19761 باب لا يقبل الجرح فيمن ثبتت عدالته إلا بأن يقفه على ما يجرحه به .
قال - رحمه الله : لأن الناس يختلفون ويتباينون في الأهواء . الشافعي
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ ، أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، ثنا أحمد بن إبراهيم ابن بكير ، ثنا الليث ، عن عقيل ، عن أنه قال : أخبرني ابن شهاب أن : محمود بن الربيع الأنصاري عتبان بن مالك وهو من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ممن شهد بدرا أخبره : عتبان : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر - رضي الله عنه - حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذنت له ، فلم يجلس حتى دخل البيت ، فقال لي : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " قال : فأشرت إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبر ، فقمنا ، فصففنا ، فصلى ركعتين ، ثم سلم ، قال : وحبسناه على خزيرة صنعناها له ، قال : فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد ، واجتمعوا ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا تقل له ذلك ، ألا تراه وقد قال : لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين ، قال : فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله . قال أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، قد أنكرت بصري ، وأنا أصلي لقومي ، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم ، ولم أستطع أن آتي مسجدهم ، فأصلي لهم ، وددت يا رسول الله أنك تأتي ، فتصلي في بيتي ، فأتخذه مصلى ، قال : فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " سأفعل إن شاء الله " . قال : ثم سألت ابن شهاب الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم ، وكان من سراتهم عن حديث فصدقه بذلك . رواه محمود بن الربيع في الصحيح عن البخاري ، وأخرجه يحيى بن بكير مسلم من وجه آخر عن . فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقبل قول الزهري الواقع في مالك بن الدخشن بأنه منافق ، حتى تبين له من أين يقول ذلك ، ثم لما بينه لم يره نفاقا ، فرد عليه قوله .