[ ص: 371 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ( 91 ) ) .
هكذا قرن تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28901_31979قصة مريم وابنها عيسى ، عليه السلام ، بقصة
زكريا وابنه
يحيى ، عليهما السلام ، فيذكر أولا قصة
زكريا ، ثم يتبعها بقصة
مريم; لأن تلك موطئة لهذه ، فإنها إيجاد ولد من شيخ كبير قد طعن في السن ، ومن امرأة عجوز عاقر لم تكن تلد في حال شبابها ، ثم يذكر قصة
مريم وهي أعجب ، فإنها إيجاد ولد من أنثى بلا ذكر . هكذا وقع في سورة " آل عمران " ، وفي سورة " مريم " ، وهاهنا ذكر قصة
زكريا ، ثم أتبعها بقصة
مريم ، فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91والتي أحصنت فرجها ) يعني :
مريم ، عليها السلام ، كما قال في سورة التحريم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) [ التحريم : 12 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وجعلناها وابنها آية للعالمين ) أي : دلالة على أن الله على كل شيء قدير ، وأنه يخلق ما يشاء ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) [ يس : 82 ] . وهذا كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=21ولنجعله آية للناس ) [ مريم : 21 ] .
قال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
عمرو بن علي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن
شبيب - يعني ابن بشر - عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، في قوله : ( للعالمين ) قال : العالمين : الجن والأنس .
[ ص: 371 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ( 91 ) ) .
هَكَذَا قَرَنَ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28901_31979قِصَّةَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا عِيسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، بِقِصَّةِ
زَكَرِيَّا وَابْنِهِ
يَحْيَى ، عَلَيْهِمَا السَّلَامُ ، فَيَذْكُرُ أَوَّلًا قِصَّةَ
زَكَرِيَّا ، ثُمَّ يُتْبِعُهَا بِقِصَّةِ
مَرْيَمَ; لِأَنَّ تِلْكَ مُوَطِّئَةٌ لِهَذِهِ ، فَإِنَّهَا إِيجَادُ وَلَدٍ مِنْ شَيْخٍ كَبِيرٍ قَدْ طَعَنَ فِي السِّنِّ ، وَمِنَ امْرَأَةٍ عَجُوزٍ عَاقِرٍ لَمْ تَكُنْ تَلِدُ فِي حَالِ شَبَابِهَا ، ثُمَّ يَذْكُرُ قِصَّةَ
مَرْيَمَ وَهِيَ أَعْجَبُ ، فَإِنَّهَا إِيجَادُ وَلَدٍ مِنْ أُنْثَى بِلَا ذَكَرٍ . هَكَذَا وَقَعَ فِي سُورَةِ " آلِ عِمْرَانَ " ، وَفِي سُورَةِ " مَرْيَمَ " ، وَهَاهُنَا ذَكَرَ قِصَّةَ
زَكَرِيَّا ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِقِصَّةِ
مَرْيَمَ ، فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ) يَعْنِي :
مَرْيَمَ ، عَلَيْهَا السَّلَامُ ، كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ التَّحْرِيمِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=12وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ) [ التَّحْرِيمِ : 12 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=91وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ ) أَيْ : دَلَالَةً عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=82إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) [ يس : 82 ] . وَهَذَا كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=21وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ ) [ مَرْيَمَ : 21 ] .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12063أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ عَنْ
شَبِيبٍ - يَعْنِي ابْنَ بِشْرٍ - عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : ( لِلْعَالَمِينَ ) قَالَ : الْعَالَمِينَ : الْجِنُّ وَالْأَنْسُ .