[فزعه - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب : ]
215 - حدثنا أنا عمرو بن زرارة ، عن زياد بن عبد الله البكائي ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، يزيد بن زياد ، عن قال : محمد بن كعب القرظي ، الكوفة لحذيفة بن اليمان : يا رأيتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحبتموه ؟ قال : نعم ، يا ابن أخي! ، قال : فكيف كنتم تصنعون ؟ . أبا عبد الله! ،
قال : " والله لقد كنا نجهده ، قال : والله لو أدركناه ، ما تركناه يمشي على الأرض ، ولحملناه على أعناقنا ، فقال " يا ابن أخي! ، لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذيفة : بالخندق ، وصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هويا ، ثم التفت إلينا ، فقال : " من رجل يقوم ، فينظر لنا ما فعل القوم ، ثم يرجع ، يشترط له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرجع ، وأن الله يدخله الجنة ، فما قام منا ، رجل ثم صلى هويا من الليل ، ثم التفت إلينا فقال : من رجل يقوم ، فينظر ما فعل القوم ، ثم يرجع ؟ ، يشترط له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجعة ، وأن الله يدخله الجنة ، فما قام منا رجل ، ثم صلى هويا من الليل ، ثم التفت إلينا ، فقال : " من رجل يقوم ، فينظر ما فعل القوم ، ثم يرجع ، فيشترط له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجعة ، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة ، فما قام رجل من [ ص: 234 ] القوم من شدة الخوف ، وشدة الجوع ، وشدة البرد ، فلما لم يقم أحد دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني ، فقال : " يا اذهب ، فادخل في القوم ، فانظر ماذا يفعلون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتيني " . حذيفة!
فذهبت فدخلت في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل ، ما يقر لهم قدرا ، ولا نارا ، ولا بناء ، فقام أبو سفيان بن حرب ، فقال : يا معشر قريش! لينظر امرؤ من جليسه ، فقال فأخذت بيد الرجل الذي كنت إلى جنبه ، فقلت : من أنت ؟ فقال : أنا فلان بن فلان ، فقال حذيفة : يا معشر أبو سفيان : قريش! ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من هذه الريح ما ترون ، والله ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فإني مرتحل .
ثم قام إلى جمله ، وهو معقول ، فجلس عليه ، ثم ضربه ، فوثب على ثلاث ، فما أطلق من عقاله ، إلا وهو قائم ، ولولا عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلي أن لا أتحدث شيئا حتى تأتيني ، ثم شئت لقتلته بسهم .
قال فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو قام يصلي في مرط لبعض نسائه مرجل ، فلما رآني ، أدخلني إلى رحليه ، وطرح علي طرف المرط ، ثم ركع وسجد ، وإني لفيه ، فلما سلم ، أخبرته الخبر ، وسمعت حذيفة : غطفان بما صنعت قريش ، [ ص: 235 ] فاستمروا راجعين إلى بلادهم " . قال فتى من أهل