الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
294 الأصل

[ 228 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: ثنا أبو سليمان مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم". .

التالي السابق


الشرح

هذا حديث صحيح: أخرجه البخاري عن سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب، ومسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب، وقد صح عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله تعالى، فإن كانت القراءة واحدة فأعلمهم [ ص: 437 ] بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا، ولا يؤمن رجل رجلا في بيته ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه، وحمل الشافعي في الأم حديث مالك بن الحويرث على ما إذا استويا في الفقه والقراءة، وقال: كان الذين أخبر عنهم مالك مشتبهي الحال في القراءة والفقه فأمر بتقديم أكبرهم سنا، ويدل على ما ذكره لفظ الحديث في رواية الصحيح قال مالك بن الحويرث: قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - ونحن شببة فلبثنا عنده نحوا من عشرين ليلة، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - رحيما، فقال: لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم، مروهم فليصلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم والشببة: جمع شاب، ككتبة وكاتب، ويروى ونحن شببة متقاربون وكذلك رواه المزني عن الشافعي، ويمكن من جهة اللفظ أن يحمل الأكبر على الأفضل والأحق، وذلك يشمل جميع الخصال المقدمة.

وقوله: صلوا كما رأيتموني أصلي كأنه يقول: مكثتم عندي أياما وشاهدتم صلاتي وتعلمتموها، فإذا رجعتم إلى بلادكم فصلوا كما رأيتموني أصلي، وقد ذكر في هذه اللفظة أن الرؤية تتعلق بالأركان الظاهرة، فأمر بأن يحافظوا على ما تتعلق به الرؤية، ولو قال: صلوا كما علمتموني أصلي لشق الأمر، فقد روي أنه كان يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل




الخدمات العلمية