الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        2884 - فإذا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا ، قال : ثنا عثمان بن عمر بن فارس ، قال : أنا أسامة ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر يوم أحد بحمزة ، وقد جدع ومثل به فقال : لولا أن تجزع صفية لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع .

                                                        [ ص: 503 ] فكفنه في نمرة ، إذا خمر رأسه بدت رجلاه ، وإذا خمر رجليه بدا رأسه ، فخمر رأسه ، ولم يصل على أحد من الشهداء غيره وقال : أنا شهيد عليكم يوم القيامة .

                                                        ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يصل يومئذ على أحد من الشهداء غير حمزة ، فإنه صلى عليه ، وهو أفضل شهداء ( أحد ) .

                                                        فلو كان من سنة الشهداء أن لا يصلى عليهم ، لما صلى على حمزة ، كما لم يغسله ، إذ كان من سنة الشهداء أن لا يغسلوا . وصار ما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، صلى على حمزة ، ولم يصل على غيره . فهذا يحتمل أن يكون لم يصل على غيره ، لشدة ما به مما ذكرنا ، وصلى عليهم غيره من الناس . وقد جاء في غير هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يومئذ ، على حمزة ، وعلى سائر الشهداء .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية