17651 - وعن ابن غنم قال : مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء ، ألفينا ، فأخذ يميني بشماله ، وشمال عبادة بن الصامت بيمينه ، فخرج يمشي بيننا ونحن ننتجي ، [ ص: 221 ] والله أعلم ما نتناجى ، فقال أبي الدرداء : لئن طال بكما عمر أحدكما أو كلاكما لتوشكان أن تريا الرجل من ثبج - يعني من وسط - المسلمين قرأ القرآن على لسان عبادة بن الصامت محمد - صلى الله عليه وسلم - قد أعاده وأبداه ، فأحل حلاله ، وحرم حرامه ، ونزل عند منازله ، أو قرأه على لسان أخيه قراءة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فأعاده وأبداه ، وأحل حلاله ، وحرم حرامه ، ونزل عند منازله ، لا يحوز فيكم إلا كما يحوز رأس الحمار الميت ، قال : فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا ، شداد بن أوس ، فجلسا إليه . فقال وعوف بن مالك شداد : إن أخوف ما أخاف عليكم أيها الناس ، لما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " " . فقال من الشهوة الخفية والشرك ، عبادة بن الصامت وأبو الدرداء : اللهم غفرا ، أو لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد حدثنا : " أن الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب ؟ ! . فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها ، ها هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها ، فما هذا الشرك الذي تخوفنا به يا شداد ؟ ! فقال شداد : أرأيتم لو رأيتم أن رجلا يصلي لرجل ، أو يصوم لرجل ، أو يتصدق له ، أترون أنه قد أشرك ؟ قالوا : نعم والله ، إنه من صلى لرجل أو صام له أو تصدق له لقد أشرك . فقال شداد : فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من صلى يرائي فقد أشرك ، ومن صام يرائي فقد أشرك ، ومن تصدق يرائي فقد أشرك . فقال عند ذلك : أفلا يعمد الله إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كله فيقبل ما خلص له ، ويدع ما أشرك به ؟ ! قال عوف بن مالك شداد عند ذلك : فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن الله - عز وجل - قال : أنا خير قسيم لمن أشرك بي ، من أشرك بي شيئا ; فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به ، أنا عنه غني " . قلت : عند لما دخلنا طرف منه . رواه ابن ماجه أحمد ، وفيه ، وضعفه شهر بن حوشب أحمد وغيره ، وضعفه غير واحد ، وبقية رجاله ثقات .