الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا

281 - روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي قال صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت :قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون ، فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون

282 - وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن المنذر عن علي قال نزلت هذه الآية قوله ولا جنبا في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي

283 - وأخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك قال كنت أرحل ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأصابتني جنابة في ليلة باردة فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية كلها

284 - وأخرج الطبراني عن الأسلع قال كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرحل له فقال لي ذات يوم يا أسلع قم فأرحل فقلت يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت رسول الله وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله قم يا أسلع فتيمم فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين فقمت فتيممت ثم رحلت له [ ص: 71 ]

285 - وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الأنصار كانت أبوابهم في المسجد فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا إلا في المسجد فأنزل الله قوله ولا جنبا إلا عابري سبيل

286 - وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان مريضا فلم يستطع أن يقوم فيتوضأ ولم يكن له خادم يناوله فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله وإن كنتم مرضى

287 - وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي قال نال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت وإن كنتم مرضى الآية كلها

التالي السابق


الخدمات العلمية