قوله تعالى : إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا ، الآية \ 58.
فيه دلالة على أن لتلاوة آيات الرحمن تأثيرا، فقال : إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا : في الصلاة. الحسن
وقال : المراد بآيات الله كتبه المتضمنة لتوحيده وحجته، وأنهم كانوا يسجدون عند تلاوتها، ويبكون عند ذكرها. الأصم
والمروي عن أن المراد به القرآن، خاصة وأنهم كانوا يسجدون عند تلاوته ويبكون، ففي ذلك دلالة من قوله على أن القرآن هو الذي كان يتلى على جميع الأنبياء، ولو كان كذلك لما كان الرسول صلى الله عليه وسلم مختصا بإنزاله عليه. ابن عباس،
[ ص: 271 ] واحتج به على وجوب الرازي على المستمع والقارئ، وهذا بعيد، فإن هذا الوصف شامل لكل آيات الله تعالى، وضم إلى السجود البكاء، وأبان به عن طريقة الأنبياء في تعظيمهم الله تعالى وآياته، وليس فيه دلالة على وجوب ذلك عند سماع آيات مخصوصة. سجود القرآن