الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

                                                            أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

                                                            صفحة جزء
                                                            ( ق ص ر ) : قصرت الصلاة ومنها قصرا من باب قتل هذه هي اللغة العالية التي جاء بها القرآن قال تعالى { فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة } وقصرت الصلاة بالبناء للمفعول فهي مقصورة .

                                                            وفي حديث { أقصرت الصلاة } وفي لغة يتعدى بالهمزة والتضعيف فيقال أقصرتها وقصرتها وقصرت الثوب قصرا بيضته والقصارة بالكسر الصناعة والفاعل قصار وقصرت عن الشيء قصورا من باب قعد عجزت عنه ومنه قصر السهم عن الهدف قصورا إذا لم يبلغه وقصرت بنا النفقة لم تبلغ بنا مقصدنا فالباء للتعدية مثل خرجت به وأقصرت عن الشيء بالألف أمسكت مع القدرة عليه قصرت قيد البعير قصرا من باب قتل ضيقته وقصرت على نفسي ناقة أمسكتها لأشرب لبنها فهي مقصورة على العيال يشربون لبنها أي محبوسة وقصرته قصرا حبسته ومنه { حور مقصورات في الخيام } ومقصورة الدار الحجرة منها ومقصورة المسجد أيضا وبعضهم يقول هي محولة عن اسم الفاعل والأصل قاصرة لأنها حابسة كما قيل حجابا مستورا أي ساترا وأقصرت على كذا اكتفيت به وقصر الشيء بالضم قصرا وزان عنب خلاف طال فهو قصير والجمع قصار ويتعدى بالتضعيف فيقال قصرته وعليه قوله تعالى ( { محلقين رءوسكم ومقصرين } ) .

                                                            وفي لغة قصرته من باب قتل وأقصرته إذا أخذت من طوله وقصر الملك معروف جمعه قصور مثل فلس وفلوس .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية