وكل السيف كلا وكلة بالكسر وكلولا فهو كليل وكال أي غير قاطع وكل كلمة تستعمل بمعنى الاستغراق بحسب المقام كقوله تعالى { والله بكل شيء عليم } وقوله { } وقد يستعمل بمعنى الكثير كقوله { وكل راع مسئول عن رعيته تدمر كل شيء بأمر ربها } أي كثيرا لأنها إنما دمرتهم ودمرت مساكنهم دون غيرهم ولا يستعمل إلا مضافا لفظا أو تقديرا قال الأخفش قوله تعالى { كل يجري } المعنى كله يجري كما تقول كل منطلق أي كلهم منطلق وعلى هذا فهو في تقدير المعرفة وقالت العرب مررت بكل قائما بنصب الحال والتقدير بكل أحد ولهذا لا يدخلها الألف واللام عند وقد تقدم في بعض ولفظه واحد ومعناه جمع فيجوز أن يعود الضمير على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى فيقال كل القوم حضر وحضروا ويفيد التكرار بدخول ما عليه نحو كلما أتاك [ ص: 539 ] زيد فأكرمه دون غيره من أدوات الشرط ويكون للتأكيد فيتبع ما قبله في إعرابه وقد يقام مقام الاسم فيليه العامل نحو مررت بكل القوم ولا يؤكد به إلا ما يقبل التجزئة حسا أو حكما نحو قبضت المال كله واشتريت العبد كله وأما صمت اليوم كله فلا يمتنع لغة لأن الصوم لغة عبارة عن مطلق الإمساك فاليوم يقبل التجزئة وأجيز ذلك عرفا لأن المتكلم إذا قال صمت اليوم فقد يتوهم السامع أنه يريد الوضع اللغوي فيرفع ذلك الوهم بالتوكيد . الأصمعي