فصل
والغضب والبغض متفقان في الاشتقاق الأكبر ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : جنس القوة الشهوية : الحب ، وجنس القوة الغضبية : البغض ، » . فإن هاتين القوتين هي الأصل ، وقال : «أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله » . «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
فالحب والبغض هما الأصل ، والعطاء عن الحب ، وهو السخاء ، والمنع عن البغض ، وهو الشجاعة . فأما الغضب فقد يقال : هو خصوص في البغض ، وهو الشدة التي تقوم في النفس التي يقترن بها غليان دم القلب لطلب الانتقام ، وهذا هو الغضب الخاص ولهذا تعدل طائفة من [ ص: 100 ] المتكلمين عن مقابلة الشهوة بالغضب إلى مقابلتها بالنفرة ، ومن قابل الشهوة بالغضب فيجب أن لا يريد الغضب الخاص ، فإن نسبة هذا إلى النفرة نسبة الطمع إلى الشهوة ، فأما الغضب العام فهو القوة الدافعة البغضية المقابلة للقوة الجاذبة الحبية .