( ولو ) وإن كان مسافرا أتم حتما ، أما لو بان محدثا ثم مقيما أو بانا معا لم يلزمه الإتمام لعدم القدرة حقيقة باطنا لحدثه ( أو ) ( اقتدى بمن ظنه مسافرا ) فنوى القصر الذي هو ظاهر [ ص: 268 ] حال المسافر أنه نواه ( فبان مقيما ) يعني متما بأن تردد فيه أو لم يعلم من حاله شيئا ( أتم ) لزوما وإن بان مسافرا قاصرا لظهور شعار المسافر غالبا والأصل الإتمام ، ولو صحت القدوة بأن اقتدى بمن ظنه مسافرا ثم أحدث ثم بان مقيما أتم وإن علم حدثه أولا ، وإنما صحت الجمعة مع تبين حدث إمامها الزائد على الأربعين للاكتفاء فيها بصورة الجماعة ، بل حقيقتها لقولهم إن الصلاة خلفه جماعة كاملة كما مر ، ولم يكتف بذلك في إدراك المسبوق الركعة خلف المحدث ; لأن تحمله عنه رخصة والمحدث لا يصلح له فاندفع ما اقتدى ناويا القصر ( بمن جهل سفره ) للإسنوي هنا ( ولو علمه ) أو ظنه ; لأنهم يطلقون العلم كثيرا ويريدون به ما يشمل الظن ( مسافرا وشك ) أي تردد ( في نيته ) القصر لكونه غير حنفي في أقل من ثلاث مراحل فجزم هو بنيته القصر ( قصر ) إذا بان قاصرا ; لأنه الظاهر من حاله ولا تقصير فإن بان متما أتم .
واحترز بقوله وشك في نيته عما لو علمه مسافرا ولم يشك كأن كان الإمام حنفيا في دون [ ص: 269 ] ثلاث مراحل فإنه يتم لامتناع القصر عنده في هذه المسافة ، ويتجه كما قاله الإسنوي أن يلحق به ما إذا أخبر الإمام قبل إحرامه بأن عزمه الإتمام .