[ ص: 138 ] باب
ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=29577_28885الواو وموضع الهمزة منها
اعلم أن الهمزة تقع من الواو على ثلاثة أضرب أيضا ، كما تقع من الألف والياء سواء : تقع قبلها ، وفيها نفسها ، وبعدها ، على حسب ما فسر في الألف .
فأما وقوع الهمزة قبل الواو فلا يكون إلا حشوا . ولا تكون الواو إلا ساكنة . وما قبل الهمزة يتحرك بالفتح والكسر والضم ، ويسكن أيضا ، ويكون ألفا وياء . وتختص الهمزة من الحركات بالضم لا غير .
فالمتحرك بالفتح نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167كما تبرءوا ، و " يدرءون " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فادرءوا ، و " لا يئوده " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83يئوسا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تبوءوا الدار ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26مبرءون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=13بدءوكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108قال اخسئوا ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25تطئوهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27لم تطئوها ، و " لا يطئون " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=9ليئوس ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207رءوف ،
[ ص: 139 ] حيث وقع على قراءة من مد . و " مرجئون " على قراءة من همز ، وشبهه .
والمتحرك بالكسر نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=56متكئون ، و " مستهزءون " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فمالئون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31أنبئوني ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8ليطفئوا ، و " قل استهزءوا " ، و " يستنبئونك " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37الخاطئون ، و " الصابئون " على قراءة من همز ، وشبهه مما الواو فيه للجميع .
والمتحرك بالضم نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43رءوسهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196رءوسكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65رءوس الشياطين ، وشبهه .
والساكن نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18مذءوما ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=34مسؤولا ، وشبهه .
والياء نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41بريئون ، و " النبيئون " على قراءة من همز .
[ ص: 140 ] والألف نحو قوله : " وباءو " ، و " فإن فاءو " ، و " جاءو " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم ، و " أسائوا السوأى " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يراءون وشبهه .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة نقطة بالصفراء ، وحركتها نقطة بالحمراء أمامها ، قبل الواو في السطر . ولم تصور الهمزة في ذلك واوا ؛ كراهة للجمع بين صورتين متفقتين .
nindex.php?page=showalam&ids=13676والأخفش النحوي وعامة الكوفيين يجعلون صورة الهمز ، إذا وليتها الكسرة في نحو ما تقدم ، ياء من حيث يقلبونها إليها في حال التسهيل . وذلك في غير المصحف .
nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه وعامة البصريين يصورونها واوا ، من حيث قربوها منها في التسهيل ؛ ثم تحذف تخفيفا واختصارا ، ولئلا تجتمع واوان في الرسم . وقيل : إنما حذفت صورة الهمزة في ذلك على لغة من أسقط الهمزة وضم الحرف الذي قبلها في التسهيل . وهي لغة حكاها
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي عن العرب ، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر القارئ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر من رواية
nindex.php?page=showalam&ids=15500الوليد بن مسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17304يحيى بن الحارث عنه .
* * *
وأما وقوع الهمزة في الواو نفسها فيكون حشوا وطرفا . وتتحرك في الحشو بالفتح والضم ، وتسكن أيضا . وتتحرك في الطرف بالكسر والضم .
فالمتوسطة المفتوحة نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فليؤد ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=75يؤده ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145مؤجلا ،
[ ص: 141 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44مؤذن ، و " المؤلفة " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لا تؤاخذنا ، و " ما نؤخره " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24بسؤال ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11الفؤاد ، و " هزؤا " ، و " كفؤا " على قراءة من همزهما ، وحرك ما قبل الهمزة . و
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19حسبتهم لؤلؤا وشبهه .
والمضمومة نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83تؤزهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يكلؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يذرؤكم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93نقرؤه ، وشبهه . وكذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أولياؤه ، و " أحباؤه " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87جزاؤهم ، و " ءاباؤكم " ، و " أبناؤكم " ، و " التناؤش " على قراءة من همز ، وشبهه . وكذلك : " رؤف " على قراءة من قصر .
[ ص: 142 ] والساكنة نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3يؤمنون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75يؤفكون ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28المؤمنون ، و " المؤتفكة " ، و " المؤتفكات " ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36سؤلك ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120تسؤهم ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283الذي اؤتمن ، وشبهه .
والمتطرفة المكسورة نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كأمثال اللؤلؤ ، و " من ذهب ولؤلؤ " على قراءة من قرأ بالخفض .
والمضمومة نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إن امرؤ هلك ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24لؤلؤ مكنون . وكذلك " الملؤا " ، و " تفتؤا " ، و " يعبؤا " ، و " لا تظمؤا " ، و " يدرؤا " ، و " ينبؤا " ، و " أومن ينشؤا " ، و " نبؤا الخصم " ،
[ ص: 143 ] و " نبؤا عظيم " . وكذلك : " جزؤا " ، و " شركؤا " ، و " الضعفؤا " ، و " ما نشؤا " ، و " ما دعؤا " وشبهه مما رسمت الهمزة المتطرفة المضمومة فيه واوا على نحو حركتها ، ومراد الاتصال دون الانفصال .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة نقطة بالصفراء في الواو نفسها ، وجعلت حركتها نقطة بالحمراء من فوقها إن كانت مفتوحة ، ومن تحتها إن كانت مكسورة ، وأمامها إن كانت مضمومة . وإن كانت ساكنة جعل عليها علامة السكون .
* * *
وأما وقوع الهمزة بعد الواو فيكون حشوا وطرفا . وتتحرك في الحشو بالفتح ، وفي الطرف بالحركات الثلاث .
فالتي في الحشو نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123سوءا يجز به ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31سوءة أخيه ، و " سوءاتكم " ، و " سوءاتهما " ، و " النبوءة " على قراءة من همز ، وشبهه . سواء انضم ما قبل الواو أو انفتح .
[ ص: 144 ] والتي في الطرف نحو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27والسوء على الكافرين ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=169بالسوء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149عن سوء فإن الله ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59من سوء ما بشر به ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ثلاثة قروء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174لم يمسسهم سوء ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=37سوء أعمالهم ، وشبهه .
فإذا نقط هذا الضرب جعلت الهمزة نقطة بالصفراء بعد الواو في البياض . وجعلت حركتها نقطة بالحمراء من فوقها إن كانت مفتوحة ، ومن تحتها إن كانت مكسورة ، ومن أمامها إن كانت مضمومة . وإن لحقها تنوين في حال النصب جعلت الحركة والتنوين نقطتين على الألف المصورة بعدها ، على ما تقدم . وإن لحقها في حال الرفع والخفض جعلت النقطتان تحتها في الخفض ، وأمامها في الرفع .
ولم تصور الهمزة في هذا الضرب فرارا من الجمع بين صورتين متفقتين . ولأنها إذا سهلت في ذلك ألقي حركتها على ما قبلها ، وسقطت من اللفظ . فلم تصور لذلك . وقد صورها كتاب المصاحف في ثلاث كلم ، وهن قوله : " أن تبوأ " في ( المائدة ) ، و " لتنوأ " في ( القصص ) ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10السوأى في ( الروم ) . فإذا نقطن جعلت الهمزة فيهن في الألف التي هي صورتها ، وحركتها عليها في الفتح ، وأمامها في الرفع .
* * *
[ ص: 145 ] وهذه صورة الألف ، وموقع الهمزة منها :
أ أ أ
وهذه صورة الياء ، وموقع الهمزة منها :
ئ ئ ئ
وهذه صورة الواو ، وموقع الهمزة منها :
و و و * * *
فهذه مواضع الهمزة من الألف والياء والواو على وجه الاستقصاء ، وعلى ما يوجبه قياس العربية ، وتحققه طريق التلاوة ، ومذاهب أئمة القراءة .
* * *
[ ص: 146 ] فأما ما يحكى عن بعض المتقدمين من النقاط والنحويين من جعلهم للهمزة مع حرف المد أحكاما كثيرة سوى ما ذكرناه ، وإيقاعهم إياها في أماكن شتى منهن ، وتلقيبهم الواو والألف وموضع الهمزة منهما بألقاب جمة كقولهم : هامة الواو ، ويافوخ الواو ، وقمحدوة الواو ، وجبهة الواو ، وخاصرة الواو ، ومضجع الواو ، وقفا الواو ، وذنب الواو ، إلى غير ذلك من الألقاب التي قضوا ، لوقوع الهمزة فيها في الألف والياء والواو ؛ فشيء لا وجه له في قياس ، ولا معنى في نظر ، ولا حقيقة له في تلاوة ، ولا أثر له في نقل . فلا ينبغي الإصغاء إليه ، ولا يجب العمل به ؛ لخروجه عما ذكرناه ، ومباينته لما حددناه ، مما دللنا على صحته وكيفية حقيقته .
ومما يبين ما ذهبنا إليه من أن للهمزة مع الأحرف الثلاثة ثلاثة أحكام لا غير ، ويرفع الإشكال في صحة ذلك ، ويبطل ما عداه مما ذهب إليه من أومأنا إليه من النقاط والنحاة ، إجماع أئمة القراءة وعلماء العربية على أن موضع الهمزة من الكلمة يمتحن بالعين ، فحيثما استقرت العين فهو موضع الهمزة . ونحن إذا امتحنا موضعها بذلك لم تتعد أحد الثلاثة المواضع التي حددناها وشرحناها ، ولم تستقر في غيرها . فدل ذلك دلالة قاطعة على صحة ما قلناه وذهبنا إليه ، وبطول ما خالفه وخرج عنه ، مما ذهب إليه مخالفونا . وبالله التوفيق .
* * *
فإن قال قائل : من أين انعقد إجماع من ذكرته من القراء والنحويين على تخصيص العين دون سائر حروف الحلق وغيرها بالامتحان لموضع الهمزة ؟
[ ص: 147 ] قيل : لمعنى في العين أوجب لها التخصيص ، وهو كونها أكثر حروف المعجم ورودا في المنطق ، وتكررا في اللفظ . فجعلت للامتحان لخفتها وقرب تناولها ، ولتناسب وكيد أيضا بينها وبين الهمزة . وهو اجتماعهما دون غيرهما من حروف الحلق في الجهر الذي هو الإعلان ، والشدة التي هي ارتفاع الصوت بالحرف . وكون العين أول حرف من المخرج الثاني من الحلق . كما أن الهمزة أول حرف من المخرج الأول منه ، وهو الذي يلي الثاني ، ويتصل به . فلذلك خصت بالامتحان ، وانفردت بالدلالة على موضع استقرار الهمزة من الكلمة . ولأجله أيضا جعل جميع النحويين والكتاب في الكتب صورتها صورة عين ، إعلاما بذلك ، ودلالة عليه .
* * *
فإن قال : فمن أين اصطلح السلف على أن جعلوا علامة الهمزة ، وهي حرف من الحروف ، نقطة بالصفراء ، والنقطة علامة لحركات الحروف ؟
قيل : اصطلحوا على ذلك من حيث اجتمعت معهن في أن جعل لها صورة ، كما تجعل لهن . فلما شاركتهن في جعل الصورة شاركتهن في العلامة . ثم خصت الهمزة دونهن بأن جعلت بالصفراء ، وجعلن دونها بالحمراء ؛ لتتميز بذلك منهن ، وتبين به عنهن . إذ كانت حرفا من الحروف ، وكن حركات حروف .
على أن سلف أهل
العراق قد خالفوا سلف أهل
المدينة في ذلك ، فجعلوها بالحمراء كالحركات . وما جرى عليه استعمال أهل
المدينة من جعلها بالصفراء ، فرقا بينها وبين الحركات ، هو الوجه ، وعليه العمل . حدثنا
أحمد بن عمر الجيزي ، قال : نا
محمد بن الأصبغ الإمام ، قال : نا
عبد الله بن عيسى ، قال : نا
[ ص: 148 ] nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون قال : في مصاحف أهل
المدينة ما كان من الحروف التي بنقط الصفرة فمهموزة .
* * *
فإن قيل : فمن أين خصت حروف المد الثلاثة - الألف والياء والواو - بأن جعلن صورة للهمزة دون غيرهن من الحروف ؟
قيل : وجب تخصيصهن بذلك من حيث شاركتهن في الإعلال والتغيير ، وكانت الهمزة إذا عدل بها عن التحقيق إلى التخفيف قربت منهن في حال التسهيل ، فجعلت المفتوحة بينها وبين الألف ، والمكسورة بينها وبين الياء ، والمضمومة بينها وبين الواو ، وأبدلت حرفا خالصا منهن في حال البدل . فلذلك جعلن صورا لها دون سائر الحروف . وبالله التوفيق .
[ ص: 138 ] بَابٌ
ذِكْرُ
nindex.php?page=treesubj&link=29577_28885الْوَاوِ وَمَوْضِعِ الْهَمْزَةِ مِنْهَا
اعْلَمْ أَنَّ الْهَمْزَةَ تَقَعُ مِنَ الْوَاوِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ أَيْضًا ، كَمَا تَقَعُ مِنَ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ سَوَاءً : تَقَعُ قَبْلَهَا ، وَفِيهَا نَفْسِهَا ، وَبَعْدَهَا ، عَلَى حَسَبِ مَا فُسِّرَ فِي الْأَلِفِ .
فَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ قَبْلَ الْوَاوِ فَلَا يَكُونُ إِلَّا حَشْوًا . وَلَا تَكُونُ الْوَاوُ إِلَّا سَاكِنَةً . وَمَا قَبْلَ الْهَمْزَةِ يَتَحَرَّكُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ وَالضَّمِّ ، وَيُسَكَّنُ أَيْضًا ، وَيَكُونُ أَلِفًا وَيَاءً . وَتَخْتَصُّ الْهَمْزَةُ مِنَ الْحَرَكَاتِ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ .
فَالْمُتَحَرِّكُ بِالْفَتْحِ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=167كَمَا تَبَرَّءُوا ، وَ " يَدْرَءُونَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=168فَادْرَءُوا ، وَ " لَا يَئُودُهُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83يَئُوسًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=9تَبَوَّءُوا الدَّارَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=26مُبَرَّءُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=13بَدَءُوكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=108قَالَ اخْسَئُوا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=25تَطَئُوهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=27لَمْ تَطَئُوهَا ، وَ " لَا يَطَئُونَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=9لَيَئُوسٌ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=207رَءُوفٌ ،
[ ص: 139 ] حَيْثُ وَقَعَ عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ مَدَّ . وَ " مُرْجَئُونَ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ ، وَشِبْهِهِ .
وَالْمُتَحَرِّكُ بِالْكَسْرِ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=56مُتَّكِئُونَ ، وَ " مُسْتَهْزِءُونَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=66فَمَالِئُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=31أَنْبِئُونِي ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=8لِيُطْفِئُوا ، وَ " قُلِ اِسْتَهْزِءُوا " ، وَ " يَسْتَنْبِئُونَكَ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=37الْخَاطِئُونَ ، وَ " الصَّابِئُونَ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ ، وَشِبْهِهِ مِمَّا الْوَاوُ فِيهِ لِلْجَمِيعِ .
وَالْمُتَحَرِّكُ بِالضَّمِّ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43رُءُوسِهِمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196رُءُوسَكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=65رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ، وَشِبْهِهِ .
وَالسَّاكِنُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=18مَذْءُومًا ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=34مَسْؤُولًا ، وَشِبْهِهِ .
وَالْيَاءُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=41بَرِيئُونَ ، وَ " النَّبِيئُونَ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ .
[ ص: 140 ] وَالْأَلِفُ نَحْوُ قَوْلِهِ : " وَبَاءُو " ، و " فَإِنْ فَاءُو " ، وَ " جَاءُو " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ ، وَ " أَسَائُوا السُّوأَى " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=142يُرَاءُونَ وَشِبْهِهِ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ ، وَحَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ أَمَامَهَا ، قَبْلَ الْوَاوِ فِي السَّطْرِ . وَلَمْ تُصَوَّرِ الْهَمْزَةُ فِي ذَلِكَ وَاوًا ؛ كَرَاهَةً لِلْجَمْعِ بَيْنَ صُورَتَيْنِ مُتَّفِقَتَيْنِ .
nindex.php?page=showalam&ids=13676وَالْأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ وَعَامَّةُ الْكُوفِيِّينَ يَجْعَلُونَ صُورَةَ الْهَمْزِ ، إِذَا وَلِيَتْهَا الْكَسْرَةُ فِي نَحْوِ مَا تَقَدَّمَ ، يَاءً مِنْ حَيْثُ يَقْلِبُونَهَا إِلَيْهَا فِي حَالِ التَّسْهِيلِ . وَذَلِكَ فِي غَيْرِ الْمُصْحَفِ .
nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ وَعَامَّةُ الْبَصْرِيِّينَ يُصَوِّرُونَهَا وَاوًا ، مِنْ حَيْثُ قَرَّبُوهَا مِنْهَا فِي التَّسْهِيلِ ؛ ثُمَّ تُحْذَفُ تَخْفِيفًا وَاخْتِصَارًا ، وَلِئَلَّا تَجْتَمِعَ وَاوَانِ فِي الرَّسْمِ . وَقِيلَ : إِنَّمَا حُذِفَتْ صُورَةُ الْهَمْزَةِ فِي ذَلِكَ عَلَى لُغَةِ مَنْ أَسْقَطَ الْهَمْزَةَ وَضَمَّ الْحَرْفَ الَّذِي قَبْلَهَا فِي التَّسْهِيلِ . وَهِيَ لُغَةٌ حَكَاهَا
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ عَنِ الْعَرَبِ ، وَبِهَا قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ الْقَارِئُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ مِنْ رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15500الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17304يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ عَنْهُ .
* * *
وَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ فِي الْوَاوِ نَفْسِهَا فَيَكُونُ حَشْوًا وَطَرَفًا . وَتَتَحَرَّكُ فِي الْحَشْوِ بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ ، وَتُسَكَّنُ أَيْضًا . وَتَتَحَرَّكُ فِي الطَّرَفِ بِالْكَسْرِ وَالضَّمِّ .
فَالْمُتَوَسِّطَةُ الْمَفْتُوحَةُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283فَلْيُؤَدِّ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=75يُؤَدِّهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=145مُؤَجَّلًا ،
[ ص: 141 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=44مُؤَذِّنٌ ، وَ " الْمُؤَلَّفَةِ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=286لَا تُؤَاخِذْنَا ، وَ " مَا نُؤَخِّرُهُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=24بِسُؤَالِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=11الْفُؤَاد ، وَ " هُزُؤًا " ، وَ " كُفُؤًا " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَهُمَا ، وَحَرَّكَ مَا قَبْلَ الْهَمْزَةِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=19حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا وَشِبْهِهِ .
وَالْمَضْمُومَةُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=83تَؤُزُّهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=42يَكْلَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=11يَذْرَؤُكُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=93نَقْرَؤُهُ ، وَشِبْهِهِ . وَكَذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34أَوْلِيَاؤُهُ ، وَ " أَحِبَّاؤُهُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=87جَزَاؤُهُمْ ، وَ " ءَابَاؤُكُمْ " ، وَ " أَبْنَاؤُكُمْ " ، وَ " التَّنَاؤُش " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ ، وَشِبْهِهِ . وَكَذَلِكَ : " رَؤُفٌ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَصَرَ .
[ ص: 142 ] وَالسَّاكِنَةُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=3يُؤْمِنُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=75يُؤْفَكُونَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28الْمُؤْمِنُونَ ، وَ " الْمُؤْتَفِكَةَ " ، وَ " الْمُؤْتَفِكَاتُ " ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=36سُؤْلَكَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=120تَسُؤْهُمْ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=283الَّذِي اؤْتُمِنَ ، وَشِبْهِهِ .
وَالْمُتَطَرِّفَةُ الْمَكْسُورَةُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=23كَأَمْثَالِ اَللُّؤْلُؤِ ، وَ " مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤٍ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ بِالْخَفْضِ .
وَالْمَضْمُومَةُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=176إِنِ اِمْرُؤٌ هَلَكَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=24لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ . وَكَذَلِكَ " الْمَلَؤُا " ، وَ " تَفْتَؤُا " ، وَ " يَعْبَؤُا " ، وَ " لَا تَظْمَؤُا " ، وَ " يَدْرَؤُا " ، وَ " يُنَبَّؤُا " ، وَ " أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا " ، وَ " نَبَؤُا الْخَصْمِ " ،
[ ص: 143 ] وَ " نَبَؤٌا عَظِيمٌ " . وَكَذَلِكَ : " جَزَؤُا " ، وَ " شُرَكَؤُا " ، وَ " الضُّعَفَؤُا " ، وَ " مَا نَشَؤُا " ، وَ " مَا دُعَؤُا " وَشِبْهِهِ مِمَّا رُسِمَتِ الْهَمْزَةُ الْمُتَطَرِّفَةُ الْمَضْمُومَةُ فِيهِ وَاوًا عَلَى نَحْوِ حَرَكَتِهَا ، وَمُرَادِ الِاتِّصَالِ دُونَ الِانْفِصَالِ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ فِي الْوَاوِ نَفْسِهَا ، وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ مِنْ فَوْقِهَا إِنْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً ، وَمِنْ تَحْتِهَا إِنْ كَانَتْ مَكْسُورَةً ، وَأَمَامَهَا إِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً . وَإِنْ كَانَتْ سَاكِنَةً جُعِلَ عَلَيْهَا عَلَامَةُ السُّكُونِ .
* * *
وَأَمَّا وُقُوعُ الْهَمْزَةِ بَعْدَ الْوَاوِ فَيَكُونُ حَشْوًا وَطَرَفًا . وَتَتَحَرَّكُ فِي الْحَشْوِ بِالْفَتْحِ ، وَفِي الطَّرَفِ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ .
فَالَّتِي فِي الْحَشْوِ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123سُوءًا يُجْزَ بِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=31سَوْءَةَ أَخِيهِ ، وَ " سَوْءَاتُكُمْ " ، وَ " سَوْءَاتُهُمَا " ، وَ " النُّبُوءَةَ " عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ هَمَزَ ، وَشِبْهِهِ . سَوَاءٌ انْضَمَّ مَا قَبْلَ الْوَاوِ أَوِ انْفَتَحَ .
[ ص: 144 ] وَالَّتِي فِي الطَّرَفِ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=169بِالسُّوءِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=149عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=59مِنْ سُوءٍ مَا بُشِّرَ بِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=174لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=37سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ، وَشِبْهِهِ .
فَإِذَا نُقِطَ هَذَا الضَّرْبُ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ بَعْدَ الْوَاوِ فِي الْبَيَاضِ . وَجُعِلَتْ حَرَكَتُهَا نُقْطَةً بِالْحَمْرَاءِ مِنْ فَوْقِهَا إِنْ كَانَتْ مَفْتُوحَةً ، وَمِنْ تَحْتِهَا إِنْ كَانَتْ مَكْسُورَةً ، وَمِنْ أَمَامِهَا إِنْ كَانَتْ مَضْمُومَةً . وَإِنْ لَحِقَهَا تَنْوِينٌ فِي حَالِ النَّصْبِ جُعِلَتِ الْحَرَكَةُ وَالتَّنْوِينُ نُقْطَتَيْنِ عَلَى الْأَلِفِ الْمُصَوَّرَةِ بَعْدَهَا ، عَلَى مَا تَقَدَّمَ . وَإِنْ لَحِقَهَا فِي حَالِ الرَّفْعِ وَالْخَفْضِ جُعِلَتِ النُّقْطَتَانِ تَحْتَهَا فِي الْخَفْضِ ، وَأَمَامَهَا فِي الرَّفْعِ .
وَلَمْ تُصَوَّرِ الْهَمْزَةُ فِي هَذَا الضَّرْبِ فِرَارًا مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ صُورَتَيْنِ مُتَّفِقَتَيْنِ . وَلِأَنَّهَا إِذَا سُهِّلَتْ فِي ذَلِكَ أُلْقِيَ حَرَكَتُهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا ، وَسَقَطَتْ مِنَ اللَّفْظِ . فَلَمْ تُصَوَّرْ لِذَلِكَ . وَقَدْ صَوَّرَهَا كُتَّابُ الْمَصَاحِفِ فِي ثَلَاثِ كَلِمٍ ، وَهُنَّ قَوْلُهُ : " أَنْ تَبُوأَ " فِي ( الْمَائِدَةِ ) ، وَ " لَتَنُوأُ " فِي ( الْقَصَصِ ) ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=10السُّوأَى فِي ( الرُّومِ ) . فَإِذَا نُقِطْنَ جُعِلَتِ الْهَمْزَةُ فِيهِنَّ فِي الْأَلِفِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهَا ، وَحَرَكَتُهَا عَلَيْهَا فِي الْفَتْحِ ، وَأَمَامَهَا فِي الرَّفْعِ .
* * *
[ ص: 145 ] وَهَذِهِ صُورَةُ الْأَلِفِ ، وَمَوْقِعُ الْهَمْزَةِ مِنْهَا :
أ أ أ
وَهَذِهِ صُورَةُ الْيَاءِ ، وَمَوْقِعُ الْهَمْزَةِ مِنْهَا :
ئ ئ ئ
وَهَذِهِ صُورَةُ الْوَاوِ ، وَمَوْقِعُ الْهَمْزَةِ مِنْهَا :
و و و * * *
فَهَذِهِ مَوَاضِعُ الْهَمْزَةِ مِنَ الْأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ عَلَى وَجْهِ الِاسْتِقْصَاءِ ، وَعَلَى مَا يُوجِبُهُ قِيَاسُ الْعَرَبِيَّةِ ، وَتُحَقِّقُهُ طَرِيقُ التِّلَاوَةِ ، وَمَذَاهِبُ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ .
* * *
[ ص: 146 ] فَأَمَّا مَا يُحْكَى عَنْ بَعْضِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ النُّقَّاطِ وَالنَّحْوِيِّينَ مِنْ جَعْلِهِمْ لِلْهَمْزَةِ مَعَ حَرْفِ الْمَدِّ أَحْكَامًا كَثِيرَةً سِوَى مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَإِيقَاعِهِمْ إِيَّاهَا فِي أَمَاكِنَ شَتَّى مِنْهُنَّ ، وَتَلْقِيبِهِمُ الْوَاوَ وَالْأَلِفَ وَمَوْضِعَ الْهَمْزَةِ مِنْهُمَا بِأَلْقَابٍ جَمَّةٍ كَقَوْلِهِمْ : هَامَةُ الْوَاوِ ، وَيَافُوخُ الْوَاوِ ، وَقَمَحْدُوَةُ الْوَاوِ ، وَجَبْهَةُ الْوَاوِ ، وَخَاصِرَةُ الْوَاوِ ، وَمَضْجَعُ الْوَاوِ ، وَقَفَا الْوَاوِ ، وَذَنَبُ الْوَاوِ ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَلْقَابِ الَّتِي قَضَوْا ، لِوُقُوعِ الْهَمْزَةِ فِيهَا فِي الْأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالْوَاوِ ؛ فَشَيْءٌ لَا وَجْهَ لَهُ فِي قِيَاسٍ ، وَلَا مَعْنَى فِي نَظَرٍ ، وَلَا حَقِيقَةَ لَهُ فِي تِلَاوَةٍ ، وَلَا أَثَرَ لَهُ فِي نَقْلٍ . فَلَا يَنْبَغِي الْإِصْغَاءُ إِلَيْهِ ، وَلَا يَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ ؛ لِخُرُوجِهِ عَمَّا ذَكَرْنَاهُ ، وَمُبَايَنَتِهِ لِمَا حَدَّدْنَاهُ ، مِمَّا دَلَّلْنَا عَلَى صِحَّتِهِ وَكَيْفِيَّةِ حَقِيقَتِهِ .
وَمِمَّا يُبَيِّنُ مَا ذَهَبْنَا إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ لِلْهَمْزَةِ مَعَ الْأَحْرُفِ الثَّلَاثَةِ ثَلَاثَةَ أَحْكَامٍ لَا غَيْرُ ، وَيَرْفَعُ الْإِشْكَالَ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ ، وَيُبْطِلُ مَا عَدَاهُ مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ أَوْمَأْنَا إِلَيْهِ مِنَ النُّقَّاطِ وَالنُّحَاةِ ، إِجْمَاعُ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ وَعُلَمَاءُ الْعَرَبِيَّةِ عَلَى أَنَّ مَوْضِعَ الْهَمْزَةِ مِنَ الْكَلِمَةِ يُمْتَحَنُ بِالْعَيْنِ ، فَحَيْثُمَا اسْتَقَرَّتِ الْعَيْنُ فَهُوَ مَوْضِعُ الْهَمْزَةِ . وَنَحْنُ إِذَا امْتَحَنَّا مَوْضِعَهَا بِذَلِكَ لَمْ تَتَعَدَّ أَحْدَ الثَّلَاثَةِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي حَدَّدْنَاهَا وَشَرَحْنَاهَا ، وَلَمْ تَسْتَقِرَّ فِي غَيْرِهَا . فَدَلَّ ذَلِكَ دَلَالَةً قَاطِعَةً عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَاهُ وَذَهَبْنَا إِلَيْهِ ، وَبِطُولِ مَا خَالَفَهُ وَخَرَجَ عَنْهُ ، مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ مُخَالِفُونَا . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .
* * *
فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : مِنْ أَيْنَ انْعَقَدَ إِجْمَاعُ مَنْ ذَكَرْتَهُ مِنَ الْقُرَّاءِ وَالنَّحْوِيِّينَ عَلَى تَخْصِيصِ الْعَيْنِ دُونَ سَائِرِ حُرُوفِ الْحَلْقِ وَغَيْرِهَا بِالِامْتِحَانِ لِمَوْضِعِ الْهَمْزَةِ ؟
[ ص: 147 ] قِيلَ : لِمَعْنًى فِي الْعَيْنِ أَوْجَبَ لَهَا التَّخْصِيصَ ، وَهُوَ كَوْنُهَا أَكْثَرَ حُرُوفِ الْمُعْجَمِ وُرُودًا فِي الْمَنْطِقِ ، وَتَكَرُّرًا فِي اللَّفْظِ . فَجُعِلَتْ لِلِامْتِحَانِ لِخِفَّتِهَا وَقُرْبِ تَنَاوُلِهَا ، وَلِتَنَاسُبٍ وَكِيدٍ أَيْضًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْهَمْزَةِ . وَهُوَ اجْتِمَاعُهُمَا دُونَ غَيْرِهِمَا مِنْ حُرُوفِ الْحَلْقِ فِي الْجَهْرِ الَّذِي هُوَ الْإِعْلَانُ ، وَالشِّدَّةِ الَّتِي هِيَ ارْتِفَاعُ الصَّوْتِ بِالْحَرْفِ . وَكَوْنُ الْعَيْنِ أَوَّلَ حَرْفٍ مِنَ الْمَخْرَجِ الثَّانِي مِنَ الْحَلْقِ . كَمَا أَنَّ الْهَمْزَةَ أَوَّلُ حَرْفٍ مِنَ الْمَخْرَجِ الْأَوَّلِ مِنْهُ ، وَهُوَ الَّذِي يَلِي الثَّانِيَ ، وَيَتَّصِلُ بِهِ . فَلِذَلِكَ خُصَّتْ بِالِامْتِحَانِ ، وَانْفَرَدَتْ بِالدَّلَالَةِ عَلَى مَوْضِعِ اسْتِقْرَارِ الْهَمْزَةِ مِنَ الْكَلِمَةِ . وَلِأَجْلِهِ أَيْضًا جَعَلَ جَمِيعُ النَّحْوِيِّينَ وَالْكُتَّابِ فِي الْكُتُبِ صُورَتَهَا صُورَةَ عَيْنٍ ، إِعْلَامًا بِذَلِكَ ، وَدَلَالَةً عَلَيْهِ .
* * *
فَإِنْ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ اصْطَلَحَ السَّلَفُ عَلَى أَنْ جَعَلُوا عَلَامَةَ الْهَمْزَةِ ، وَهِيَ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ ، نُقْطَةً بِالصَّفْرَاءِ ، وَالنُّقْطَةُ عَلَامَةٌ لِحَرَكَاتِ الْحُرُوفِ ؟
قِيلَ : اصْطَلَحُوا عَلَى ذَلِكَ مِنْ حَيْثُ اجْتَمَعَتْ مَعَهُنَّ فِي أَنْ جُعِلَ لَهَا صُورَةٌ ، كَمَا تُجْعَلُ لَهُنَّ . فَلَمَّا شَارَكَتْهُنَّ فِي جَعْلِ الصُّورَةِ شَارَكَتْهُنَّ فِي الْعَلَامَةِ . ثُمَّ خُصَّتِ الْهَمْزَةُ دُونَهُنَّ بِأَنْ جُعِلَتْ بِالصَّفْرَاءِ ، وَجُعِلْنَ دُونَهَا بِالْحَمْرَاءِ ؛ لِتَتَمَيَّزَ بِذَلِكَ مِنْهُنَّ ، وَتَبِينَ بِهِ عَنْهُنَّ . إِذْ كَانَتْ حَرْفًا مِنَ الْحُرُوفِ ، وَكُنَّ حَرَكَاتِ حُرُوفٍ .
عَلَى أَنَّ سَلَفَ أَهْلِ
الْعِرَاقِ قَدْ خَالَفُوا سَلَفَ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي ذَلِكَ ، فَجَعَلُوهَا بِالْحَمْرَاءِ كَالْحَرَكَاتِ . وَمَا جَرَى عَلَيْهِ اسْتِعْمَالُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مِنْ جَعْلِهَا بِالصَّفْرَاءِ ، فَرْقًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْحَرَكَاتِ ، هُوَ الْوَجْهُ ، وَعَلِيهِ الْعَمَلُ . حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْجِيزِيُّ ، قَالَ : نَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْأَصْبَغِ الْإِمَامُ ، قَالَ : نَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى ، قَالَ : نَا
[ ص: 148 ] nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونُ قَالَ : فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ مَا كَانَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي بِنَقْطِ الصُّفْرَةِ فَمَهْمُوزَةٌ .
* * *
فَإِنْ قِيلَ : فَمِنْ أَيْنَ خُصَّتْ حُرُوفُ الْمَدِّ الثَّلَاثَةُ - الْأَلِفُ وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ - بِأَنْ جُعِلْنَ صُورَةً لِلْهَمْزَةِ دُونَ غَيْرِهِنَّ مِنَ الْحُرُوفِ ؟
قِيلَ : وَجَبَ تَخْصِيصُهُنَّ بِذَلِكَ مِنْ حَيْثُ شَارَكَتْهُنَّ فِي الْإِعْلَالِ وَالتَّغْيِيرِ ، وَكَانَتِ الْهَمْزَةُ إِذَا عُدِلَ بِهَا عَنِ التَّحْقِيقِ إِلَى التَّخْفِيفِ قُرِّبَتْ مِنْهُنَّ فِي حَالِ التَّسْهِيلِ ، فَجُعِلَتِ الْمَفْتُوحَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْأَلِفِ ، وَالْمَكْسُورَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْيَاءِ ، وَالْمَضْمُومَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْوَاوِ ، وَأُبْدِلَتْ حَرْفًا خَالِصًا مِنْهُنَّ فِي حَالِ الْبَدَلِ . فَلِذَلِكَ جُعِلْنَ صُوَرًا لَهَا دُونَ سَائِرِ الْحُرُوفِ . وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .