الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        7459 - فذكر ما حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا حماد بن سلمة ، عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال : سمعت عوسجة ، مولى ابن عباس يحدث عن ابن عباس ، أن رجلا مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يترك قرابة إلا عبدا هو أعتقه ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه .

                                                        قال : فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ورث المولى الأسفل ، من المولى الأعلى ، وأنتم لا تقولون بهذا .

                                                        قيل له : إنه ليس في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المولى الأسفل يرث المولى الأعلى .

                                                        وإنما فيه أنه دفع ميراثه ، وهو تركته إليه ، وليس كما روي عنه في الخال ، أنه قال : هو وارث من لا وارث له .

                                                        فقد يحتمل وجوها .

                                                        منها أن يكون دفعه إليه ؛ لأنه ورثه إياه بمال الميت عليه من الولاء .

                                                        ويحتمل أن يكون مولاه ذا رحم له ، فدفع إليه ماله بالرحم ، وورثه له ، لا بالولاء .

                                                        ألا تراه يقول في الحديث : ولم يترك قرابة إلا عبدا هو أعتقه .

                                                        فأخبر أن العبد كان قرابة له ، فورثه بالقرابة .

                                                        ويحتمل أن يكون دفع إليه ميراثه ؛ لأن الميت كان أمر بذلك ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله ، حيث أمر بوضعه فيه ، كما قد روي عن عبد الله بن مسعود .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية