وأما
nindex.php?page=treesubj&link=3947ما يظنه بعض الناس من أن الخروج بأهل مكة في رمضان أو غيره إلى الحل للاعتمار; وهو المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=673622 "عمرة في رمضان تعدل حجة معي" ، حتى صار المجاورون وغيرهم يحافظون على الاعتمار من أدنى الحل أو أقصاه ، كاعتمارهم من التنعيم التي بها المساجد التي يقال لها مساجد
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، أو من
الحديبية والجعرانة فكل ذلك غلط عظيم ، مخالف للسنة النبوية ولإجماع الصحابة . فإنه لم يعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ولا
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ولا
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ولا
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ولا أمثالهم من
مكة قط ، لا قبل الهجرة ولا بعدها ، بل لم يعتمر أحد من المسلمين على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من
مكة إلا
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة فقط ، فإنها قدمت متمتعة ، فحاضت ، فمنعها الحيض من الطواف قبل الوقوف
بعرفة ، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعمرها بعد الحج ، ثم بعد ذلك بنيت هذه المساجد التي هناك ، وقيل لها : مساجد
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة .
[ ص: 342 ]
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=33050عمرة الحديبية فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل هو وأصحابه من
ذي الحليفة ، ثم حلوا
بالحديبية لما صدهم المشركون عن البيت ، فكانت
الحديبية حلهم لا ميقات إحرامهم . وهذا متواتر يعلمه عامة العلماء وخاصتهم ، وفي ذلك أنزل الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وأتموا الحج والعمرة الآيات باتفاق العلماء .
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=29386عمرة الجعرانة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قاتل
هوازن بوادي حنين الذي قال الله فيها :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=27ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم . وحاصر
الطائف ونصب عليها بمنجنيق ، ولم يفتحها ، وقسم غنائم
حنين بالجعرانة ، فلما قسمها دخل إلى
مكة معتمرا ثم خرج منها; لم يكن
بمكة فخرج منها إلى الحل ليعتمر كما يفعل ذلك من يفعله من أهل
مكة .
بل الصحابة رضي الله عنهم وأئمة التابعين لم يستحبوا لمن كان
بمكة ذلك ، بل رأوا أن طوافه بالبيت أفضل من خروجه لأجل العمرة ، بل كرهوا له ذلك ، كما قد بسطنا هذه المسألة في غير هذا الموضع .
[ ص: 343 ]
والمقصود هنا أن من العلماء من كره المجاورة
بمكة لما ذكر من الأسباب وغيرها ، ولكن الجمهور يستحبونها في الجملة إذا وقعت على الوجه المشروع الخالي عن المفسدة المكافئة للمصلحة أو الراجحة عليها .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، وقد سئل عن الجوار
بمكة ، فقال : وكيف لنا [به] ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إنك لأحب البقاع إلى الله ، وإنك لأحب إلي" .
nindex.php?page=showalam&ids=36وجابر جاور
مكة ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر كان يقيم
بمكة .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=3947مَا يَظُنُّهُ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ أَنَّ الْخُرُوجَ بِأَهْلِ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ أَوْ غَيْرِهِ إِلَى الْحِلِّ لِلِاعْتِمَارِ; وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=673622 "عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِي" ، حَتَّى صَارَ الْمُجَاوِرُونَ وَغَيْرُهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى الِاعْتِمَارِ مِنْ أَدْنَى الْحِلِّ أَوْ أَقْصَاهُ ، كَاعْتِمَارِهِمْ مِنَ التَّنْعِيمِ الَّتِي بِهَا الْمَسَاجِدُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا مَسَاجِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ ، أَوْ مِنَ
الْحُدَيْبِيَةِ وَالْجِعْرَانَةِ فَكُلُّ ذَلِكَ غَلَطٌ عَظِيمٌ ، مُخَالِفٌ لِلسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وَلِإِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ . فَإِنَّهُ لَمْ يَعْتَمِرِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ وَلَا أَمْثَالُهُمْ مِنْ
مَكَّةَ قَطُّ ، لَا قَبْلَ الْهِجْرَةِ وَلَا بَعْدَهَا ، بَلْ لَمْ يَعْتَمِرْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ
مَكَّةَ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ فَقَطْ ، فَإِنَّهَا قَدِمَتْ مُتَمَتِّعَةً ، فَحَاضَتْ ، فَمَنَعَهَا الْحَيْضُ مِنَ الطَّوَافِ قَبْلَ الْوُقُوفِ
بِعَرَفَةَ ، فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَعْمُرَهَا بَعْدَ الْحَجِّ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بُنِيَتْ هَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي هُنَاكَ ، وَقِيلَ لَهَا : مَسَاجِدُ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ .
[ ص: 342 ]
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=33050عُمْرَةُ الْحُدَيْبِيَةِ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَهَلَّ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مِنْ
ذِي الْحُلَيْفَةِ ، ثُمَّ حَلُّوا
بِالْحُدَيْبِيَةِ لَمَّا صَدَّهُمُ الْمُشْرِكُونَ عَنِ الْبَيْتِ ، فَكَانَتِ
الْحُدَيْبِيَةُ حِلَّهُمْ لَا مِيقَاتَ إِحْرَامِهِمْ . وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ يَعْلَمُهُ عَامَّةُ الْعُلَمَاءِ وَخَاصَّتُهُمْ ، وَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ الْآيَاتِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ .
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=29386عُمْرَةُ الْجِعْرَانَةِ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا قَاتَلَ
هَوَازِنَ بِوَادِي حُنَيْنٍ الَّذِي قَالَ اللَّهُ فِيهَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=25وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=26ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=27ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مِنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ . وَحَاصَرَ
الطَّائِفَ وَنَصَبَ عَلَيْهَا بِمَنْجَنِيقٍ ، وَلَمْ يَفْتَحْهَا ، وَقَسَّمَ غَنَائِمَ
حُنَيْنٍ بِالْجِعْرَانَةِ ، فَلَمَّا قَسَّمَهَا دَخَلَ إِلَى
مَكَّةَ مُعْتَمِرًا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا; لَمْ يَكُنْ
بِمَكَّةَ فَخَرَجَ مِنْهَا إِلَى الْحِلِّ لِيَعْتَمِرَ كَمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ مَنْ يَفْعَلُهُ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ .
بَلِ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَأَئِمَّةُ التَّابِعِينَ لَمْ يَسْتَحِبُّوا لِمَنْ كَانَ
بِمَكَّةَ ذَلِكَ ، بَلْ رَأَوْا أَنَّ طَوَافَهُ بِالْبَيْتِ أَفْضَلُ مِنْ خُرُوجِهِ لِأَجْلِ الْعُمْرَةِ ، بَلْ كَرِهُوا لَهُ ذَلِكَ ، كَمَا قَدْ بَسَطْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .
[ ص: 343 ]
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ كَرِهَ الْمُجَاوَرَةَ
بِمَكَّةَ لِمَا ذُكِرَ مِنَ الْأَسْبَابِ وَغَيْرِهَا ، وَلَكِنَّ الْجُمْهُورَ يَسْتَحِبُّونَهَا فِي الْجُمْلَةِ إِذَا وَقَعَتْ عَلَى الْوَجْهِ الْمَشْرُوعِ الْخَالِي عَنِ الْمَفْسَدَةِ الْمُكَافِئَةِ لِلْمُصْلِحَةِ أَوِ الرَّاجِحَةِ عَلَيْهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ ، وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْجِوَارِ
بِمَكَّةَ ، فَقَالَ : وَكَيْفَ لَنَا [بِهِ] ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "إِنَّكِ لَأَحَبُّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ ، وَإِنَّكِ لَأَحَبُّ إِلَيَّ" .
nindex.php?page=showalam&ids=36وَجَابِرٌ جَاوَرَ
مَكَّةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ كَانَ يُقِيمُ
بِمَكَّةَ .