الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                19601 ( وأخبرنا ) أبو الحسين ، أنبأ عبد الله ، ثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أحمد بن الخليل ، ثنا الأخنسي أحمد بن عمران ، حدثني الحسن بن عمرو ، عن أبي الصهباء التيمي قال : جئت ، وإذا محارب بن دثار قائم يصلي ، فلما رآني أخف الصلاة ، ثم جاء فجلس في [ ص: 98 ] مجلس القضاء ، ثم بعث إلي ، أمخاصم أو مسلم أو حاجة ؟ قال : قلت : لا بل مسلم . فذهب الرسول فأخبره ، ثم أتاني فقال لي : قم . قال : فسلمت عليه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اللهم ، إنك تعلم أني لم أجلس لهذا المجلس الذي ابتليتني به ، وقدرته علي إلا وأنا أكرهه وأبغضه ، فاكفني شر عواقبه . قال : ثم أخرج خرقة نظيفة ، فوضعها على وجهه ، فلم يزل يبكي حتى قمت . قال : فمكث ما شاء الله ، ثم ولي بعده ابن شبرمة . قال : فجئت ، فإذا هو قائم يصلي ، فلما رآني أخف الصلاة ، ثم بعث إلي ، أمخاصم أو مسلم أو حاجة ؟ قال : قلت : لا بل مسلم . فذهب الرسول فأخبره ، ثم أتاني فقال لي : قم . فقمت فسلمت عليه ، وجلست إلى جنبه ، فقال : حدثني حديث أخي محارب بن دثار . فحدثته الحديث ، فقال : اللهم ، إنك تعلم أني لم أجلس هذا المجلس الذي ابتليتني به إلا وأنا أحبه ، وأشتهيه . فاكفني شر عواقبه ، ثم أخرج خرقة نظيفة ، فوضعها على وجهه ، فما زال يبكي حتى قمت .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية