الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                15940 ( وأما الحديث الذي أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن عبد الرحمن بن بجيد بن قيظي أخي بني [ ص: 121 ] حارثة قال ابن إبراهيم : وايم الله ، ما كان سهل بأكثر علما منه ، ولكنه كان أسن منه ، إنه قال له : والله ، ما هكذا كان الشأن ، ولكن سهل أوهم ، ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احلفوا على ما لا علم لكم به ، ولكنه كتب إلى يهود خيبر حين كلمته الأنصار : إنه وجد فيكم قتيل بين أبياتكم فدوه ، فكتبوا إليه يحلفون بالله ما قتلوه ، ولا يعلمون له قاتلا ، فوداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده .

                                                                                                                                                ( فقد أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس ، أنبأ الربيع ، أنبأ الشافعي قال : ومن كتاب عمر بن حبيب ، عن محمد بن إسحاق . فذكر هذا الحديث . قال الشافعي : فقال لي قائل : ما منعك أن تأخذ بحديث ابن بجيد ؟ قال : لا أعلم ابن بجيد سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يكن سمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مرسل ، ولسنا ولا إياك نثبت المرسل ، وقد علمت سهلا صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه ، وساق الحديث سياقا لا يشبه إلا الإثبات ، فأخذت به لما وصفت ، قال : فما منعك أن تأخذ بحديث ابن شهاب ؟ قلت : مرسل ، والقتيل أنصاري ، والأنصاريون بالعناية أولى بالعلم به من غيرهم ، إذا كان كل ثقة ، وكل عندنا بنعمة الله ثقة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية