وأما فقد جاء ذكره في كلام كثير من السلف: فلان كان يعد من الأبدال. ولفظ "الأوتاد" جاء في كلام بعضهم. لفظ "الأبدال"
فأما لفظ "الأبدال " فقد فسر بثلاثة معان:
قيل: سموا أبدالا لأنهم أبدال عن الأنبياء، وهذا المعنى صحيح.
فإن الأنبياء، لهم خلفاء، كما كان الخلفاء الراشدون خلفاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كان له في حياته ولغيره من الأنبياء خلفاء في أمر دون أمر، فإنه كان إذا خرج في غزو أو حج أو عمرة استخلف على المدينة بعض أصحابه، كما كان يستخلف وغيره، واستخلف ابن أم مكتوم [في] غزوة علي بن أبي طالب تبوك، وكان قد خرج معه عامة أصحابه، ولم يبق بالمدينة من المؤمنين إلا معذور، غير الثلاثة الذين خلفوا، فخرج إليه علي، هارون من موسى؟ " وقد قال تعالى: فقال: يا رسول الله، أتدعني مع النساء والصبيان؟ فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين . [ ص: 68 ]
فاستخلف موسى هارون مدة ذهابه للميقات إلى أن عاد.
وكذلك كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته ولاة على الأمصار كعتاب بن أسيد وغيرهما، وسعاة على الصدقات ونواب في التعليم، وخالد بن سعيد كمعاذ وكل من هؤلاء خليفة له وبدل عنه في بعض الأمور دون بعض. وأبي موسى،