الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        [ ص: 162 ] 978 - حدثنا ابن خزيمة قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبان بن يزيد ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن حفص بن عبيد الله ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين المغرب والعشاء في السفر .

                                                        قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن الظهر والعصر وقتهما واحد ، قالوا : ولذلك جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في وقت إحداهما ، وكذلك المغرب والعشاء في قولهم وقتهما وقت لا يفوت إحداهما حتى يخرج وقت الأخرى منهما . وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل كل واحدة من هذه الصلوات وقتها منفرد من وقت غيرها . وقالوا : أما ما رويتموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمعه بين الصلاتين ، فقد روي عنه كما ذكرتم .

                                                        وليس في ذلك دليل أنه جمع بينهما في وقت إحداهما ، فقد يحتمل أن يكون جمعه بينهما كان كما ذكرتم ويحتمل أن يكون صلى كل واحدة منهما في وقتها كما ظن جابر بن زيد ، وهو روى ذلك عن ابن عباس ، وعمرو بن دينار ، من بعده .

                                                        فقال أهل المقالة الأولى : قد وجدنا في بعض الآثار ، ما يدل على أن صفة الجمع الذي فعله صلى الله عليه وسلم كما قلنا .

                                                        فذكروا في ذلك ، ما حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا عارم بن الفضل ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، أن ابن عمر رضي الله عنهما استصرخ على صفية بنت أبي عبيد ، وهو بمكة ، فأقبل إلى المدينة ، فسار حتى غربت الشمس ، وبدت النجوم ، وكان رجل يصحبه ، يقول : الصلاة الصلاة . قال : وقال له سالم : الصلاة . فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا عجل به السير في سفر ، جمع بين هاتين الصلاتين ، وإني أريد أن أجمع بينهما ، فسار حتى غاب الشفق ، ثم نزل فجمع بينهما .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية