إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
[33] وعن رضي الله تعالى عنه: أنس بن مالك [ ص: 288 ] "أن قوما من عكل وعرينة قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [فأسلموا، ثم إنهم مرضوا، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-] بلقاح من الصدقة، وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها، فانطلقوا، وفعلوا ذلك، فلما صحوا، قتلوا الراعي، وساقوا النعم، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرهم من أول النهار، فأرسل في إثرهم، فما ارتفع النهار حتى جيء بهم إليه، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمر أعينهم، وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون".
وحكى أهل التاريخ أنهم قطعوا أيدي الراعي ورجليه، وغرزوا الشوك في عينيه حتى مات، وأدخل المدينة ميتا، وكان اسمه يسارا، وكان نوبيا رحمه الله، وكان هذا الفعل من هؤلاء المرتدين سنة ست من الهجرة الشريفة.
قال أبو قلابة: فهؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله. قال: فأنزل الله في ذلك:
إنما جزاء الذين يحاربون الله أي: أولياءه.
ورسوله ومحاربة المسلمين في حكم محاربة رسوله.
ويسعون أي: وسعوا في الأرض فسادا أي: مفسدين.
أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك الذي ذكرت من الحد.
لهم خزي ذل وفضيحة.
في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم لعظم ذنوبهم.
* * *