الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

                                                                                                                                                                                                                                      فأخذتهم الصيحة لعلهم حين أصابتهم [ ص: 135 ] الريح العقيم أصيبوا في تضاعيفها بصيحة هائلة أيضا . وقد روي أن شداد بن عاد حين أتم بناء إرم سار إليها بأهله فلما دنا منها بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا ، وقيل : الصيحة نفس العذاب والموت ، وقيل : هي العذاب المصطلم . قال قائلهم :


                                                                                                                                                                                                                                      صاح الزمان بآل برمك صيحة ... خروا لشدتها على الأذقان



                                                                                                                                                                                                                                      بالحق متعلق بالأخذ ، أي : بالأمر الثابت الذي لا دفاع له ، أو بالعدل من الله تعالى ، أو بالوعد الصدق . فجعلناهم غثاء أي : كغثاء السيل وهو حميله .

                                                                                                                                                                                                                                      فبعدا للقوم الظالمين إخبار أو دعاء ، و"بعدا" من المصادر التي لا يكاد يستعمل ناصبها ، والمعنى : بعدوا بعدا ، أي : هلكوا ، واللام لبيان من قيل له بعدا ، ووضع الظاهر موضع الضمير للتعليل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية