فصل
ولما كان كل عبد متحركا بالإرادة ، والهم مبدأ الإرادة ، ويترتب على إرادته حركته ، وكسبه ، كان اسم همام واسم حارث ؛ إذ لا ينفك مسماهما [ ص: 311 ] عن حقيقة معناهما ، ولما كان الملك الحق لله وحده ، ولا ملك على الحقيقة سواه كان أصدق الأسماء ، وأغضبه له اسم " شاهان شاه " أي : ملك الملوك وسلطان السلاطين ، فإن ذلك ليس لأحد غير الله فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل ، والله لا يحب الباطل . أخنع اسم ، وأوضعه عند الله
وقد ألحق بعض أهل العلم بهذا " قاضي القضاة " ، وقال : ليس قاضي القضاة إلا من يقضي الحق ، وهو خير الفاصلين الذي إذا قضى أمرا فإنما يقول له : كن فيكون . ويلي هذا الاسم في الكراهة والقبح والكذب سيد الناس ، وسيد الكل ، وليس ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة كما قال : ( ) فلا يجوز لأحد قط أن يقول عن غيره : إنه سيد الناس ، وسيد الكل ، كما لا يجوز أن يقول : إنه سيد ولد آدم . أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر