[ ص: 331 ] nindex.php?page=treesubj&link=28992سورة الأنبياء وهي مكية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
غندر ، حدثنا
شعبة عن
أبي إسحاق : سمعت
عبد الرحمن بن يزيد ، عن
عبد الله قال : بنو إسرائيل ، والكهف ، ومريم ، وطه ، والأنبياء ، هن من العتاق الأول ، وهن من تلادي .
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28992_30292اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ( 6 ) )
هذا تنبيه من الله ، عز وجل ، على اقتراب الساعة ودنوها ، وأن الناس في غفلة عنها ، أي : لا يعملون لها ، ولا يستعدون من أجلها .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : حدثنا
أحمد بن نصر ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11928هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا
أبو معاوية ، حدثنا
الأعمش ، عن
أبي صالح ، عن
أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1في غفلة معرضون ) قال : " في الدنيا " ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أتى أمر الله فلا تستعجلوه ) [ النحل : 1 ] ، وقال [ تعالى ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقتربت الساعة وانشق القمر nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ) [ القمر : 1 ، 2 ]
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الحافظ ابن عساكر في ترجمة
الحسن بن هانئ أبي نواس الشاعر أنه قال : أشعر الناس الشيخ
nindex.php?page=showalam&ids=11876الطاهر أبو العتاهية حيث يقول :
الناس في غفلاتهم ورحا المنية تطحن
فقيل له : من أين أخذ هذا؟ قال : من قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) .
[ ص: 332 ]
[ وروى في ترجمة "
عامر بن ربيعة " ، من طريق
موسى بن عبيدة الآمدي ، عن
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن
عامر بن ربيعة : أنه نزل به رجل من العرب ، فأكرم
عامر مثواه ، وكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه الرجل فقال : إني استقطعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واديا في العرب ، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك من بعدك . فقال
عامر : لا حاجة لي في قطيعتك ، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) ] .
ثم أخبر تعالى أنهم لا يصغون إلى الوحي الذي أنزل الله على رسوله ، والخطاب مع
قريش ومن شابههم من الكفار ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ) أي : جديد إنزاله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إلا استمعوه وهم يلعبون ) كما قال
ابن عباس : ما لكم تسألون أهل الكتاب عما بأيديهم وقد حرفوه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا منه ، وكتابكم أحدث الكتب بالله تقرءونه محضا لم يشب . ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بنحوه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وأسروا النجوى الذين ظلموا ) أي : قائلين فيما بينهم خفية (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هل هذا إلا بشر مثلكم ) يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يستبعدون كونه نبيا; لأنه بشر مثلهم ، فكيف اختص بالوحي دونهم; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ) ؟ أي : أفتتبعونه فتكونون كمن أتى السحر وهو يعلم أنه سحر . فقال تعالى مجيبا لهم عما افتروه واختلقوه من الكذب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قال ربي يعلم القول في السماء والأرض ) أي : الذي يعلم ذلك ، لا يخفى عليه خافية ، وهو الذي أنزل هذا القرآن المشتمل على خبر الأولين والآخرين ، الذي لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله ، إلا الذي يعلم السر في السماوات والأرض .
وقوله : ( وهو السميع العليم ) [ أي : السميع ] لأقوالكم ، ( العليم ) بأحوالكم . وفي هذا تهديد لهم ووعيد .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه ) هذا إخبار عن تعنت الكفار وإلحادهم ، واختلافهم فيما يصفون به القرآن ، وحيرتهم فيه ، وضلالهم عنه . فتارة يجعلونه سحرا ، وتارة يجعلونه شعرا ، وتارة يجعلونه أضغاث أحلام ، وتارة يجعلونه مفترى ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) [ الإسراء : 48 ، والفرقان : 9 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ) : يعنون ناقة
صالح ، وآيات
موسى وعيسى . وقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ) [ الآية ] [ الإسراء : 59 ] ; ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون ) أي : ما آتينا قرية من القرى الذين بعث فيهم الرسل آية على يدي نبيها فآمنوا بها ، بل كذبوا ، فأهلكناهم
[ ص: 333 ] بذلك ، أفهؤلاء يؤمنون بالآيات لو رأوها دون أولئك؟ كلا بل (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 96 ، 97 ] .
هذا كله ، وقد شاهدوا من الآيات الباهرات ، والحجج القاطعات ، والدلائل البينات ، على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو أظهر وأجلى ، وأبهر وأقطع وأقهر ، مما شوهد مع غيره من الأنبياء ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
قال
ابن أبي حاتم ، رحمه الله : ذكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن الحباب ، حدثنا
ابن لهيعة ، حدثنا
الحارث بن زيد الحضرمي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16617علي بن رباح اللخمي ، حدثني من شهد
عبادة بن الصامت ، يقول :
كنا في المسجد ومعنا أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، يقرئ بعضنا بعضا القرآن ، فجاء عبد الله بن أبي ابن سلول ، ومعه نمرقة وزربية ، فوضع واتكأ ، وكان صبيحا فصيحا جدلا فقال : يا أبا بكر ، قل لمحمد يأتينا بآية كما جاء الأولون؟ جاء موسى بالألواح ، وجاء داود بالزبور ، وجاء صالح بالناقة ، وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة . فبكى أبو بكر ، رضي الله عنه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو بكر : قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يقام لي ، إنما يقام لله عز وجل " . فقلنا : يا رسول الله ، إنا لقينا من هذا المنافق . فقال : " إن جبريل قال لي : اخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك ، وفضيلته التي فضلت بها ، فبشرني أني بعثت إلى الأحمر والأسود ، وأمرني أن أنذر الجن ، وآتاني كتابه وأنا أمي ، وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر ، وذكر اسمي في الأذان وأيدني بالملائكة ، وآتاني النصر ، وجعل الرعب أمامي ، وآتاني الكوثر ، وجعل حوضي من أعظم الحياض يوم القيامة ، ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون مقنعو رءوسهم ، وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس ، وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب وآتاني السلطان والملك ، وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم ، فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش ، وأحل لي الغنائم ، ولم تحل لأحد كان قبلنا " . وهذا الحديث غريب جدا .
[ ص: 331 ] nindex.php?page=treesubj&link=28992سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
غُنْدَرٌ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ عَنِ
أَبِي إِسْحَاقَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : بَنُو إِسْرَائِيلَ ، وَالْكَهْفُ ، وَمَرْيَمُ ، وَطه ، وَالْأَنْبِيَاءُ ، هُنَّ مِنَ الْعِتَاقِ الْأُوَلِ ، وَهُنَّ مِنْ تِلَادِي .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=28992_30292اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ( 5 )
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ( 6 ) )
هَذَا تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى اقْتِرَابِ السَّاعَةِ وَدُنُوِّهَا ، وَأَنَّ النَّاسَ فِي غَفْلَةٍ عَنْهَا ، أَيْ : لَا يَعْمَلُونَ لَهَا ، وَلَا يَسْتَعِدُّونَ مِنْ أَجْلِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=11928هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنِ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) قَالَ : " فِي الدُّنْيَا " ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=1أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ) [ النَّحْلِ : 1 ] ، وَقَالَ [ تَعَالَى ] : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=1اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=2وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ) [ الْقَمَرِ : 1 ، 2 ]
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13359الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ
الْحَسَنِ بْنِ هَانِئٍ أَبِي نُوَاسٍ الشَّاعِرِ أَنَّهُ قَالَ : أَشْعَرُ النَّاسِ الشَّيْخُ
nindex.php?page=showalam&ids=11876الطَّاهِرُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ حَيْثُ يَقُولُ :
النَّاسُ فِي غَفَلَاتِهِمْ وَرَحَا الْمَنِيَّةِ تَطْحَنُ
فَقِيلَ لَهُ : مِنْ أَيْنَ أَخَذَ هَذَا؟ قَالَ : مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) .
[ ص: 332 ]
[ وَرَوَى فِي تَرْجَمَةِ "
عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ " ، مِنْ طَرِيقِ
مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الْآمِدِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ أَبِيهِ ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ : أَنَّهُ نَزَلَ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ ، فَأَكْرَمَ
عَامِرٌ مَثْوَاهُ ، وَكَلَّمَ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ : إِنِّي اسْتَقْطَعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيًا فِي الْعَرَبِ ، وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَقْطَعَ لَكَ مِنْهُ قِطْعَةً تَكُونُ لَكَ وَلِعَقِبِكَ مِنْ بَعْدِكَ . فَقَالَ
عَامِرٌ : لَا حَاجَةَ لِي فِي قَطِيعَتِكَ ، نَزَلَتِ الْيَوْمَ سُورَةٌ أَذْهَلَتْنَا عَنِ الدُّنْيَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=1اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ) ] .
ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ لَا يُصْغُونَ إِلَى الْوَحْيِ الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ، وَالْخِطَابُ مَعَ
قُرَيْشٍ وَمَنْ شَابَهَهُمْ مِنَ الْكُفَّارِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) أَيْ : جَدِيدٌ إِنْزَالُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=2إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) كَمَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا لَكُمْ تَسْأَلُونَ أَهْلَ الْكِتَابِ عَمَّا بِأَيْدِيهِمْ وَقَدْ حَرَّفُوهُ وَبَدَّلُوهُ وَزَادُوا فِيهِ وَنَقَصُوا مِنْهُ ، وَكِتَابُكُمْ أَحْدَثُ الْكُتُبِ بِاللَّهِ تَقْرَءُونَهُ مَحْضًا لَمْ يُشَبْ . وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِنَحْوِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) أَيْ : قَائِلِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ خُفْيَةً (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) يَعْنُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَسْتَبْعِدُونَ كَوْنَهُ نَبِيًّا; لِأَنَّهُ بَشَرٌ مِثْلُهُمْ ، فَكَيْفَ اخْتُصَّ بِالْوَحْيِ دُونَهُمْ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=3أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ ) ؟ أَيْ : أَفَتَتْبَعُونَهُ فَتَكُونُونَ كَمَنْ أَتَى السِّحْرَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ سِحْرٌ . فَقَالَ تَعَالَى مُجِيبًا لَهُمْ عَمَّا افْتَرَوْهُ وَاخْتَلَقُوهُ مِنَ الْكَذِبِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=4قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) أَيِ : الَّذِي يَعْلَمُ ذَلِكَ ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ هَذَا الْقُرْآنَ الْمُشْتَمِلَ عَلَى خَبَرِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِهِ ، إِلَّا الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
وَقَوْلُهُ : ( وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [ أَيِ : السَّمِيعُ ] لِأَقْوَالِكُمْ ، ( الْعَلِيمُ ) بِأَحْوَالِكُمْ . وَفِي هَذَا تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ ) هَذَا إِخْبَارٌ عَنْ تَعَنُّتِ الْكُفَّارِ وَإِلْحَادِهِمْ ، وَاخْتِلَافِهِمْ فِيمَا يَصِفُونَ بِهِ الْقُرْآنَ ، وَحَيْرَتِهِمْ فِيهِ ، وَضَلَالِهِمْ عَنْهُ . فَتَارَةً يَجْعَلُونَهُ سِحْرًا ، وَتَارَةً يَجْعَلُونَهُ شِعْرًا ، وَتَارَةً يَجْعَلُونَهُ أَضْغَاثَ أَحْلَامٍ ، وَتَارَةً يَجْعَلُونَهُ مُفْتَرًى ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=48انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 48 ، وَالْفُرْقَانِ : 9 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=5فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ ) : يَعْنُونَ نَاقَةَ
صَالِحٍ ، وَآيَاتِ
مُوسَى وَعِيسَى . وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=59وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ) [ الْآيَةَ ] [ الْإِسْرَاءِ : 59 ] ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=6مَا آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ ) أَيْ : مَا آتَيْنَا قَرْيَةً مِنَ الْقُرَى الَّذِينَ بُعِثَ فِيهِمْ الرُّسُلُ آيَةً عَلَى يَدَيْ نَبِيِّهَا فَآمَنُوا بِهَا ، بَلْ كَذَّبُوا ، فَأَهْلَكْنَاهُمْ
[ ص: 333 ] بِذَلِكَ ، أَفَهَؤُلَاءِ يُؤْمِنُونَ بِالْآيَاتِ لَوْ رَأَوْهَا دُونَ أُولَئِكَ؟ كَلَّا بَلْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=96إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) [ يُونُسَ : 96 ، 97 ] .
هَذَا كُلُّهُ ، وَقَدْ شَاهَدُوا مِنَ الْآيَاتِ الْبَاهِرَاتِ ، وَالْحُجَجِ الْقَاطِعَاتِ ، وَالدَّلَائِلِ الْبَيِّنَاتِ ، عَلَى يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هُوَ أَظْهَرُ وَأَجْلَى ، وَأَبْهَرُ وَأَقْطَعُ وَأَقْهَرُ ، مِمَّا شُوهِدَ مَعَ غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : ذُكِرَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15945زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنَا
الْحَارِثُ بْنُ زَيْدٍ الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16617عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ ، حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ
عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، يَقُولُ :
كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ وَمَعَنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يُقْرِئُ بَعْضُنَا بَعْضًا الْقُرْآنَ ، فَجَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ ، وَمَعَهُ نُمْرُقَةٌ وَزِرْبِيَّةٌ ، فَوَضَعَ وَاتَّكَأَ ، وَكَانَ صَبِيحًا فَصِيحًا جَدِلًا فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، قُلْ لِمُحَمَّدٍ يَأْتِينَا بِآيَةٍ كَمَا جَاءَ الْأَوَّلُونَ؟ جَاءَ مُوسَى بِالْأَلْوَاحِ ، وَجَاءَ دَاوُدُ بِالزَّبُورِ ، وَجَاءَ صَالِحٌ بِالنَّاقَةِ ، وَجَاءَ عِيسَى بِالْإِنْجِيلِ وَبِالْمَائِدَةِ . فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : قُومُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسْتَغِيثُ بِهِ مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّهُ لَا يُقَامُ لِي ، إِنَّمَا يُقَامُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " . فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَقِينَا مِنْ هَذَا الْمُنَافِقِ . فَقَالَ : " إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِي : اخْرُجْ فَأَخْبِرْ بِنِعَمِ اللَّهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكَ ، وَفَضِيلَتِهِ الَّتِي فُضِّلْتَ بِهَا ، فَبَشَّرَنِي أَنِّي بُعِثْتُ إِلَى الْأَحْمَرِ وَالْأَسْوَدِ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ الْجِنَّ ، وَآتَانِي كِتَابَهُ وَأَنَا أُمِّيٌّ ، وَغَفَرَ ذَنْبِي مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ ، وَذَكَرَ اسْمِي فِي الْأَذَانِ وَأَيَّدَنِي بِالْمَلَائِكَةِ ، وَآتَانِي النَّصْرَ ، وَجَعَلَ الرُّعْبَ أَمَامِي ، وَآتَانِي الْكَوْثَرَ ، وَجَعَلَ حَوْضِي مِنْ أَعْظَمِ الْحِيَاضِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَوَعَدَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَالنَّاسُ مُهْطِعُونَ مُقْنِعُو رُءُوسِهِمْ ، وَجَعَلَنِي فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ تَخْرُجُ مِنَ النَّاسِ ، وَأَدْخَلَ فِي شَفَاعَتِي سَبْعِينَ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِي الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَآتَانِي السُّلْطَانَ وَالْمُلْكَ ، وَجَعَلَنِي فِي أَعْلَى غُرْفَةٍ فِي الْجَنَّةِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، فَلَيْسَ فَوْقِي أَحَدٌ إِلَّا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ، وَأَحَلَّ لِيَ الْغَنَائِمَ ، وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ كَانَ قَبْلَنَا " . وَهَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبٌ جِدًّا .