يده على كبدي حتى الساعة .
وقال
ابن وهب : حدثني
موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد سعدا فقال : " اللهم أذهب عنه الباس ، إله الناس ، ملك الناس ، أنت الشافي لا شافي له إلا أنت ، بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، من حسد وعين ، اللهم أصح قلبه وجسمه ، واكشف سقمه وأجب دعوته " .
وقال
ابن وهب : أخبرني
عمرو ، عن
بكير بن الأشج قال : سألت
عامر بن سعد عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
لسعد :
" وعسى أن تبقى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون " . فقال : أمر
سعد على
العراق ، فقتل قوما على الردة فضرهم ،
[ ص: 295 ] واستتاب قوما كانوا سجعوا سجع
مسيلمة الكذاب ، فتابوا فانتفعوا به .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو المغيرة ، ثنا
معان بن رفاعة ، حدثني
علي بن يزيد ، عن
القاسم أبي عبد الرحمن ، عن
أبي أمامة قال :
جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ورققنا ، فبكى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، فأكثر البكاء ، وقال : يا ليتني مت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا سعد ، أعندي تتمنى الموت ! " فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال : " يا سعد ، إن كنت للجنة خلقت ، فما طال عمرك أو حسن من عملك ، فهو خير لك " .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة وغيره ، عن
إسماعيل بن أبي خالد ، عن
قيس ، عن
سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512537 " اللهم سدد رميته وأجب دعوته " .
ورواه
بيان بن بشر ، عن
قيس ، عن
أبي بكر الصديق قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لسعد : "
اللهم سدد سهمه وأجب دعوته ، وحببه إلى عبادك " .
[ ص: 296 ] وروى من حديث
ابن عباس . وفي رواية
محمد بن عائذ الدمشقي ، عن
الهيثم بن حميد ، عن
مطعم بن المقدام وغيره ،
أن سعدا قال : يا رسول الله ، ادع الله أن يجيب دعوتي . فقال : " إن الله لا يستجيب دعوة عبد حتى يطيب مطعمه " . فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يطيب طعمتي . فدعا له . قالوا : فكان سعد يتورع من السنبلة يجدها في زرعه ، فيردها من حيث أخذت .
وقد كان كذلك مجاب الدعوة ، لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجيب له ، فمن أشهر ذلك ما ثبت في " الصحيحين " من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، أن
أهل الكوفة شكوا
سعدا إلى
عمر في كل شيء حتى قالوا : لا يحسن يصلي . فقال
سعد : أما إني لا آلو أن أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ; أطيل الأوليين ، وأحذف في الأخريين . فقال : ذاك الظن بك يا
أبا إسحاق . وكان قد بعث من يسأل عنه بمحال
الكوفة ، فجعلوا لا يسألون أهل مسجد إلا أثنوا خيرا ، حتى مروا بمسجد
لبني عبس ، فقام رجل منهم يقال له :
أبو سعدة أسامة بن قتادة . فقال : إن
سعدا كان لا يسير في السرية ،
[ ص: 297 ] ولا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية . فبلغ
سعدا قوله فقال : اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة ، فأطل عمره وأدم فقره ، وعرضه للفتن . قال : فأنا رأيته بعد ذلك شيخا كبيرا ، قد سقط حاجباه على عينيه ، يقف في الطريق ، فيغمز الجواري ، فيقال له في ذلك ، فيقول : شيخ مفتون أصابته دعوة
سعد . وفي رواية غريبة ، أنه أدرك فتنة
المختار بن أبي عبيد فقتل فيها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : ثنا
يوسف القاضي ، ثنا
عمرو بن مرزوق ، ثنا
شعبة ، عن
سعد بن إبراهيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب قال : خرجت جارية لسعد يقال لها :
زبراء . وعليها قميص جديد ، فكشفتها الريح ، فشد عليها
عمر بالدرة ، وجاء
سعد ليمنعه ، فتناوله
عمر بالدرة ، فذهب
سعد يدعو على
عمر ، فناوله الدرة وقال : اقتص . فعفا عن
عمر .
وروى أيضا أنه كان بين
سعد nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود كلام ، فهم
سعد أن يدعو
[ ص: 298 ] عليه ، فخاف
ابن مسعود ، وجعل يشتد في الهرب .
وقال
سفيان بن عيينة : لما كان يوم
القادسية كان
سعد على الناس ، وقد أصابته جراح ، فلم يشهد يوم الفتح ، يعني فتح
القادسية ، فقال رجل من
بجيلة :
ألم تر أن الله أظهر دينه وسعد بباب القادسية معصم
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة ونسوة سعد ليس فيهن أيم
فقال
سعد : اللهم اكفنا يده ولسانه . فجاءه سهم غرب ، فأصابه فخرس ويبست يداه جميعا .
وقد أسند
زياد البكائي وسيف بن عمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك بن عمير ، عن
قبيصة بن جابر ، عن
ابن عمر ، فذكر مثله ، وفيه : ثم خرج
سعد ، فأرى الناس ما به من القروح في ظهره ; ليعتذر إليهم .
[ ص: 299 ] وقال
هشيم ، عن
أبي بلج ، عن
مصعب بن سعد ، أن رجلا نال من
علي ، فنهاه
سعد فلم ينته ، فقال
سعد : أدعو عليك . فلم ينته ، فدعا الله عليه فما برح حتى جاء بعير ناد فتخبطه .
وجاء من وجه آخر ، عن
عامر بن سعد ، أن
سعدا رأى جماعة عكوفا على رجل ، فأدخل رأسه من بين اثنين ، فإذا هو يسب
عليا وطلحة والزبير ، فنهاه عن ذلك ، فلم ينته ، فقال : أدعو عليك . فقال الرجل : تتهددني كأنك نبي ! فانصرف
سعد ، فدخل دار آل فلان ، فتوضأ ، وصلى ركعتين ، ثم رفع يديه ، فقال : اللهم إن كنت تعلم أن هذا الرجل قد سب أقواما قد سبق لهم منك سابقة الحسنى ، وأنه قد أسخطك سبه إياهم ، فاجعله اليوم آية وعبرة . قال : فخرجت بختية نادة من دار آل فلان لا يردها شيء حتى دخلت بين أضعاف الناس ، فافترق الناس ، فأخذته بين قوائمها ، فلم تزل تتخبطه حتى مات . قال : فلقد رأيت الناس يشتدون وراء
سعد يقولون : استجاب الله دعاءك يا
أبا إسحاق . ورواه
حماد بن سلمة ، عن
علي بن زيد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، فذكر نحوه .
وقال
أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني
الحسن بن داود بن محمد بن [ ص: 300 ] المنكدر القرشي ، ثنا
عبد الرزاق ، عن أبيه ، عن
مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، أن امرأة كانت تطلع على
سعد ، فنهاها فلم تنته ، فاطلعت يوما وهو يتوضأ ، فقال : شاه وجهك . فعاد وجهها في قفاها .
وقال
كثير النواء عن
عبد الله بن مليل قال : دخل
سعد على
معاوية فقال له : ما لك لم تقاتل معنا ؟ فقال : إني مرت بي ريح مظلمة فقلت : أخ أخ . فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ، ثم عرفت الطريق فسرت . فقال
معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ، ولكن قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله [ الحجرات : 9 ] . فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة ، ولا مع العادلة على الباغية . فقال
سعد : ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " . فقال
معاوية : من سمع هذا معك ؟ فقال : فلان وفلان
nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة . فقال
معاوية : أما إني لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت
عليا . وفي رواية من وجه آخر أن هذا الكلام كان بينهما وهما
بالمدينة في حجة حجها
معاوية ، وأنهما قاما إلى
أم سلمة فسألاها فحدثتهما بما حدث به
سعد ، فقال
معاوية : لو سمعت هذا قبل هذا اليوم لكنت خادما
لعلي حتى يموت أو أموت . وفي إسناد هذا ضعف . والله أعلم .
[ ص: 301 ] وقد روي عن
سعد ، أنه سمع رجلا يتكلم في
علي وفي
خالد فقال : إنه لم يبلغ ما بيننا ديننا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : طاف
سعد على تسع جوار في ليلة ، فلما انتهى إلى العاشرة أخذه النوم ، فاستحيت أن توقظه .
ومن كلامه الحسن أنه قال لابنه
مصعب : يا بني ، إذا طلبت شيئا فاطلبه بالقناعة ، فإنه من لا قناعة له لم يغنه المال .
وقال
حماد بن سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عن
مصعب بن سعد قال : كان رأس أبي في حجري وهو يقضي فبكيت ، فقال : ما يبكيك يا بني ؟ والله إن الله لا يعذبني أبدا ، وإني من أهل الجنة ، إن الله يدين للمؤمنين بحسناتهم فاعملوا لله ، وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم ، فإذا نفدت قال : ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له .
وقال
الزهري : لما حضرت
سعدا الوفاة دعا بخلق جبة فقال : كفنوني فيها ، فإني لقيت فيها المشركين يوم
بدر ، وإنما كنت أخبئها لهذا اليوم .
[ ص: 302 ] وكانت وفاة
سعد بالعقيق خارج
المدينة ، فحمل إلى
المدينة على أعناق الرجال ، فصلى عليه
مروان ، وصلى بصلاته أمهات المؤمنين الباقيات الصالحات ، ودفن
بالبقيع ، وكان ذلك في هذه السنة - سنة خمس وخمسين - على المشهور الذي عليه الأكثرون ، وقد جاوز الثمانين ، على الصحيح .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني : وهو آخر العشرة وفاة . وقال غيره : كان آخر
المهاجرين وفاة . رضي الله عنه وعنهم أجمعين .
وقال
الهيثم بن عدي : سنة خمسين .
وقال
أبو معشر وأبو نعيم وقعنب بن المحرر : توفي سعد سنة ثمان وخمسين .
وقال
قعنب : وفيها توفي
الحسن بن علي nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة . والصحيح الأول ; خمس وخمسين .
قالوا : وكان
سعد قصيرا غليظا شثن الأصابع أفطس ، أشعر الجسد ،
[ ص: 303 ] يخضب بالسواد ، وكان ميراثه مائتي ألف وخمسين ألفا .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33933فضالة بن عبيد الأنصاري الأوسي
أول مشاهده
أحد وشهد بيعة الرضوان ، ودخل
الشام ، وتولى القضاء
بدمشق في أيام
معاوية بعد
nindex.php?page=showalam&ids=4أبي الدرداء .
قال
أبو عبيد : مات سنة ثلاث وخمسين . وقال غيره : سنة سبع وستين .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي في " المنتظم " : توفي في هذه السنة . والله أعلم .
قثم بن العباس بن عبد المطلب
كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ، تولى نيابة
المدينة في أيام
علي ، وشهد فتح
سمرقند مما وراء النهر ، فاستشهد بها ، رحمه الله .
كعب بن عمرو أبو اليسر الأنصاري السلمي
شهد
العقبة وبدرا ، وأسر يومئذ
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، وشهد ما بعد ذلك من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال
أبو حاتم وغيره : مات سنة خمس وخمسين . زاد غيره : وهو آخر
[ ص: 304 ] من مات من
أهل بدر .
[ ص: 282 ]
ذِكْرُ مَنْ تُوُفِّيَ مِنَ الْأَعْيَانِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33933الْأَرْقَمُ بْنُ أَبِي الْأَرْقَمِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ
أَسْلَمَ قَدِيمًا ، يُقَالُ : سَابِعُ سَبْعَةٍ . وَكَانَتْ دَارُهُ كَهْفًا لِلْمُسْلِمِينَ ، يَأْوِي إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ أَسْلَمَ مِنْ
قُرَيْشٍ ، وَكَانَتْ عِنْدَ
الصَّفَا ، وَقَدْ صَارَتْ فِيمَا بَعْدَ ذَلِكَ
لِلْمَهْدِيِّ ، فَوَهَبَهَا لِامْرَأَتِهِ
الْخَيْزُرَانِ أُمِّ
nindex.php?page=showalam&ids=15444مُوسَى الْهَادِي وَهَارُونَ الرَّشِيدِ ، فَبَنَتْهَا وَجَدَّدَتْهَا ، فَعُرِفَتْ بِهَا ، ثُمَّ صَارَتْ لِغَيْرِهَا . وَقَدْ شَهِدَ
الْأَرْقَمُ بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا مِنَ الْمَشَاهِدِ ، وَمَاتَ
بِالْمَدِينَةِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَوْصَى بِهِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَلَهُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33938سَحْبَانُ بْنُ زُفْرَ بْنِ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ الْأَحَبِّ الْبَاهِلِيُّ الْوَائِلِيُّ
الَّذِي يُضْرَبُ بِفَصَاحَتِهِ الْمَثَلُ ، فَيُقَالُ : أَفْصَحُ مِنْ
سَحْبَانِ وَائِلٍ .
وَوَائِلٌ هُوَ ابْنُ مَعْنِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَعْصُرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ ،
وَبَاهِلَةُ امْرَأَةُ مَالِكِ بْنِ أَعْصُرَ ، يُنْسَبُ إِلَيْهَا وَلَدُهَا ، وَهِيَ
بَاهِلَةُ بَنْتُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ .
[ ص: 283 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ :
سَحْبَانُ الْمَعْرُوفُ
بِسَحْبَانِ وَائِلٍ ، بَلَغَنِي أَنَّهُ وَفَدَ إِلَى
مُعَاوِيَةَ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : أَنْتَ الشَّيْخُ ؟ فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ وَغَيْرُ ذَلِكَ . وَلَمْ يَزِدِ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَلَى هَذَا . وَقَدْ نَسَبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِهِ " الْمُنْتَظَمِ " ، كَمَا ذَكَرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : وَكَانَ بَلِيغًا يُضْرَبُ الْمَثَلُ بِفَصَاحَتِهِ ، دَخَلَ يَوْمًا عَلَى
مُعَاوِيَةَ وَعِنْدَهُ خُطَبَاءُ الْقَبَائِلِ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ خَرَجُوا ; لِعِلْمِهِمْ بِقُصُورِهِمْ عَنْهُ ، فَقَالَ
سَحْبَانُ :
لَقَدْ عَلِمَ الْحَيُّ الْيَمَانُونَ أَنَّنِي إِذَا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أَنِّي خَطِيبُهَا
فَقَالَ لَهُ
مُعَاوِيَةُ : اخْطُبْ . فَقَالَ : انْظُرُوا لِي عَصَا تُقِيمُ مِنْ أَوَدِي . فَقَالُوا : وَمَاذَا تَصْنَعُ بِهَا وَأَنْتَ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ فَقَالَ : مَا كَانَ يَصْنَعُ بِهَا
مُوسَى وَهُوَ يُخَاطِبُ رَبَّهُ . فَأَخَذَهَا وَتَكَلَّمَ مِنَ الظُّهْرِ إِلَى أَنْ قَارَبَتِ الْعَصْرُ ، مَا تَنَحْنَحَ وَلَا سَعَلَ وَلَا تَوَقَّفَ وَلَا ابْتَدَأَ فِي مَعْنَى فَخَرَجَ عَنْهُ وَقَدْ بَقِيَتْ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ فِيهِ ، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : الصَّلَاةُ . فَقَالَ : الصَّلَاةُ أَمَامَكَ ، أَلَسْنَا فِي تَحْمَيْدٍ وَتَمْجِيدٍ ، وَعِظَةٍ وَتَنْبِيهٍ وَتَذْكِيرٍ ، وَوَعْدٍ وَوَعِيدٍ ؟ فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : أَنْتَ أَخْطَبُ الْعَرَبِ . قَالَ : الْعَرَبُ وَحْدَهَا ؟ بَلْ أَخْطَبُ الْجِنِّ وَالْإِنَسِ . قَالَ : كَذَلِكَ أَنْتَ .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_31440_31443_33933_34064سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ
وَاسْمُهُ
مَالِكُ بْنُ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ ، أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ الزُّهْرِيُّ ، أَحَدُ الْعَشَرَةِ الْمَشْهُودِ لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَصْحَابِ الشُّورَى الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ ، أَسْلَمَ قَدِيمًا . قَالُوا : وَكَانَ يَوْمَ أَسْلَمَ عُمْرُهُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً .
[ ص: 284 ] وَثَبَتَ عَنْهُ فِي " الصَّحِيحِ " أَنَّهُ قَالَ : مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الْإِسْلَامِ . وَهُوَ الَّذِي كَوَّفَ
الْكُوفَةَ وَنَفَى عَنْهَا الْأَعَاجِمَ ، وَكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، وَهَاجَرَ وَشَهِدَ
بَدْرًا وَمَا بَعْدَهَا ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَكَانَ فَارِسًا شُجَاعًا مِنْ أُمَرَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ فِي أَيَّامِ
الصِّدِّيقِ مُعَظِّمًا جَلِيلَ الْمِقْدَارِ ، وَكَذَلِكَ فِي أَيَّامِ
عُمَرَ ، وَقَدِ اسْتَنَابَهُ عَلَى
الْكُوفَةِ ، وَهُوَ الَّذِي فَتَحَ
الْمَدَائِنَ وَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَقْعَةُ
جَلُولَاءَ وَكَانَ سَيِّدًا مُطَاعًا ، وَعَزَلَهُ
عُمَرُ عَنِ
الْكُوفَةِ عَنْ غَيْرِ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ ، وَلَكِنْ لِمَصْلَحَةٍ ظَهَرَتْ
لِعُمَرَ فِي ذَلِكَ ، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي السِّتَّةِ أَصْحَابِ الشُّورَى ، ثُمَّ وَلَّاهُ
عُثْمَانُ الْكُوفَةَ بَعْدَهَا ، ثُمَّ عَزَلَهُ عَنْهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14171الْحُمَيْدِيُّ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16666عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ : شَهِدَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ دَوْمَةَ الْجَنْدَلِ يَوْمَ الْحَكَمَيْنِ .
وَثَبَتَ فِي " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " أَنَّ ابْنَهُ
عُمَرَ جَاءَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُعْتَزِلٌ فِي إِبِلِهِ فَقَالَ : النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ الْإِمَارَةَ وَأَنْتَ هَاهُنَا ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512532 " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ الْتَقِيَّ " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ : ذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ ابْنَ أَخِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17225هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ جَاءَهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا عَمُّ ، هَاهُنَا مِائَةُ أَلْفِ سَيْفٍ يَرَوْنَكَ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَذَا
[ ص: 285 ] الْأَمْرِ . فَقَالَ : أُرِيدُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفًا وَاحِدًا ; إِذَا ضَرَبْتُ بِهِ الْمُؤْمِنَ لَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا ، وَإِذَا ضَرَبْتُ بِهِ الْكَافِرَ قَطَعَ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنِي
زَكَرِيَّا بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَفَدَ عَلَى
مُعَاوِيَةَ ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ وَيُفْطِرُ . وَقَالَ غَيْرُهُ : فَبَايَعَهُ : وَمَا سَأَلَهُ سَعْدٌ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ .
قَالَ
أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا
زُهَيْرٌ ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16834قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=34020_31438قَالَ سَعْدٌ : إِنِّي لَأَوَّلُ رَجُلٍ رَمَى بِسَهْمٍ فِي الْمُشْرِكِينَ ، وَمَا جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي ، وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ :
" ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ
قَيْسٍ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : وَاللَّهُ إِنِّي لَأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا لَنَا طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلَّا وَرَقَ الْحُبْلَةِ وَهَذَا السَّمُرُ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةَ مَا لَهُ خِلْطٌ ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ
بَنُو [ ص: 286 ] أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الدِّينِ ، لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي . وَقَدْ رَوَاهُ
شُعْبَةُ nindex.php?page=showalam&ids=17277وَوَكِيعٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ بِهِ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
ابْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
سَعْدٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31633جَمَعَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحِدٍ . وَرَوَاهُ
أَحْمَدُ أَيْضًا عَنْ
غُنْدَرٍ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، وَقَدْ رَوَاهُ
اللَّيْثُ وَغَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ . وَرَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
سَعْدٍ . وَرَوَاهُ النَّاسُ مِنْ حَدِيثِ
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ . وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ :
" فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " . وَفِي رِوَايَةٍ : فَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512533 " ارْمِ وَأَنْتَ [ ص: 287 ] الْغُلَامُ الْحَزَوَّرُ " . قَالَ
سَعِيدٌ : وَكَانَ
سَعْدٌ جَيِّدَ الرَّمْيِ .
وَقَالَ
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : أَوَّلُ النَّاسِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
سَعْدٌ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، ثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16439عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، سَمِعْتُ
عَلِيًّا يَقُولُ : مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفَدِّي أَحَدًا بِأَبَوَيْهِ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ ، وَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُ يَوْمَ
أُحُدٍ :
" ارْمِ سَعْدُ ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي " . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، عَنْ
أَبِي نُعَيْمٍ ، عَنْ
مِسْعَرٍ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِهِ . وَرَوَاهُ
شُعْبَةُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ . وَرَوَاهُ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَذَكَرَهُ .
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُولُ : أَنَا ابْنَةُ الْمُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ
أُحُدٍ بِالْأَبَوَيْنِ .
[ ص: 288 ] وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي
عُبَيْدَةُ بِنْتُ نَابِلٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهَا قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَرْمِي بِالسَّهْمِ يَوْمَ
أُحُدٍ ، فَيَرُدُّهُ عَلَيَّ رَجُلٌ أَبْيَضُ حَسَنُ الْوَجْهِ لَا أَعْرِفُهُ ، حَتَّى كَانَ بَعْدُ ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَلَكٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ ، عَنْ
سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنْ يَسَارِهِ يَوْمَ
أُحُدٍ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ ، يُقَاتِلَانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ الْقِتَالِ ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ .
وَرَوَاهُ
الْوَاقِدِيُّ : حَدَّثَنِي
أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ
زِيَادٍ مَوْلَى سَعْدٍ ، عَنْ
سَعْدٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31439رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ يَوْمَ بَدْرٍ يُقَاتِلَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخَرُ عَنْ يَسَارِهِ ، وَإِنَّى لِأَرَاهُ يَنْظُرُ إِلَى ذَا مَرَّةً وَإِلَى ذَا مَرَّةً ; سُرُورًا بِمَا ظَفَّرَهُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ .
وَقَالَ
سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ [ ص: 289 ] قَالَ : اشْتَرَكْتُ أَنَا
وَسَعْدٌ وَعَمَّارٌ يَوْمَ
بَدْرٍ فِيمَا أَصَبْنَا مِنَ الْغَنِيمَةِ ، فَجَاءَ
سَعْدٌ بِأَسِيرَيْنِ ، وَلَمْ أَجِئْ أَنَا
وَعَمَّارٌ بِشَيْءٍ .
وَقَالَ
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَلْقَمَةَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمَ
بَدْرٍ يُقَاتِلُ قِتَالَ الْفَارِسِ لِلرَّاجِلِ .
وَقَالَ
مَالِكٌ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ يَقُولُ : قَالَتْ
عَائِشَةُ :
بَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرِقًا ذَاتَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ قَالَ : " لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ " . قَالَتْ : إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ ، فَقَالَ : " مَنْ هَذَا ؟ " قَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=31444أَنَا nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَا أَحْرُسُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَتْ : فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ . أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ . وَفِي رِوَايَةٍ : فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَامَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13172رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ الْغِفَارِيِّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّ
[ ص: 290 ] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . فَدَخْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ .
وَقَالَ
أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12166مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، ثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ الرَّقَاشِيُّ الْخَرَّازُ ، بَصْرِيٌّ ، ثَنَا
أَيُّوبُ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
" يَدْخُلُ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَا الْبَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . قَالَ : فَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا وَهُوَ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَإِذَا
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ قَدْ طَلَعَ .
وَقَالَ
حَرْمَلَةُ ، عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ ، أَخْبَرَنِي
عُقَيْلٌ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512534بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . فَاطَّلَعَ nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ . قَالَ : فَاطَّلَعَ nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَلَى تَرْتِيبِهِ الْأَوَّلِ ، حَتَّى إِذَا كَانَ الْغَدُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ عَلَى تَرْتِيبِهِ ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَارَ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي غَاضَبْتُ أَبِي ، فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَنْحَلَّ يَمِينِي ، فَعَلْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَزَعَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ لَيْلَةً ، حَتَّى إِذَا كَانَ مَعَ الْفَجْرِ فَلَمْ يَقُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ [ ص: 291 ] شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا انْقَلَبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ ، وَكَبَّرَهُ حَتَّى يَقُومَ مَعَ الْفَجْرِ ، فَإِذَا صَلَّى الْمَكْتُوبَةَ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَأَتَمَّهُ ، ثُمَّ يُصْبِحُ مُفْطِرًا . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : فَرَمَقَتْهُ ثَلَاثَ لَيَالٍ وَأَيَّامَهُنَّ ، لَا يَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَسْمَعُهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا ، فَلَمَّا مَضَتِ اللَّيَالِي الثَّلَاثُ وَكِدْتُ أَحْتَقِرُ عَمَلَهُ قُلْتُ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هِجْرَةٌ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ قَبْلُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ثَلَاثَةِ مَجَالِسَ : " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " . فَاطَّلَعْتَ أَنْتَ أُولَئِكَ الْمَرَّاتِ الثَّلَاثَ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ حَتَّى أَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِكَ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا الَّذِي رَأَيْتَ . قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ انْصَرَفْتُ عَنْهُ ، فَدَعَانِي حِينَ وَلَّيْتُ ، فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي سُوءًا لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا أَنْوِي لَهُ شَرًّا وَلَا أَقُولُهُ . قَالَ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا أُطِيقُ . وَهَكَذَا رَوَاهُ
صَالِحٌ الْمُرِّيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ ، فَذَكَرَ مِثْلَ رِوَايَةِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
وَثَبَتَ فِي " صَحِيحِ
مُسْلِمٍ " مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ
الْمِقْدَامِ بْنِ [ ص: 292 ] شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
سَعْدٍ ، فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32269قَوْلِهِ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [ الْأَنْعَامِ : 52 ] . نَزَلَتْ فِي سِتَّةٍ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنُ مَسْعُودٍ مِنْهُمْ . وَفِي رِوَايَةٍ : أَنْزَلَ اللَّهُ فِيَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا [ الْعَنْكَبُوتِ : 8 ] . وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ امْتَنَعَتْ أُمُّهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ أَيَّامًا ، فَقَالَ لَهَا : تَعْلَمِينَ وَاللَّهِ لَوْ كَانَتْ لَكِ مِائَةُ نَفْسٍ ، فَخَرَجَتْ نَفْسًا نَفْسًا ، مَا تَرَكْتُ دِينِي هَذَا لِشَيْءٍ ، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي ، وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَأْكُلِي . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَأَمَّا حَدِيثُ الشَّهَادَةِ لِلْعَشَرَةِ بِالْجَنَّةِ ، فَثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ ، مِنْ حَدِيثِ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ، وَجَاءَ مِنْ حَدِيثِ
سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قِصَّةِ حِرَاءَ ، ذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِنْهُمْ .
وَقَالَ
هُشَيْمٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ ، عَنْ
مُجَالِدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ
سَعْدٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
هَذَا خَالِيَ ، فَلْيُرَنِي امْرُؤٌ خَالَهُ " . رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ .
[ ص: 293 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ : حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ ، ثَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الضَّحَّاكِ ، ثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16230صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
مَاعِزٍ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ
جَابِرٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ أَقْبَلَ سَعْدٌ فَقَالَ : " هَذَا خَالِي " .
وَثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
مَالِكٍ وَغَيْرِهِ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَهُ يَعُودُهُ عَامَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ مِنْ وَجَعٍ اشْتَدَّ بِهِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي ذُو مَالٍ وَلَا يَرِثُنِي إِلَّا ابْنَةٌ ، أَفَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثَيْ مَالِي ؟ قَالَ : " لَا " . قُلْتُ : فَالشَّطْرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَا " . قُلْتُ : فَالثُّلُثُ ؟ قَالَ : " الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ، إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِيِّ امْرَأَتِكَ " - وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512535حَتَّى اللُّقْمَةَ تَضَعُهَا فِي فَمِ امْرَأَتِكَ - قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أُخَلَّفُ بَعْدَ أَصْحَابِي ؟ فَقَالَ : " إِنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ ، إِلَّا ازْدَدْتَ بِهِ دَرَجَةً وَرِفْعَةً ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلِّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيَضُرَّ بِكَ آخَرُونَ " . ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي [ ص: 294 ] هِجْرَتَهُمْ ، وَلَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ، لَكِنِ الْبَائِسُ سَعْدُ بْنُ خَوْلَةَ " . يَرْثِي لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ . وَرَوَاهُ
أَحْمَدُ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ
الْجَعْدِ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهَا ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَفِيهِ : قَالَ :
فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَصَدْرَهُ وَبَطْنَهُ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا وَأَتِمَّ لَهُ هِجْرَتَهُ " . قَالَ سَعْدٌ : فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةِ .
وَقَالَ
ابْنُ وَهْبٍ : حَدَّثَنِي
مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ سَعْدًا فَقَالَ : " اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْبَاسَ ، إِلَهَ النَّاسِ ، مَلِكَ النَّاسِ ، أَنْتَ الشَّافِي لَا شَافِيَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مَنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ ، مِنْ حَسَدٍ وَعَيْنٍ ، اللَّهُمَّ أَصِحَّ قَلْبَهُ وَجِسْمَهُ ، وَاكْشِفْ سَقَمَهُ وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ " .
وَقَالَ
ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي
عَمْرٌو ، عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ قَالَ : سَأَلْتُ
عَامِرَ بْنَ سَعْدٍ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِسَعْدٍ :
" وَعَسَى أَنْ تَبْقَى يَنْتَفِعُ بِكَ أَقْوَامٌ وَيَضُرُّ بِكَ آخَرُونَ " . فَقَالَ : أُمِّرَ
سَعْدٌ عَلَى
الْعِرَاقِ ، فَقَتَلَ قَوْمًا عَلَى الرِّدَّةِ فَضَرَّهُمْ ،
[ ص: 295 ] وَاسْتَتَابَ قَوْمًا كَانُوا سَجَعُوا سَجْعَ
مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ ، فَتَابُوا فَانْتَفَعُوا بِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
أَبُو الْمُغِيرَةِ ، ثَنَا
مَعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ ، حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ
الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :
جَلَسْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَّرَنَا وَرَقَّقَنَا ، فَبَكَى nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ، فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ ، وَقَالَ : يَا لَيْتَنِي مِتُّ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا سَعْدُ ، أَعِنْدِي تَتَمَنَّى الْمَوْتَ ! " فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ : " يَا سَعْدُ ، إِنْ كُنْتَ لِلْجَنَّةِ خُلِقْتَ ، فَمَا طَالَ عُمْرُكَ أَوْ حَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ " .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
سَعْدٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3512537 " اللَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَتَهُ وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ " .
وَرَوَاهُ
بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
لِسَعْدٍ : "
اللَّهُمَّ سَدِّدْ سَهْمَهُ وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ ، وَحَبِّبْهُ إِلَى عِبَادِكَ " .
[ ص: 296 ] وَرَوَى مِنْ حَدِيثِ
ابْنِ عَبَّاسٍ . وَفِي رِوَايَةِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَائِذٍ الدِّمَشْقِيِّ ، عَنِ
الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ
مُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ وَغَيْرِهِ ،
أَنَّ سَعْدًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُجِيبَ دَعْوَتِي . فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دَعْوَةَ عَبْدٍ حَتَّى يُطَيِّبَ مَطْعَمَهُ " . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُطَيِّبَ طُعْمَتِي . فَدَعَا لَهُ . قَالُوا : فَكَانَ سَعْدٌ يَتَوَرَّعُ مِنَ السُّنْبُلَةِ يَجِدُهَا فِي زَرْعِهِ ، فَيَرُدُّهَا مِنْ حَيْثُ أُخِذَتْ .
وَقَدْ كَانَ كَذَلِكَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ ، لَا يَكَادُ يَدْعُو بِدُعَاءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَمِنْ أَشْهَرِ ذَلِكَ مَا ثَبَتَ فِي " الصَّحِيحَيْنِ " مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، أَنْ
أَهْلَ الْكُوفَةِ شَكَوَا
سَعْدًا إِلَى
عُمَرَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى قَالُوا : لَا يُحْسِنُ يُصَلِّي . فَقَالَ
سَعْدٌ : أَمَّا إِنِّي لَا آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِهِمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; أُطِيلُ الْأُولَيَيْنِ ، وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ . فَقَالَ : ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا
أَبَا إِسْحَاقَ . وَكَانَ قَدْ بَعَثَ مِنْ يَسْأَلُ عَنْهُ بِمَحَالِّ
الْكُوفَةِ ، فَجَعَلُوا لَا يَسْأَلُونَ أَهْلَ مَسْجِدٍ إِلَّا أَثْنَوْا خَيْرًا ، حَتَّى مَرُّوا بِمَسْجِدٍ
لِبَنِي عَبْسٍ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ :
أَبُو سَعْدَةَ أُسَامَةُ بْنُ قَتَادَةَ . فَقَالَ : إِنَّ
سَعْدًا كَانَ لَا يَسِيرُ فِي السَّرِيَّةِ ،
[ ص: 297 ] وَلَا يِقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ ، وَلَا يَعْدِلُ فِي الْقَضِيَّةِ . فَبَلَغَ
سَعْدًا قَوْلُهُ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ عَبْدُكَ هَذَا قَامَ مَقَامَ رِيَاءٍ وَسُمْعَةٍ ، فَأَطِلْ عُمْرَهُ وَأَدِمْ فَقْرَهُ ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ . قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْخًا كَبِيرًا ، قَدْ سَقَطَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ ، يَقِفُ فِي الطَّرِيقِ ، فَيَغْمِزُ الْجَوَارِيَ ، فَيُقَالُ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : شَيْخٌ مَفْتُونٌ أَصَابَتْهُ دَعْوَةُ
سَعْدٍ . وَفِي رِوَايَةٍ غَرِيبَةٍ ، أَنَّهُ أَدْرَكَ فِتْنَةَ
الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ فَقُتِلَ فِيهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ : ثَنَا
يُوسُفُ الْقَاضِي ، ثَنَا
عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، ثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ : خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا :
زَبْرَاءُ . وَعَلَيْهَا قَمِيصٌ جَدِيدٌ ، فَكَشَفَتْهَا الرِّيحُ ، فَشَدَّ عَلَيْهَا
عُمَرُ بِالدِّرَّةِ ، وَجَاءَ
سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ ، فَتَنَاوَلَهُ
عُمَرُ بِالدِّرَّةِ ، فَذَهَبَ
سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى
عُمَرَ ، فَنَاوَلَهُ الدِّرَّةَ وَقَالَ : اقْتَصَّ . فَعَفَا عَنْ
عُمَرَ .
وَرَوَى أَيْضًا أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ
سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ كَلَامٌ ، فَهَمَّ
سَعْدٌ أَنْ يَدْعُوَ
[ ص: 298 ] عَلَيْهِ ، فَخَافَ
ابْنُ مَسْعُودٍ ، وَجَعَلَ يَشْتَدُّ فِي الْهَرَبِ .
وَقَالَ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ
الْقَادِسِيَّةِ كَانَ
سَعْدٌ عَلَى النَّاسِ ، وَقَدْ أَصَابَتْهُ جِرَاحٌ ، فَلَمْ يَشْهَدْ يَوْمَ الْفَتْحِ ، يَعْنِي فَتْحَ
الْقَادِسِيَّةِ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ
بَجِيلَةَ :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ وَسَعْدٌ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ مُعْصَمُ
فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيرَةٌ وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أَيِّمُ
فَقَالَ
سَعْدٌ : اللَّهُمَّ اكْفِنَا يَدَهُ وَلِسَانَهُ . فَجَاءَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ ، فَأَصَابَهُ فَخَرِسَ وَيَبِسَتْ يَدَاهُ جَمِيعًا .
وَقَدْ أَسْنَدَ
زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ
قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَفِيهِ : ثُمَّ خَرَجَ
سَعْدٌ ، فَأَرَى النَّاسَ مَا بِهِ مِنَ الْقُرُوحِ فِي ظَهْرِهِ ; لِيَعْتَذِرَ إِلَيْهِمْ .
[ ص: 299 ] وَقَالَ
هُشَيْمٌ ، عَنْ
أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ رَجُلًا نَالَ مِنْ
عَلِيٍّ ، فَنَهَاهُ
سَعْدٌ فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَقَالَ
سَعْدٌ : أَدْعُو عَلَيْكَ . فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَدَعَا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَ بَعِيرٌ نَادٌّ فَتَخَبَّطَهُ .
وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ
سَعْدًا رَأَى جَمَاعَةً عُكُوفًا عَلَى رَجُلٍ ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ مِنْ بَيْنِ اثْنَيْنِ ، فَإِذَا هُوَ يَسُبُّ
عَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَقَالَ : أَدْعُو عَلَيْكَ . فَقَالَ الرَّجُلُ : تَتَهَدَّدُنِي كَأَنَّكَ نَبِيٌّ ! فَانْصَرَفَ
سَعْدٌ ، فَدَخَلَ دَارَ آلِ فُلَانٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ سَبَّ أَقْوَامًا قَدْ سَبَقَ لَهُمْ مِنْكَ سَابِقَةُ الْحَسَنَى ، وَأَنَّهُ قَدْ أَسْخَطَكَ سَبُّهُ إِيَّاهُمْ ، فَاجْعَلْهُ الْيَوْمَ آيَةً وَعِبْرَةً . قَالَ : فَخَرَجَتْ بُخْتِيَّةٌ نَادَّةٌ مِنْ دَارِ آلِ فُلَانٍ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى دَخَلَتْ بَيْنَ أَضْعَافِ النَّاسِ ، فَافْتَرَقَ النَّاسُ ، فَأَخَذَتْهُ بَيْنَ قَوَائِمِهَا ، فَلَمْ تَزَلْ تَتَخَبَّطُهُ حَتَّى مَاتَ . قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّاسَ يَشْتَدُّونَ وَرَاءَ
سَعْدٍ يَقُولُونَ : اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَكَ يَا
أَبَا إِسْحَاقَ . وَرَوَاهُ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَقَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا : حَدَّثَنِي
الْحَسَنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ [ ص: 300 ] الْمُنْكَدِرِ الْقُرَشِيُّ ، ثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
مِينا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَطَّلِعُ عَلَى
سَعْدٍ ، فَنَهَاهَا فَلَمْ تَنْتَهِ ، فَاطَّلَعَتْ يَوْمًا وَهُوَ يَتَوَضَّأُ ، فَقَالَ : شَاهَ وَجْهُكِ . فَعَادَ وَجْهُهَا فِي قَفَاهَا .
وَقَالَ
كَثِيرٌ النَّوَّاءُ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ قَالَ : دَخَلَ
سَعْدٌ عَلَى
مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ لَمْ تُقَاتِلْ مَعَنَا ؟ فَقَالَ : إِنِّي مَرَّتْ بِي رِيحٌ مُظْلِمَةٌ فَقُلْتُ : أَخْ أَخْ . فَأَنَخْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى انْجَلَتْ عَنِّي ، ثُمَّ عَرَفَتِ الطَّرِيقَ فَسِرْتُ . فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَخْ أَخْ ، وَلَكِنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [ الْحُجُرَاتِ : 9 ] . فَوَاللَّهِ مَا كُنْتُ مَعَ الْبَاغِيَةِ عَلَى الْعَادِلَةِ ، وَلَا مَعَ الْعَادِلَةِ عَلَى الْبَاغِيَةِ . فَقَالَ
سَعْدٌ : مَا كُنْتُ لِأُقَاتِلَ رَجُلًا قَالَ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي " . فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : مَنْ سَمِعَ هَذَا مَعَكَ ؟ فَقَالَ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ
nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمُّ سَلَمَةَ . فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : أَمَا إِنِّي لَوْ سَمِعْتُهُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَا قَاتَلْتُ
عَلِيًّا . وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ كَانَ بَيْنَهُمَا وَهُمَا
بِالْمَدِينَةِ فِي حَجَّةٍ حَجَّهَا
مُعَاوِيَةُ ، وَأَنَّهُمَا قَامَا إِلَى
أُمِّ سَلَمَةَ فَسَأَلَاهَا فَحَدَّثَتْهُمَا بِمَا حَدَّثَ بِهِ
سَعْدٌ ، فَقَالَ
مُعَاوِيَةُ : لَوْ سَمِعْتُ هَذَا قَبْلَ هَذَا الْيَوْمِ لَكَنْتُ خَادِمًا
لِعَلِيٍّ حَتَّى يَمُوتَ أَوْ أَمُوتَ . وَفِي إِسْنَادِ هَذَا ضَعْفٌ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ ص: 301 ] وَقَدْ رُوِيَ عَنْ
سَعْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يَتَكَلَّمُ فِي
عَلِيٍّ وَفِي
خَالِدٍ فَقَالَ : إِنَّهُ لَمْ يَبْلُغْ مَا بَيْنَنَا دِينَنَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ : طَافَ
سَعْدٌ عَلَى تِسْعِ جَوَارٍ فِي لَيْلَةٍ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْعَاشِرَةِ أَخَذَهُ النَّوْمُ ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تُوقِظَهُ .
وَمِنْ كَلَامِهِ الْحَسَنِ أَنَّهُ قَالَ لِابْنِهِ
مُصْعَبٍ : يَا بُنَيَّ ، إِذَا طَلَبْتَ شَيْئًا فَاطْلُبْهُ بِالْقَنَاعَةِ ، فَإِنَّهُ مَنْ لَا قَنَاعَةَ لَهُ لَمْ يُغْنِهِ الْمَالُ .
وَقَالَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حِجْرِي وَهُوَ يَقْضِي فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ يَا بُنَيَّ ؟ وَاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي أَبَدًا ، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِنَّ اللَّهَ يَدِينُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِحَسَنَاتِهِمْ فَاعْمَلُوا لِلَّهِ ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَيُخَفَّفُ عَنْهُمْ بِحَسَنَاتِهِمْ ، فَإِذَا نَفِدَتْ قَالَ : لِيَطْلُبْ كُلُّ عَامِلٍ ثَوَابَ عَمَلِهِ مِمَّنْ عَمِلَ لَهُ .
وَقَالَ
الزُّهْرِيُّ : لَمَّا حَضَرَتْ
سَعْدًا الْوَفَاةُ دَعَا بِخَلَقِ جُبَّةٍ فَقَالَ : كَفِّنُونِي فِيهَا ، فَإِنِّي لَقِيتُ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
بَدْرٍ ، وَإِنَّمَا كُنْتُ أُخَبِّئُهَا لِهَذَا الْيَوْمِ .
[ ص: 302 ] وَكَانَتْ وَفَاةُ
سَعْدٍ بِالْعَقِيقِ خَارِجَ
الْمَدِينَةِ ، فَحُمِلَ إِلَى
الْمَدِينَةِ عَلَى أَعْنَاقِ الرِّجَالِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ
مَرْوَانُ ، وَصَلَّى بِصَلَاتِهِ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ، وَدُفِنَ
بِالْبَقِيعِ ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ - سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ - عَلَى الْمَشْهُورِ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ ، وَقَدْ جَاوَزَ الثَّمَانِينَ ، عَلَى الصَّحِيحِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16604عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : وَهُوَ آخِرُ الْعَشَرَةِ وَفَاةً . وَقَالَ غَيْرُهُ : كَانَ آخِرَ
الْمُهَاجِرِينَ وَفَاةً . رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْهُمْ أَجْمَعِينَ .
وَقَالَ
الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ : سَنَةَ خَمْسِينَ .
وَقَالَ
أَبُو مَعْشَرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَقَعْنَبُ بْنُ الْمُحَرِّرِ : تُوُفِّيَ سَعْدٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ .
وَقَالَ
قَعْنَبٌ : وَفِيهَا تُوُفِّيَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=25وَعَائِشَةُ nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمُّ سَلَمَةَ . وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ ; خَمْسٌ وَخَمْسِينَ .
قَالُوا : وَكَانَ
سَعْدٌ قَصِيرًا غَلِيظًا شَثْنَ الْأَصَابِعِ أَفْطَسَ ، أَشْعَرَ الْجَسَدِ ،
[ ص: 303 ] يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ ، وَكَانَ مِيرَاثُهُ مِائَتَيْ أَلْفٍ وَخَمْسِينَ أَلْفًا .
nindex.php?page=treesubj&link=34037_34064_33933فَضَالَةُ بْنُ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ الْأَوْسِيُّ
أَوَّلُ مَشَاهِدِهِ
أُحُدٌ وَشَهِدَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَدَخَلَ
الشَّامَ ، وَتَوَلَّى الْقَضَاءَ
بِدِمَشْقَ فِي أَيَّامِ
مُعَاوِيَةَ بَعْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : مَاتَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ . وَقَالَ غَيْرُهُ : سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11890ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي " الْمُنْتَظَمِ " : تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قُثَمُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
كَانَ أَشْبَهَ النَّاسِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَوَلَّى نِيَابَةَ
الْمَدِينَةِ فِي أَيَّامِ
عَلِيٍّ ، وَشَهِدَ فَتْحَ
سَمَرْقَنْدَ مِمَّا وَرَاءَ النَّهَرِ ، فَاسْتُشْهِدَ بِهَا ، رَحِمَهُ اللَّهُ .
كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو الْيَسَرِ الْأَنْصَارِيُّ السُّلَمِيُّ
شَهِدَ
الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا ، وَأَسَرَ يَوْمئِذٍ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَشَهِدَ مَا بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الْمَشَاهِدِ كُلِّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ : مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ . زَادَ غَيْرُهُ : وَهُوَ آخِرُ
[ ص: 304 ] مَنْ مَاتَ مِنْ
أَهْلِ بَدْرٍ .