[ ص: 29 ] وإن المشايخ الكرام 38 - قد ألفوا . [ ص: 30 ] ما بين مختصر ومطول 40 - من متون وشروح وفتاوى ، 41 - واجتهدوا في المذهب والفتوى وحرروا ونقحوا ، شكر الله سعيهم ، [ ص: 31 ] إلا أني لم أر لهم كتابا يحكي كتاب الشيخ تاج الدين السبكي الشافعي مشتملا على فنون في الفقه ، وقد كنت لما وصلت في شرح الكنز 43 - إلى تبييض البيع الفاسد ، ألفت كتابا مختصرا 44 - في الضوابط والاستثناءات منها ، 45 - سميته بالفوائد الزينية في الفقه الحنفية وصل إلى خمسمائة ضابطة ، [ ص: 32 ] فألهمت أن أصنع كتابا على النمط السابق مشتملا على سبعة فنون . 47 - يكون هذا المؤلف النوع الثاني منها : 48 - الأول : معرفة القواعد التي ترد إليها وفرعوا الأحكام عليها [ ص: 33 - 34 ] وهي في الحقيقة ، 50 - وبها يرتقي الفقيه إلى درجة الاجتهاد ولو في الفتوى ، 51 - وأكثر فروعها ظفرت به في كتب غريبة أو عثرت به في غير مظنة 52 - إلا أني بحول الله وقوته لا أنقل إلا الصحيح المعتمد في [ ص: 35 ] المذهب ، وإن كان مفرعا على قول ضعيف أو رواية ضعيفة نبهت على ذلك غالبا . 53 - أصول الفقه
وحكي أن الإمام أبا طاهر الدباس جمع قواعد مذهب أبي حنيفة رحمه الله سبع عشرة قاعدة 54 - ورده إليها . 55 -
وله حكاية مع أبي سعيد الهروي الشافعي رحمه الله ، فإنه لما بلغه ذلك سافر إليه وكان أبو طاهر ضريرا ، يكرر كل ليلة تلك القواعد بمسجده بعد أن يخرج الناس منه ، فالتف الهروي بحصير وخرج الناس وأغلق أبو طاهر باب المسجد [ ص: 36 ] وسرد منها سبعة 57 - فحصلت للهروي سعلة فأحس به أبو طاهر 58 - فضربه وأخرجه من المسجد ، 59 - ثم لم يكررها فيه بعد ذلك ، [ ص: 37 ] فرجع الهروي إلى أصحابه وتلاها عليهم 61 -
الثاني : الضوابط وما دخل فيها وما خرج عنها وهو أنفع الأقسام للمدرس والمفتي والقاضي ، فإن بعض المؤلفين يذكر ضابطه 62 - ويستثني منه أشياء ، فأذكر فيها أني زدت عليه أشياء أخر ، فمن لم يطلع على المزيد 63 - ظن الدخول وهي خارجة كما ستراه 64 - ولهذا وقع موقعا حسنا عند ذوي الإنصاف ، وابتهج به من هو من أولي الألباب [ ص: 38 ] الثالث : معرفة الجمع والفرق 66 -
الرابع : معرفة الألغاز . 67 -
الخامس : الحيل 68 - السادس : الأشباه والنظائر 69 - السابع : ما حكي عن الإمام الأعظم وصاحبيه والمشايخ المتقدمين ، والمتأخرين من المطارحات والمكاتبات والمراسلات والغريبات