[ ص: 119 ] باب
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29577_28885الألف وموضع الهمزة منها
اعلم أن الهمزة تقع من الألف المرسومة في الخط على ثلاثة أضرب :
تقع قبلها ، وذلك إذا تقدمتها الهمزة ، ولفظ بالألف بعدها . وتقع فيها نفسها ، وذلك إذا كانت صورة لها . وتقع بعدها ، وذلك إذا تأخرت الهمزة ، ولفظ بالألف قبلها .
* * *
فأما وقوع الهمزة قبلها فعلى ضربين : مبتدأة وحشوا ، وتتحرك بالفتح لا غير . وتكون هي إما مبدلة من همزة ساكنة هي فاء من الفعل ، وإما مبدلة من ياء متحركة هي لام الفعل ، وإما زائدة للبناء ، وإما علامة للتثنية ، وإما معوضة من التنوين في حال الوقف .
فأما المبدلة من الهمزة فنحو قوله : " ءامن الناس " ، و " ءامن الرسول " ، و " ءاتى المال " ، و " ءاتكم ما لم يؤت " ، و " ءاتيناه من الكنوز " ، و " ءامنهم " ، و " ءامنتم به " ، و " فئامن له " ،
[ ص: 120 ] و " ءالهة " ، و " ءالهتك " ، و " ءالهتهم " ، و " ءادم " ، و " ءازر " ، وشبهه .
وأما المبدلة من الياء فنحو قوله : " رءا كوكبا " ، و " رءا أيديهم " ، و " فرءاه حسنا " ، و " فلما رءاها " ، و " نئا بجانبه " ، و " رءا القمر " ، و " رءا الشمس " ، وشبهه مما لم تصور الهمزة فيه استغناء بها عن الصورة ، واكتفاء بها منها ، من حيث كانت حرفا من حروف المعجم .
وأما الزائدة للبناء فنحو قوله : " ولا ءامين " ، و " إلا ءاتي الرحمن " ، و " كل ءاتوه " ، و " كلهم ءاتيه " ، و " كانت ءامنة " ، و " غير ءاسن " ، و " ءانفا " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34سيئات ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18السيئات ، و " المنشئات " ، على
[ ص: 121 ] قراءة من فتح الشين ، و " لئات " ، و " شنئان " ، و " مئارب " ، وشبهه .
وأما التي للتثنية فنحو قوله : " أن تبوءا لقومكما " . ولا أعلم في كتاب الله غيره .
وأما المعوضة من التنوين في حال الوقف فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31خطئا ، و " ملجئا " ، و " متكئا " ، وشبهه مما حذفت فيه صورة الهمزة ؛ كراهة لاجتماع صورتين متفقتين .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة فيه نقطة بالصفراء ، وحركتها عليها نقطة بالحمراء ، قبل الألف المصورة . إلا ما لحق الهمزة فيه تنوين فإن الحركة والتنوين يجعلان معا على الألف نفسها دون الهمزة ، لما قدمناه من العلة في ذلك .
* * *
وأما وقوع الهمزة في الألف نفسها فعلى ثلاثة أضرب : مبتدأة وحشوا وطرفا . وتتحرك في حال الابتداء بالحركات الثلاث ، من الفتح والكسر والضم . وتتحرك في الطرف بذلك أيضا ، وتكون ساكنة للبناء أو الجزم . وتتحرك في الحشو بالفتح لا غير ، وتكون ساكنة أيضا .
[ ص: 122 ] فأما المبتدأة المفتوحة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=27ما أمر الله ، و " أخذنا منهم " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أتينا بها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله ، و " فأتهم الله " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72أقيموا الصلاة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105بما أراك الله ، وشبهه مما لا ألف بعدها .
وأما المكسورة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93إيمانكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7إحدى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=20إحداهن ، و " إرصادا " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157إصرهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71إمرا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85إخراجهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61إخوانكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=2إيلافهم ، وشبهه .
وأما المضمومة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، و " أتوا به " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60أنبئكم ، و " يوم أبعث " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أوتوا العلم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أوتوه ، و " أوحي إلي " ، و " أوذوا " .
وسواء كان بعد المكسورة ياء ، وبعد المضمومة واو في اللفظ والخط ، أو لم يكن ، وسواء دخل عليها حرف زائد ، فصارت بذلك كالمتوسطة في الخط ، أو لم يدخل ، كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فبأي ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أفأمنتم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=220فإخوانكم ،
[ ص: 123 ] و " لإخواننا " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فلأمه ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سأنزل ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=1878&ayano=78سأنبئك ، وشبهه .
وأما المتوسطة المفتوحة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61سألتم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34سألتموه ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29بدأكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79ذرأكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=83امرأته ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=35امرأت عمران ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22أن نبرأها ، وشبهه .
وأما الساكنة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177البأساء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23كأسا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43بأسنا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62شأنهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143الضأن ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13رأي العين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=11كدأب ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=47دأبا ، وشبهه .
وأما المتطرفة المفتوحة فنحو قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118أن لا ملجأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28امرأ سوء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20كيف بدأ الخلق ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136مما ذرأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20إن الملأ ، و " من سبأ " على قراءة من لم يصرفه ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35أسوأ ، وشبهه .
[ ص: 124 ] وأما المكسورة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3من نبإ موسى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69بالملإ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26من حمإ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22من سبإ بنبإ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=47من ملجإ ، وشبهه .
وأما المضمومة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140ويستهزأ بها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=66قال الملأ الذين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74نتبوأ من الجنة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=56يتبوأ منها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120لا يصيبهم ظمأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38ملأ من قومه ، وشبهه .
ولا يكون ما قبل الهمزة في هذا الضرب الثالث إلا مفتوحا لا غير ، بأي حركة تحركت هي .
وأما الساكنة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14اقرأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إن يشأ ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39من يشأ ، وشبهه .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة نقطة بالصفراء في الألف ، وجعلت حركتها نقطة بالحمراء فوقها إذا كانت مفتوحة ، وتحتها إذا كانت مكسورة ، وأمامها إذا كانت مضمومة . وجعل علامة السكون عليها جرة لطيفة أو دارة صغيرة ، إذا كانت ساكنة .
[ ص: 125 ] ومن أهل النقط من يجعل المبتدأة خاصة نقطة بالصفراء فقط ، دون حركة معها . ويخالف بها في الألف . فتجعل المفتوحة في رأس الألف ، وتجعل المكسورة تحت الألف ، وتجعل المضمومة في وسط الألف . ويكتفى بذلك من تحريكها . وهو مذهب حسن قريب .
* * *
وأما وقوع الهمزة بعد الألف فعلى ضربين ، حشوا وطرفا لا غير . وتتحرك فيهما بالحركات الثلاث بالفتح والكسر والضم . وتكون الألف قبلها حرف مد ولين ، إما مبدلا من حرف أصلي ، وإما زائدا للبناء .
فأما المتوسطة المفتوحة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87جاءكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211جاءته ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66ساءت ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9فاءت ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم ، وشبهه . ولم تصور هذه الهمزة في حال انفتاحها وتوسطها ؛ كراهة الجمع بين ألفين في الرسم ، واكتفاء بالواحدة منهما ، كما تقدم . فإن انكسرت أو انضمت صورت المكسورة ياء والمضمومة واوا . وذلك من حيث تقرب في التسهيل من هذين الحرفين .
وأما المكسورة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31كبائر ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158شعائر ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17طرائق ،
[ ص: 126 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60حدائق ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50خزائن ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114خائفين ، و " الصائمين " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31الملائكة ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23لقائه ، و " من ءابائهم " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36بآبائنا ، و " قثائها " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=101من أنبائها ، وشبهه .
وأما المضمومة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257أولياؤهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أولياؤه ، و " أبناؤكم " ، و " ابتغاؤكم " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37دماؤها ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87جزاؤهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=74جزاؤه ، و " أحباؤه " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148آباؤنا ، وشبهه .
وأما المتطرفة المفتوحة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20شاء الله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48جاء الحق ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177ساء مثلا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101عن أشياء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264رئاء الناس ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63دعاء الرسول ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91أنبياء الله ، و " ءالاء الله " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3الجلاء ،
[ ص: 127 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98جعله دكاء ، على قراءة من مد وهمز . وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22ماء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41غثاء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17جفاء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3نداء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=171دعاء ، وشبهه .
وأما المكسورة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120من أنباء الرسل ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31بلقاء الله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31هؤلاء ، و " هأنتم أولاء " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58على سواء ، وشبهه .
وأما المضمومة فنحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85فما جزاء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29عليهم السماء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=66الأنباء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأخلاء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74منه الماء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رحماء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أشداء ، و " يا زكرياء " على قراءة من مد وهمز ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سواء محياهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49بلاء من ربكم ، وشبهه .
ولم تصور الهمزة المفتوحة ألفا ، والمكسورة ياء ، والمضمومة واوا في حال تطرفها ؛ لضعفها هناك - أعني في الطرف - من حيث كان موضع التغيير بالحذف
[ ص: 128 ] وغيره . وكان تسهيلها فيه بالبدل ، ثم بحذف المبدل منها ؛ لسكونه وسكون ما قبله . على أن المكسورة قد رسمت ياء ، والمضمومة قد رسمت واوا في مواضع مخصوصة ، على نحو حركتهما . وسيأتي ذكر ذلك فيما بعد ، إن شاء الله .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة نقطة بالصفراء بعد الألف في السطر ، إن لم يكن لها صورة ، وحركتها نقطة بالحمراء من فوقها إن كانت مفتوحة ، ومن تحتها إن كانت مكسورة ، وأمامها إن كانت مضمومة . وإن صورت ياء جعلت النقطة بالصفراء في الياء نفسها ، وحركتها تحتها . وإن صورت واوا جعلت النقطة بالصفراء في الواو نفسها ، وحركتها أمامها . وإن لحق المتطرفة تنوين جعل نقطتين .
* * *
وعامة نقاط
العراق يخالفون أهل
المدينة وغيرهم في الهمزة المبتدأة المفتوحة التي بعدها ألف في اللفظ ، نحو : " ءامن " ، و " ءادم " ، و " ءازر " ، وبابه . فيجعلونها بعد الألف . ولا وجه لذلك ؛ لأنها ملفوظ بها قبل الألف ؛ لتقدمها عليها . فكيف تجعل بعدها ، وبفتحها يوصل إلى النطق بها ؟
وكذلك يخالفون الجماعة في جعلهم ضمة الهمزة التي تقع طرفا بعد الألف ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13السفهاء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74منه الماء ، وبابه ، تحت الهمزة ، كما تجعل
[ ص: 129 ] كسرة المكسور سواء . وذلك أيضا مما لا وجه له ؛ لكونه ، مع خروجه عن فعل من ابتدأ النقط من السلف ، لحنا محققا .
* * *
وقد صورت الهمزة المفتوحة التي تقع قبل الألف المنقلبة عن الياء ، وقبل الألف التي للتأنيث ، ألفا على الأصل في ثلاث كلم لا غير : وهو قوله في ( والنجم ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11ما رأى ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لقد رأى ، وقوله في ( الروم ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10السوأى .
فإذا نقطن جعلت الهمزة نقطة بالصفراء ، وحركتها نقطة بالحمراء ، في الألف نفسها ؛ لأنها صورة لها . وتجعل في ما عداهن قبل الألف ؛ لأنها لم تصور في ذلك ؛ لما ذكرناه من كونها حرفا من حروف المعجم . وتلك الألف المرسومة بعدها هي المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل . وقد يجوز أن تكون صورة الهمزة ، وأن تكون المنقلبة هي الساقطة من الرسم ؛ لوقوعها طرفا . والأول أوجه عندي ؛ لما بينته قبل . وبالله التوفيق .
[ ص: 119 ] بَابٌ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=29577_28885الْأَلِفِ وَمَوْضِعِ الْهَمْزَةِ مِنْهَا
اعْلَمْ أَنَّ الْهَمْزَةَ تَقَعُ مِنَ الْأَلِفِ الْمَرْسُومَةِ فِي الْخَطِّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ :
تَقَعُ قَبْلَهَا ، وَذَلِكَ إِذَا تَقَدَّمَتْهَا الْهَمْزَةُ ، وَلُفِظَ بِالْأَلِفِ بَعْدَهَا . وَتَقَعُ فِيهَا نَفْسِهَا ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ صُورَةً لَهَا . وَتَقَعُ بَعْدَهَا ، وَذَلِكَ إِذَا تَأَخَّرَتِ الْهَمْزَةُ ، وَلُفِظَ بِالْأَلِفِ قَبْلَهَا .
* * *
فَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ قَبْلَهَا فَعَلَى ضَرْبَيْنِ : مُبْتَدَأَةً وَحَشْوًا ، وَتَتَحَرَّكُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ . وَتَكُونُ هِيَ إِمَّا مُبْدَلَةً مِنْ هَمْزَةٍ سَاكِنَةٍ هِيَ فَاءٌ مِنَ الْفِعْلِ ، وَإِمَّا مُبْدَلَةً مِنْ يَاءٍ مُتَحَرِّكَةٍ هِيَ لَامُ الْفِعْلِ ، وَإِمَّا زَائِدَةً لِلْبِنَاءِ ، وَإِمَّا عَلَامَةً لِلتَّثْنِيَةِ ، وَإِمَّا مُعَوَّضَةً مِنَ التَّنْوِينِ فِي حَالِ الْوَقْفِ .
فَأَمَّا الْمُبْدَلَةُ مِنَ الْهَمْزَةِ فَنَحْوُ قَوْلِهِ : " ءَامَنَ النَّاسُ " ، وَ " ءَامَنَ الرَّسُولُ " ، وَ " ءَاتَى الْمَالَ " ، وَ " ءَاتَكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ " ، وَ " ءَاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ " ، وَ " ءَامَنَهُمْ " ، وَ " ءَامَنْتُمْ بِهِ " ، وَ " فَئَامَنَ لَهُ " ،
[ ص: 120 ] وَ " ءَالِهَة " ، وَ " ءَالِهَتَكَ " ، وَ " ءَالِهَتُهُمْ " ، وَ " ءَادَمُ " ، وَ " ءَازَرَ " ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمُبْدَلَةُ مِنَ الْيَاءِ فَنَحْوُ قَوْلِهِ : " رَءَا كَوْكَبًا " ، وَ " رَءَا أَيْدِيَهُمْ " ، وَ " فَرَءَاهُ حَسَنًا " ، وَ " فَلَمَّا رَءَاهَا " ، و " نَئَا بِجَانِبِهِ " ، وَ " رَءَا الْقَمَرَ " ، وَ " رَءَا الشَّمْسَ " ، وَشِبْهِهِ مِمَّا لَمْ تُصَوَّرِ الْهَمْزَةُ فِيهِ اسْتِغْنَاءً بِهَا عَنِ الصُّورَةِ ، وَاكْتِفَاءً بِهَا مِنْهَا ، مِنْ حَيْثُ كَانَتْ حَرْفًا مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ .
وَأَمَّا الزَّائِدَةُ لِلْبِنَاءِ فَنَحْوُ قَوْلِهِ : " وَلَا ءَامِّينَ " ، وَ " إِلَّا ءَاتِي الرَّحْمَنِ " ، وَ " كُلٌّ ءَاتُوهُ " ، وَ " كُلُّهُمْ ءَاتِيِهِ " ، وَ " كَانَتْ ءَامِنَةً " ، وَ " غَيْرَ ءَاسِنٍ " ، وَ " ءَانِفًا " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=34سَيِّئَات ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=18السَّيِّئَات ، وَ " الْمُنْشَئَاتُ " ، عَلَى
[ ص: 121 ] قِرَاءَةِ مَنْ فَتَحَ الشِّينَ ، وَ " لَئَاتٍ " ، وَ " شَنَئَانُ " ، وَ " مَئَارِبُ " ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الَّتِي لِلتَّثْنِيَةِ فَنَحْوُ قَوْلِهِ : " أَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا " . وَلَا أَعْلَمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ غَيْرَهُ .
وَأَمَّا الْمُعَوَّضَةُ مِنَ التَّنْوِينِ فِي حَالِ الْوَقْفِ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=31خَطَئًا ، وَ " مَلْجَئًا " ، وَ " مُتَّكَئًا " ، وَشِبْهِهِ مِمَّا حُذِفَتْ فِيهِ صُورَةُ الْهَمْزَةِ ؛ كَرَاهَةً لِاجْتِمَاعِ صُورَتَيْنِ مُتَّفِقَتَيْنِ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ ، وَحَرَكَتُهَا عَلَيْهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ ، قَبْلَ الْأَلِفِ الْمُصَوَّرَةِ . إِلَّا مَا لَحِقَ الْهَمْزَةَ فِيهِ تَنْوِينٌ فَإِنَّ الْحَرَكَةَ وَالتَّنْوِينَ يُجْعَلَانِ مَعًا عَلَى الْأَلِفِ نَفْسِهَا دُونَ الْهَمْزَةِ ، لِمَا قَدَّمْنَاهُ مِنَ الْعِلَّةِ فِي ذَلِكَ .
* * *
وَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ فِي الْأَلِفِ نَفْسِهَا فَعَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ : مُبْتَدَأَةً وَحَشْوًا وَطَرَفًا . وَتَتَحَرَّكُ فِي حَالِ الِابْتِدَاءِ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ ، مِنَ الْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ . وَتَتَحَرَّكُ فِي الطَّرَفِ بِذَلِكَ أَيْضًا ، وَتَكُونُ سَاكِنَةً لِلْبِنَاءِ أَوِ الْجَزْمِ . وَتَتَحَرَّكُ فِي الْحَشْوِ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ ، وَتَكُونُ سَاكِنَةً أَيْضًا .
[ ص: 122 ] فَأَمَّا الْمُبْتَدَأَةُ الْمَفْتُوحَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=27مَا أَمَرَ اللَّهُ ، وَ " أَخَذْنَا مِنْهُمْ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=47أَتَيْنَا بِهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ ، وَ " فَأَتَهُمُ اللَّهُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72أَقِيمُوا الصَّلَاةَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=105بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ، وَشِبْهِهِ مِمَّا لَا أَلِفَ بَعْدَهَا .
وَأَمَّا الْمَكْسُورَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=93إِيمَانكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7إِحْدَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=20إِحْدَاهُنَّ ، وَ " إِرْصَادًا " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157إِصْرَهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=71إِمْرًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85إِخْرَاجُهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=61إِخْوَانِكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=106&ayano=2إِيلَافِهِمْ ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمَضْمُومَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=4بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ، وَ " أُتُوا بِهِ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=60أُنَبِّئُكُمْ ، وَ " يَوْمَ أُبْعَثُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27أُوتُوا الْعِلْمَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=213أُوتُوهُ ، وَ " أُوْحِيَ إِلَيَّ " ، وَ " أُوذُوا " .
وَسَوَاءٌ كَانَ بَعْدَ الْمَكْسُورَةِ يَاءٌ ، وَبَعْدَ الْمَضْمُومَةِ وَاوٌ فِي اللَّفْظِ وَالْخَطِّ ، أَوْ لَمْ يَكُنْ ، وَسَوَاءٌ دَخَلَ عَلَيْهَا حَرْفٌ زَائِدٌ ، فَصَارَتْ بِذَلِكَ كَالْمُتَوَسِّطَةِ فِي الْخَطِّ ، أَوْ لَمْ يَدْخُلْ ، كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=185فَبِأَيِّ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=68أَفَأَمِنْتُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=220فَإِخْوَانُكُمْ ،
[ ص: 123 ] وَ " لِإِخْوَانِنَا " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=11فَلِأُمِّهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93سَأُنْزِلُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=1878&ayano=78سَأُنَبِّئُكَ ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمُتَوَسِّطَةُ الْمَفْتُوحَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=61سَأَلْتُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34سَأَلْتُمُوهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=29بَدَأَكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=79ذَرَأَكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=83امْرَأَتُهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=35امْرَأَتُ عِمْرَانَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=22أَن نَّبْرَأَهَا ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا السَّاكِنَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177الْبَأْسَاءِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=23كَأْسًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=43بَأْسُنَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=62شَأْنِهِمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143الضَّأْنِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=13رَأْيَ الْعَيْنِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=11كَدَأْبِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=47دَأْبًا ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمُتَطَرِّفَةُ الْمَفْتُوحَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=118أَنْ لَا مَلْجَأَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=28امْرَأَ سَوْءٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=136مِمَّا ذَرَأَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=20إِنَّ الْمَلَأَ ، وَ " مِنْ سَبَأَ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ لَمْ يَصْرِفْهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=35أَسْوَأَ ، وَشِبْهِهِ .
[ ص: 124 ] وَأَمَّا الْمَكْسُورَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=3مِن نَّبَإِ مُوسَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69بِالْمَلَإِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=26مِنْ حَمَإٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=22مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=47مِن مَّلْجَإٍ ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمَضْمُومَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=140وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=66قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=74نَتَبَوَّأُ مِنَ اَلْجَنَّةِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=56يَتَبَوَّأُ مِنْهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=120لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=38مَلَأٌ مِّنْ قَوْمِهِ ، وَشِبْهِهِ .
وَلَا يَكُونُ مَا قَبْلَ الْهَمْزَةِ فِي هَذَا الضَّرْبِ الثَّالِثِ إِلَّا مَفْتُوحًا لَا غَيْرُ ، بِأَيِّ حَرَكَةٍ تَحَرَّكَتْ هِيَ .
وَأَمَّا السَّاكِنَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=14اِقْرَأْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=133إِن يَّشَأْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=39مَن يَّشَأ ، وَشِبْهِهِ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ فِي الْأَلِفِ ، وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ فَوْقَهَا إِذَا كَانَتْ مَفْتُوحَةً ، وَتَحْتَهَا إِذَا كَانَتْ مَكْسُورَةً ، وَأَمَامَهَا إِذَا كَانَتْ مَضْمُومَةً . وَجُعِلَ عَلَامَةُ السُّكُونِ عَلَيْهَا جَرَّةً لَطِيفَةً أَوْ دَارَةً صَغِيرَةً ، إِذَا كَانَتْ سَاكِنَةً .
[ ص: 125 ] وَمِنْ أَهْلِ النَّقْطِ مَنْ يَجْعَلُ الْمُبْتَدَأَةَ خَاصَّةً نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ فَقَطْ ، دُونَ حَرَكَةٍ مَعَهَا . وَيُخَالِفُ بِهَا فِي الْأَلِفِ . فَتُجْعَلُ الْمَفْتُوحَةُ فِي رَأْسِ الْأَلِفِ ، وَتُجْعَلُ الْمَكْسُورَةُ تَحْتَ الْأَلِفِ ، وَتُجْعَلُ الْمَضْمُومَةُ فِي وَسَطِ الْأَلِفِ . وَيُكْتَفَى بِذَلِكَ مِنْ تَحْرِيكِهَا . وَهُوَ مَذْهَبٌ حَسَنٌ قَرِيبٌ .
* * *
وَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ بَعْدَ الْأَلِفِ فَعَلَى ضَرْبَيْنِ ، حَشْوًا وَطَرَفًا لَا غَيْرُ . وَتَتَحَرَّكُ فِيهِمَا بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ . وَتَكُونُ الْأَلِفِ قَبْلَهَا حَرْفَ مَدٍّ وَلِينٍ ، إِمَّا مُبْدَلًا مِنْ حَرْفٍ أَصْلِيٍّ ، وَإِمَّا زَائِدًا لِلْبِنَاءِ .
فَأَمَّا الْمُتَوَسِّطَةُ الْمَفْتُوحَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=87جَاءَكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211جَاءَتْهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=66سَاءَتْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=9فَاءَتْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=61أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ، وَشِبْهِهِ . وَلَمْ تُصَوَّرْ هَذِهِ الْهَمْزَةُ فِي حَالِ انْفِتَاحِهَا وَتَوَسُّطِهَا ؛ كَرَاهَةَ الْجَمْعِ بَيْنَ أَلِفَيْنِ فِي الرَّسْمِ ، وَاكْتِفَاءً بِالْوَاحِدَةِ مِنْهُمَا ، كَمَا تَقَدَّمَ . فَإِنِ انْكَسَرَتْ أَوِ انْضَمَّتْ صُوِّرَتِ الْمَكْسُورَةُ يَاءً وَالْمَضْمُومَةُ وَاوًا . وَذَلِكَ مِنْ حَيْثُ تُقَرَّبُ فِي التَّسْهِيلِ مِنْ هَذَيْنِ الْحَرْفَيْنِ .
وَأَمَّا الْمَكْسُورَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31كَبَائِرَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=158شَعَائِرَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=17طَرَائِقَ ،
[ ص: 126 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=60حَدَائِقَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=50خَزَائِن ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=114خَائِفِينَ ، وَ " الصَّائِمِينَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31اَلْمَلَائِكَةِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=23لِقَائِهِ ، وَ " مَنْ ءَابَائِهِم " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36بِآبَائِنَا ، وَ " قِثَّائِهَا " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=101مِنْ أَنْبَائِهَا ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمَضْمُومَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=257أَوْلِيَاؤُهُمُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أَوْلِيَاؤُهُ ، وَ " أَبْنَاؤُكُمْ " ، وَ " ابْتِغَاؤُكُمْ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=37دِمَاؤُهَا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87جَزَاؤُهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=74جَزَاؤُهُ ، وَ " أَحِبَّاؤُهُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=148آبَاؤُنَا ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمُتَطَرِّفَةُ الْمَفْتُوحَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=20شَاءَ اللَّهُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=48جَاءَ الْحَقُّ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=177سَاءَ مَثَلًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=101عَنْ أَشْيَاءَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=264رِئَاءَ النَّاسِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=63دُعَاءَ الرَّسُولِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=91أَنْبِيَاءَ اللَّهِ ، وَ " ءَالَاء اللَّهِ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=3الْجَلَاءَ ،
[ ص: 127 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=98جَعَلَهُ دَكَّاءَ ، عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ مَدَّ وَهَمَزَ . وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=22مَاءً ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=41غُثَاءً ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=17جُفَاءً ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=3نِدَاءً ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=171دُعَاءً ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمَكْسُورَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=120مِنْ أَنْبَاءِ اَلرُّسُلِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=31بِلِقَاءِ اللَّهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31هَؤُلَاءِ ، وَ " هَأَنْتُمْ أُولَاءِ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=58عَلَى سَوَاءٍ ، وَشِبْهِهِ .
وَأَمَّا الْمَضْمُومَةُ فَنَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=85فَمَا جَزَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=66الْأَنْبَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الْأَخِلَّاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74مِنْهُ الْمَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29رُحَمَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=29أَشِدَّاءُ ، وَ " يَا زَكَرِيَّاءُ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ مَدَّ وَهَمَزَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=45&ayano=21سَوَاءٌ مَحْيَاهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ ، وَشِبْهِهِ .
وَلَمْ تُصَوَّرِ الْهَمْزَةُ الْمَفْتُوحَةُ أَلِفًا ، وَالْمَكْسُورَةُ يَاءً ، وَالْمَضْمُومَةُ وَاوًا فِي حَالِ تَطَرُّفِهَا ؛ لِضَعْفِهَا هُنَاكَ - أَعْنِي فِي الطَّرَفِ - مِنْ حَيْثُ كَانَ مَوْضِعَ التَّغْيِيرِ بِالْحَذْفِ
[ ص: 128 ] وَغَيْرِهِ . وَكَانَ تَسْهِيلُهَا فِيهِ بِالْبَدَلِ ، ثُمَّ بِحَذْفِ الْمُبْدَلِ مِنْهَا ؛ لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ مَا قَبْلَهُ . عَلَى أَنَّ الْمَكْسُورَةَ قَدْ رُسِمَتْ يَاءً ، وَالْمَضْمُومَةَ قَدْ رُسِمَتْ وَاوًا فِي مَوَاضِعَ مَخْصُوصَةٍ ، عَلَى نَحْوِ حَرَكَتِهِمَا . وَسَيَأْتِي ذِكْرُ ذَلِكَ فِيمَا بَعْدُ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ بَعْدَ الْأَلِفِ فِي السَّطْرِ ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا صُورَةٌ ، وَحَرَكَتُهَا نُقْطَةٌ بِالْحَمْرَاءِ مِنْ فَوْقِهَا إِنْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً ، وَمِنْ تَحْتِهَا إِنْ كَانَتْ مَكْسُورَةً ، وَأَمَامَهَا إِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً . وَإِنْ صُوِّرَتْ يَاءً جُعِلَتِ النُّقْطَةُ بِالصَّفْرَاءِ فِي الْيَاءِ نَفْسِهَا ، وَحَرَكَتُهَا تَحْتَهَا . وَإِنْ صُوِّرَتْ وَاوًا جُعِلَتِ النُّقْطَةُ بِالصَّفْرَاءِ فِي الْوَاوِ نَفْسِهَا ، وَحَرَكَتُهَا أَمَامَهَا . وَإِنْ لَحِقَ الْمُتَطَرِّفَةَ تَنْوِينٌ جُعِلَ نُقْطَتَيْنِ .
* * *
وَعَامَّةُ نُقَّاطِ
الْعِرَاقِ يُخَالِفُونَ أَهْلَ
الْمَدِينَةِ وَغَيْرَهُمْ فِي الْهَمْزَةِ الْمُبْتَدَأَةِ الْمَفْتُوحَةِ الَّتِي بَعْدَهَا أَلِفٌ فِي اللَّفْظِ ، نَحْوُ : " ءَامَنَ " ، وَ " ءَادَم " ، وَ " ءَازَرَ " ، وَبَابِهِ . فَيَجْعَلُونَهَا بَعْدَ الْأَلِفِ . وَلَا وَجْهَ لِذَلِكَ ؛ لِأَنَّهَا مَلْفُوظٌ بِهَا قَبْلَ الْأَلِفِ ؛ لِتَقَدُّمِهَا عَلَيْهَا . فَكَيْفَ تُجْعَلُ بَعْدَهَا ، وَبِفَتْحِهَا يُوصَلُ إِلَى النُّطْقِ بِهَا ؟
وَكَذَلِكَ يُخَالِفُونَ الْجَمَاعَةَ فِي جَعْلِهِمْ ضَمَّةَ الْهَمْزَةِ الَّتِي تَقَعُ طَرَفًا بَعْدَ الْأَلِفِ ، نَحْوُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=13السُّفَهَاءُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74مِنْهُ الْمَاءُ ، وَبَابِهِ ، تَحْتَ الْهَمْزَةِ ، كَمَا تُجْعَلُ
[ ص: 129 ] كَسْرَةُ الْمَكْسُورِ سَوَاءً . وَذَلِكَ أَيْضًا مِمَّا لَا وَجْهَ لَهُ ؛ لِكَوْنِهِ ، مَعَ خُرُوجِهِ عَنْ فِعْلِ مَنِ ابْتَدَأَ النَّقْطَ مِنَ السَّلَفِ ، لَحْنًا مُحَقَّقًا .
* * *
وَقَدْ صُوِّرَتِ الْهَمْزَةُ الْمَفْتُوحَةُ الَّتِي تَقَعُ قَبْلَ الْأَلِفِ الْمُنْقَلِبَةِ عَنِ الْيَاءِ ، وَقَبْلَ الْأَلِفِ الَّتِي لِلتَّأْنِيثِ ، أَلِفًا عَلَى الْأَصْلِ فِي ثَلَاثِ كَلِمٍ لَا غَيْرُ : وَهُوَ قَوْلُهُ فِي ( وَالنَّجْمِ ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11مَا رَأَى ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=18لَقَدْ رَأَى ، وَقَوْلُهُ فِي ( الرُّومِ ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10السُّوأَى .
فَإِذَا نُقِطْنَ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ ، وَحَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ ، فِي الْأَلِفِ نَفْسِهَا ؛ لِأَنَّهَا صُورَةٌ لَهَا . وَتُجْعَلُ فِي مَا عَدَاهُنَّ قَبْلَ الْأَلِفِ ؛ لِأَنَّهَا لَمْ تُصَوَّرْ فِي ذَلِكَ ؛ لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ كَوْنِهَا حَرْفًا مِنْ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ . وَتِلْكَ الْأَلِفُ الْمَرْسُومَةُ بَعْدَهَا هِيَ الْمُنْقَلِبَةُ عَنِ الْيَاءِ الَّتِي هِيَ لَامُ الْفِعْلِ . وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ صُورَةَ الْهَمْزَةِ ، وَأَنْ تَكُونَ الْمُنْقَلِبَةُ هِيَ السَّاقِطَةُ مِنَ الرَّسْمِ ؛ لِوُقُوعِهَا طَرَفًا . وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ عِنْدِي ؛ لِمَا بَيَّنْتُهُ قَبْلُ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .