الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : { فاذكروا اسم الله عليها صواف } :

                                                                                                                                                                                                              فيها ثلاث قراءات : صواف بفاء مطلقة ، قراءة الجمهور . صوافن بنون ، قراءة ابن مسعود . صوافي بياء معجمة باثنتين من تحتها ، قراءة أبي بن كعب .

                                                                                                                                                                                                              فأما قول صواف فمن صف يصف إذا كانت جملة ; من مقام أو قعود ، أو مشاة ، بعضها إلى جانب بعض على الاستواء ، ويكون معناها هاهنا صفت قوائمها في حال نحرها ، أو صفت أيديها قال مجاهد .

                                                                                                                                                                                                              وأما صوافن فالصافن هو القائم . وقيل : هو الذي يثني إحدى رجليه .

                                                                                                                                                                                                              وأما صوافي فهو جمع صافية ، وهي التي أخلصت لله نية وجلالا ، وإشعارا وتقليدا .

                                                                                                                                                                                                              وقال أبو حنيفة : لا إشعار ، وهو بدعة ; لأنه مثلة ; وكأنه لا خبر عنده للسنة الواردة في ذلك ، ولا للأحاديث المتعاضدة ، فهي فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بعده ومعه والخلفاء للإشعار . [ ص: 292 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قوله تعالى : { فاذكروا اسم الله }

                                                                                                                                                                                                              يعني انحروها ، كما تقدم أن ذكر الله اسم صار كناية عن النحر والذبح ، لما بينا من أنه شرط فيه وأصل معه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية