الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وهو ) أي : الأذان ( أفضل من الإقامة ) لزيادته عليها ( و ) أفضل من ( الإمامة ) ويدل لفضل الأذان أحاديث كثيرة منها : حديث أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال { لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه } متفق عليه .

                                                                                                                      وحديث معاوية بن أبي سفيان قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول { المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة } رواه مسلم وحديث ابن عباس مرفوعا قال { من أذن سبع سنين محتسبا كتبت له براءة من النار } رواه ابن ماجه ويشهد لفضل الأذان على الإمامة حديث أبي هريرة يرفعه { الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين } رواه أحمد وأبو داود والترمذي .

                                                                                                                      والأمانة أعلى من الضمان والمغفرة أعلى من الإرشاد [ ص: 232 ] وإنما لم يتول النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه من بعده الأذان لضيق وقتهم عنه قال عمر : لولا الخلافة لأذنت قال في الاختيارات : وهما أفضل من الإقامة ، وهو أصح الروايتين عن أحمد واختيار أكثر الأصحاب ، وأما إمامته صلى الله عليه وسلم وإمامة الخلفاء الراشدين فكانت متعينة عليهم فإنها وظيفة الإمام الأعظم ولم يمكن الجمع بينها وبين الأذان فصارت الإمامة في حقهم أفضل من الأذان ، لخصوص أحوالهم وإن كان لأكثر الناس الأذان أفضل ( وله الجمع بينه ) أي الأذان ( وبين الإمامة ) بل ذكر أبو المعالي : أن الجمع بينهما أفضل وقال أيضا : ما صلح له فهو أفضل .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية