الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                فإذا عرفت تفسير العدالة في عرف الشرع فلا عدالة لشارب الخمر ; ; لأن شربه كبيرة فتسقط به العدالة ومن مشايخنا من قال : إذا كان الرجل صالحا في أموره تغلب حسناته سيئاته ، ولا يعرف بالكذب ، ولا بشيء من الكبائر غير أنه يشرب الخمر أحيانا لصحة البدن والتقوي ، لا للتلهي - يكون عدلا ، وعامة مشايخنا على أنه لا يكون عدلا ; لأن شرب الخمر كبيرة محضة ، وإن كان للتقوي ومن شرب النبيذ لا تسقط عدالته بنفس الشرب ; ; لأن شربه للتقوي دون التلهي حلال ، وأما السكر منه ، فإن كان وقع منه مرة ، وهو لا يدري أو وقع سهوا ، لا تسقط عدالته ، وإن كان يعتاد السكر منه تسقط [ ص: 269 ] عدالته ; ; لأن السكر منه حرام ، ولا عدالة لمن يحضر مجلس الشرب ويجلس بينهم ، وإن كان لا يشرب ; لأن حضوره مجلس الفسق فسق .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية