الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        28616 - وسئل مالك ، عن الرجل يشتري من الرجل الحائط ، فيه ألوان من النخل ; من العجوة والكبيس والعذق ، وغير ذلك من ألوان التمر ، فيستثني منها ثمر [ ص: 169 ] النخلة أو النخلات ، يختارها من نخله ، فقال مالك : ذلك لا يصلح ، لأنه إذا صنع ذلك ، ترك ثمر النخلة من العجوة ، ومكيلة ثمرها خمسة عشر صاعا ، وأخذ مكانها ثمر نخلة من الكبيس ، ومكيلة ثمرها عشرة أصوع ، فإن أخذ العجوة التي فيها خمسة عشر صاعا ، وترك التي فيها عشرة أصوع من الكبيس ، فكأنه اشترى العجوة بالكبيس متفاضلا .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        28617 - قال أبو عمر : لا أعلم خلافا بين فقهاء الأمصار أنه لا يجوز لأحد أن يستثني ثمر نخلات معدودات من حائط رجل غير معينات يختارها من جميع النخل .

                                                                                                                        28618 - وكذلك لا يجوز ذلك عندهم في ألوان النخيل ، ولا في الثياب ، ولا في العبيد ، ولا في شيء من الأشياء ; أنه بيع وقع على ما لم يره المتبايعان بعينه .

                                                                                                                        28619 - ومعلوم أن الاختيار لا يكون فيما بعضه خير من بعض ، وأفضل ، ولم يفسد البيع في ذلك من جهة ما ذكره مالك أنه يدخله بيع الثمر بالتمر متفاضلا .




                                                                                                                        الخدمات العلمية