الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

                                                            أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

                                                            صفحة جزء
                                                            وأعرضت عنه أضربت ووليت عنه وحقيقته جعل الهمزة للصيرورة أي أخذت عرضا أي جانبا غير الجانب الذي هو فيه وعرضت الشيء عرضا من باب ضرب فأعرض هو بالألف أي أظهرته وأبرزته فظهر هو وبرز والمطاوع من النوادر التي تعدى ثلاثيها وقصر رباعيها عكس المتعارف وعرض له أمر إذا ظهر وعرضت الكتاب عرضا قرأته عن ظهر القلب وعرضت المتاع للبيع أظهرته لذوي الرغبة ليشتروه وعرضت الجند أمررتهم [ ص: 403 ] ونظرت إليهم لتعرفهم وعرض لك الخير عرضا أمكنك أن تفعله وعرضتهم على السيف قتلتهم به وعرضت البعير على الحوض عرضا وهذا من المقلوب والأصل عرضت الحوض على البعير وهذا كما يقال أدخلت القبر الميت وأدخلت القلنسوة رأسي وهو كثير في كلامهم وعرضت العسل على النار عرضا كالطبخ لتميزه من الشمع وما عرضت له بسوء أي ما تعرضت وقيل ما صرت له عرضة بالوقيعة فيه والجميع من باب ضرب وعرضت له بالسوء أعرض من باب تعب لغة .

                                                            وفي الأمر لا تعرض له بكسر الراء وفتحها أي لا تعترض له فتمنعه باعتراضك أن يبلغ مراده لأنه يقال سرت فعرض لي في الطريق عارض من جبل ونحوه أي مانع يمنع من المضي واعترض لي بمعناه ومنه اعتراضات الفقهاء لأنها تمنع من التمسك بالدليل وتعارض البينات لأن كل واحدة تعترض الأخرى وتمنع نفوذها قالوا ولا يقال عرضت له بالتثقيل بمعنى اعترضت وعرضت العود على الإناء أعرضه عرضا من بابي قتل وضرب أي وضعته عليه بالعرض .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية