الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت من أغمي عليه قبل أن يأتي عرفة فوقف به بعرفة وهو مغمى عليه حتى دفعوا من عرفات وهو بحاله مغمى عليه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : ذلك يجزئه . قلت : أرأيت إن أتى الميقات وهو مغمى عليه فأحرم عنه أصحابه أيجزئه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن أفاق فأحرم قبل أن يقف بعرفات أجزأه حجه ، وإن لم يفق حتى وقفوا به بعرفات وأصبحوا من ليلتهم لم يجزه حجه ، قلت : فإن أفاق قبل انفجار الصبح فأحرم فوقف أيجزئه حجه في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم . قلت : أرأيت إن مر به أصحابه بالميقات مغمى عليه فأحرموا عنه ثم أفاق بعدما جاوزوا به الميقات فأحرم حين أفاق ، أيكون عليه الدم لترك الميقات ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أحفظ هذا عن مالك ولكن أرجو أن لا يكون عليه شيء وأرجو أن يكون معذورا . قلت : أرأيت إن كان أصحابه أحرموا عنه بحجة أو عمرة أو قرنوا عنه ، فلما أفاق أحرم بغير ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ليس الذي أحرم عنه أصحابه بشيء وإنما إحرامه هذا الذي ينويه هو ، قلت : أتحفظ عن مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا وهو رأيي .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية