الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      ومنها : أن الحقيقة يشتق منها الصفة ، والمجاز لا يشتق منه ; لأن الأمر بمعنى الطلب حينئذ يشتق منه فيقال : أمر يأمر أمرا فهو آمر ، وبمعنى البيان والصفة مجاز لا يتصرف . ذكره القاضي والغزالي وإلكيا الهراسي وغيرهم ، وخالفهم ابن برهان بأنه رب مجاز يشتق منه إذا وقع موقع المصدر كالغائط فإنه يقال : تغوط الرجل يتغوط تغوطا ، وإن كان مجازا في الفضلة . وكذلك قال القاضي أبو الطيب : الفعل " شأن " حقيقة ثم لا يقال : شأن يشأن فهو شائن ، ورب مجاز يتصرف . وكذلك قال إمام الحرمين في " التلخيص " ، رب حقيقة لا يصدر عنها الاشتقاق ، وهو إذا لم يكن مصدرا ، ورب مجاز ورد التجوز بنعوت صادرة [ ص: 122 ] عنه ، فكل ما حل محل المصادر وضعا واستعمالا فالأغلب أن يصدر منه النعوت ، وهذا هو قضية كلام أهل البيان ، فإنهم قالوا : إن الاستعارة لا تدخل في الأفعال إلا بطريق التبع للمصادر ، وذلك بأن يتجوز في المصدر أولا ثم يشتق منه الفعل . ا هـ .

                                                      وأورد أبو الحسين في " المعتمد " : الرائحة فإنها حقيقة في مسماها مع أنه لا يشتق منها اسم الفاعل لمحلها وهو ممنوع بل يقال للجسم الذي فيه متروح . وأورد بعضهم أن " ظن " : بمعنى أيقن مجاز ، ويصح أن يشتق منه اسم فاعل فيقال : ظان .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية