أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما
أولئك إشارة إلى المتصفين بما فصل في حين صلة الموصولات الثمانية من حيث اتصافهم به ، وفيه دلالة على أنهم متميزون بذلك أكمل تميز ، منتظمون بسببه في سلك الأمور المشاهدة ، وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منـزلتهم في الفضل ، وهو مبتدأ خبره قوله تعالى : يجزون الغرفة والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب مبينة لما لهم في الآخرة من السعادة الأبدية إثر بيان ما لهم في الدنيا من الأعمال السنية . والغرفة : الدرجة العالية من المنازل وكل بناء [ ص: 232 ]
مرتفع عال ، أي : يثابون أعلى منازل الجنة ، وهي اسم جنس أريد به الجمع كقوله تعالى : وهم في الغرفات آمنون ، وقيل : هي اسم من أسماء الجنة .
بما صبروا أي : بصبرهم على المشاق من مضض الطاعات ورفض الشهوات وتحمل المجاهدات ويلقون فيها من جهة الملائكة تحية وسلاما أي : يحييهم الملائكة ويدعون لهم بطول الحياة والسلامة من الآفات ، أو يعطون التبقية والتخليد مع السلامة من كل آفة ، وقيل : يحيي بعضهم بعضا ويسلم عليه . وقرئ : "يلقون" من لقي .