(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28992_18479_32094وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين ( 9 ) ) .
يقول تعالى رادا على من أنكر بعثة الرسل من البشر : ( وما أرسلنا قبلك إلا رجالا يوحى إليهم )
[ ص: 334 ] أي : جميع الرسل الذين تقدموا كانوا رجالا من البشر ، لم يكن فيهم أحد من الملائكة ، كما قال في الآية الأخرى : ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى ) [ يوسف : 109 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قل ما كنت بدعا من الرسل ) [ الأحقاف : 9 ] ، وقال تعالى حكاية عمن تقدم من الأمم أنهم أنكروا ذلك فقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أبشر يهدوننا ) [ التغابن : 6 ] ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) أي : اسألوا أهل العلم من الأمم
كاليهود والنصارى وسائر الطوائف : هل كان الرسل الذين أتوهم بشرا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرا ، وذلك من تمام نعم الله على خلقه; إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ) أي : بل قد كانوا أجسادا يأكلون الطعام ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=20وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ) [ الفرقان : 20 ] أي : قد كانوا بشرا من البشر ، يأكلون ويشربون مثل الناس ، ويدخلون الأسواق للتكسب والتجارة ، وليس ذلك بضار لهم ولا ناقص منهم شيئا ، كما توهمه المشركون في قولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ) [ الفرقان : 7 ، 8 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وما كانوا خالدين ) أي : في الدنيا ، بل كانوا يعيشون ثم يموتون ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) [ الأنبياء : 34 ] ، وخاصتهم أنهم يوحى إليهم من الله عز وجل ، تنزل عليهم الملائكة عن الله بما يحكم في خلقه مما يأمر به وينهى عنه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثم صدقناهم الوعد ) أي : الذي وعدهم ربهم : " ليهلكن الظالمين " ، صدقهم الله وعده ففعل ذلك; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فأنجيناهم ومن نشاء ) أي : أتباعهم من المؤمنين ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وأهلكنا المسرفين ) أي : المكذبين بما جاءت الرسل به .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7nindex.php?page=treesubj&link=28992_18479_32094وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ( 7 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ( 8 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ( 9 ) ) .
يَقُولُ تَعَالَى رَادًّا عَلَى مَنْ أَنْكَرَ بِعْثَةَ الرُّسُلِ مِنَ الْبَشَرِ : ( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ )
[ ص: 334 ] أَيْ : جَمِيعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا كَانُوا رِجَالًا مِنَ الْبَشَرِ ، لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا يُوحَى إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى ) [ يُوسُفَ : 109 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ) [ الْأَحْقَافِ : 9 ] ، وَقَالَ تَعَالَى حِكَايَةً عَمَّنْ تَقَدَّمَ مِنَ الْأُمَمِ أَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذَلِكَ فَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا ) [ التَّغَابُنِ : 6 ] ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) أَيِ : اسْأَلُوا أَهْلَ الْعِلْمِ مِنَ الْأُمَمِ
كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِرِ الطَّوَائِفِ : هَلْ كَانَ الرُّسُلُ الَّذِينَ أَتَوْهُمْ بَشَرًا أَوْ مَلَائِكَةً؟ إِنَّمَا كَانُوا بَشَرًا ، وَذَلِكَ مِنْ تَمَامِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ; إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رُسُلًا مِنْهُمْ يَتَمَكَّنُونَ مِنْ تَنَاوُلِ الْبَلَاغِ مِنْهُمْ وَالْأَخْذِ عَنْهُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ) أَيْ : بَلْ قَدْ كَانُوا أَجْسَادًا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=20وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ) [ الْفُرْقَانِ : 20 ] أَيْ : قَدْ كَانُوا بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ ، يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ مِثْلَ النَّاسِ ، وَيَدْخُلُونَ الْأَسْوَاقَ لِلتَّكَسُّبِ وَالتِّجَارَةِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِضَارٍّ لَهُمْ وَلَا نَاقِصٍ مِنْهُمْ شَيْئًا ، كَمَا تَوَهَّمَهُ الْمُشْرِكُونَ فِي قَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=7مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ) [ الْفُرْقَانِ : 7 ، 8 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=8وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) أَيْ : فِي الدُّنْيَا ، بَلْ كَانُوا يَعِيشُونَ ثُمَّ يَمُوتُونَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 34 ] ، وَخَاصَّتُهُمْ أَنَّهُمْ يُوحَى إِلَيْهِمْ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، تَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ عَنِ اللَّهِ بِمَا يَحْكُمُ فِي خَلْقِهِ مِمَّا يَأْمُرُ بِهِ وَيَنْهَى عَنْهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ ) أَيِ : الَّذِي وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ : " لَيُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ " ، صَدَقَهُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ ) أَيْ : أَتْبَاعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=9وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ ) أَيِ : الْمُكَذِّبِينَ بِمَا جَاءَتِ الرُّسُلُ بِهِ .