الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ومنها العدالة ، لقبول الشهادة على الإطلاق فإنها لا تقبل على الإطلاق دونها ، لقوله تعالى { ممن ترضون من الشهداء } والشاهد المرضي هو الشاهد العدل ، والكلام في العدالة في مواضع في بيان ماهية العدالة أنها ما هي في عرف الشرع ، وفي بيان صفة العدالة المشروطة ، وفي بيان أنها شرط أصل القبول وجودا ، أم شرط القبول على الإطلاق وجودا ووجوبا أما الأول ، فقد اختلفت عبارات مشايخنا - رحمهم الله - في ماهية العدالة المتعارفة ، قال بعضهم : من لم يطعن عليه في بطن ولا فرج فهو عدل ; ; لأن أكثر أنواع الفساد والشر يرجع إلى هذين العضوين ، وقال بعضهم : من لم يعرف عليه جريمة في دينه فهو عدل ، وقال بعضهم : " من غلبت حسناته سيئاته فهو عدل " وقد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال { إذا رأيتم الرجل يعتاد الصلاة في المساجد فاشهدوا له بالإيمان } وروي { من صلى إلى قبلتنا وأكل ذبيحتنا فاشهدوا له بالإيمان } وقال بعضهم : " من يجتنب الكبائر وأدى الفرائض وغلبت حسناته سيئاته فهو عدل ، " وهو اختيار أستاذ أستاذي الإمام فخر الدين علي البزدوي رضي الله تعالى عنه .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية