وكذلك من لغيره عليه حقوق، كالزوجة والأولاد والجيران، فقد ذكر الله الحقوق العشرة في قوله: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم . فبدأ سبحانه بحقه، كما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: أتدري ما معاذ! قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، يا حق الله على عباده"؟ أتدري ما معاذ! إذا فعلوا ذلك"؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "حقهم عليه أن لا يعذبهم". حق العباد على الله "يا
فكلما ازدادت معرفة الإنسان بالنفوس ولوازمها وتقلب القلوب، وبما عليها من الحقوق لله ولعباده، وبما حد لهم من الحدود - علم أنه لا يخلو أحد عن ترك بعض الحقوق أو تعدي بعض الحدود. ولهذا في اليوم والليلة في المكتوبة وحدها سبع عشرة مرة، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومن يطع الله ورسوله فهم هؤلاء. [ ص: 48 ] أمر الله عباده المؤمنين أن يسألوه أن يهديهم الصراط المستقيم
فالصراط المستقيم طاعة الله ورسوله، وهو دين الإسلام التام، وهو اتباع القرآن، وهو لزوم السنة والجماعة، وهو طريق العبودية، وهو طريق الخوف والرجاء. ولهذا لعلمه أنه لا يفعل خيرا ولا يجتنب شرا إلا بإعانة الله له، وأنه لا بد أن يفعل ما يوجب الاستغفار. كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته : "الحمد لله نستعينه ونستغفره"