الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( واحتباء فيها )

                                                                                                                            ش : يعني أنه يجوز الاحتباء والإمام في الخطبة ويشير به - والله أعلم - إلى قوله في المدونة : ولا بأس باحتباء والإمام يخطب وأما احتباء الإمام إذا جلس بين الخطبتين فهو وإن كان جائزا فلا يقال فيه احتباء فيها .

                                                                                                                            وقال الباجي في المنتقى روى ابن نافع عن مالك لا بأس أن يحتبي الرجل يوم الجمعة والإمام يخطب وله أن يمد رجليه وقال في النوادر وله أن يحتبي والإمام يخطب .

                                                                                                                            قال ابن حبيب ويلتفت يمينا وشمالا ويمد رجليه ; لأن ذلك معونة له على ما يريده فليفعل من ذلك ما هو أرفق له انتهى .

                                                                                                                            ( تنبيه ) روى أبو داود والترمذي والحاكم وابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب } قال أبو داود وكان ابن عمر يحتبي والإمام يخطب وكان أنس وجل الصحابة والتابعين قالوا : لا بأس بها ولم يبلغني أن أحدا كرهه إلا عبادة بن نسي وقال الترمذي : وكره قوم الحبوة وقت الخطبة ورخص فيها آخرون ; قال النووي ولا يكره عند الشافعي ومالك والأوزاعي وأصحاب الرأي وغيرهم وكرهها بعض أهل الحديث للحديث المذكور .

                                                                                                                            وقال الخطابي والمعنى فيه أنها تجلب النوم فتعرض طهارته للنقض وتمنع من استماع الخطبة .

                                                                                                                            ( فائدة ) الاحتباء هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشد عليهما وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب قال في النهاية يقال احتبى يحتبي احتباء والاسم الحبوة بالضم والكسر والجمع حبا وحباء ، قال : وفي الحديث { الاحتباء حيطان العرب } يعنى ليس في البراري حيطان فإذا أرادوا الاستناد احتبوا ; لأن الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدار انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية