(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29029_29677_30539إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ( 22 ) )
يقول تعالى مخبرا عن الكفار المعاندين المحادين لله ورسوله ، يعني : الذين هم في حد والشرع في حد ، أي : مجانبون للحق مشاقون له ، هم في ناحية والهدى في ناحية ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20أولئك في الأذلين ) أي : في الأشقياء المبعدين المطرودين عن الصواب ، الأذلين في الدنيا والآخرة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) أي : قد حكم وكتب في كتابه الأول وقدره الذي لا يخالف ولا يمانع ، ولا يبدل ، بأن النصرة له ولكتابه ورسله وعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة ، وأن العاقبة
[ ص: 54 ] للمتقين ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) [ غافر : 51 ، 52 ] وقال ها هنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ) أي : كتب القوي العزيز أنه الغالب لأعدائه . وهذا قدر محكم وأمر مبرم ، أن العاقبة والنصرة للمؤمنين في الدنيا والآخرة .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28802_29029لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) أي : لا يوادون المحادين ولو كانوا من الأقربين ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه ) [ آل عمران : 28 ] الآية ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=24قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) [ التوبة : 24 ]
وقد قال
سعيد بن عبد العزيز وغيره :
nindex.php?page=treesubj&link=32309أنزلت هذه الآية ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر ) إلى آخرها في
nindex.php?page=showalam&ids=5أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح ، حين قتل أباه يوم
بدر ولهذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، حين جعل الأمر شورى بعده في أولئك الستة ، رضي الله عنهم : " ولو كان أبو عبيدة حيا لاستخلفته " .
وقيل في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ولو كانوا آباءهم ) نزلت في
أبي عبيدة قتل أباه يوم بدر (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو أبناءهم ) في
الصديق هم يومئذ بقتل ابنه
عبد الرحمن ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو إخوانهم ) في
nindex.php?page=showalam&ids=104مصعب بن عمير ، قتل أخاه
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير يومئذ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أو عشيرتهم ) في
عمر قتل قريبا له يومئذ أيضا ، وفي
حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، قتلوا
عتبة ،
وشيبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15497والوليد بن عتبة يومئذ ، والله أعلم .
قلت : ومن هذا القبيل حين استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسلمين في أسارى
بدر فأشار
الصديق بأن يفادوا ، فيكون ما يؤخذ منهم قوة للمسلمين ، وهم بنو العم والعشيرة ، ولعل الله أن يهديهم . وقال
عمر : لا أرى ما رأى يا رسول الله ، هل تمكني من فلان ؟ - قريب لعمر - فأقتله ، وتمكن
عليا من
عقيل وتمكن فلانا من فلان ، ليعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين . . . القصة بكاملها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) أي : من اتصف بأنه لا يواد من حاد الله ورسوله ولو كان أباه أو أخاه ، فهذا ممن كتب الله في قلبه الإيمان ، أي : كتب له السعادة وقررها في قلبه وزين الإيمان في بصيرته .
[ ص: 55 ]
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22كتب في قلوبهم الإيمان ) جعل في قلوبهم الإيمان .
وقال
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وأيدهم بروح منه ) أي : قواهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه ) كل هذا تقدم تفسيره غير مرة .
وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22رضي الله عنهم ورضوا عنه ) سر بديع ، وهو أنه لما سخطوا على القرائب والعشائر في الله عوضهم الله بالرضا عنهم ، وأرضاهم عنه بما أعطاهم من النعيم المقيم ، والفوز العظيم ، والفضل العميم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) أي : هؤلاء حزب الله ، أي : عباد الله وأهل كرامته .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22ألا إن حزب الله هم المفلحون ) تنويه بفلاحهم وسعادتهم ونصرهم في الدنيا والآخرة ، في مقابلة ما أخبر عن أولئك بأنهم حزب الشيطان . ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون )
وقد قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
هارون بن حميد الواسطي ، حدثنا
الفضل بن عنبسة عن رجل قد سماه - يقال هو
عبد الحميد بن سليمان انقطع من كتابي - عن
الذيال بن عباد قال : كتب
أبو حازم الأعرج إلى
الزهري : اعلم أن الجاه جاهان ، جاه يجريه الله على أيدي أوليائه لأوليائه ، وأنهم الخامل ذكرهم ، الخفية شخوصهم ، ولقد جاءت صفتهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826860إن الله يحب الأخفياء الأتقياء الأبرياء ، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا ، وإذا حضروا لم يدعوا ، قلوبهم مصابيح الهدى ، يخرجون من كل فتنة سوداء مظلمة فهؤلاء أولياء الله تعالى الذين قال الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون )
وقال
نعيم بن حماد : حدثنا
محمد بن ثور ، عن
يونس ، عن
الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
اللهم ، لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي يدا ولا نعمة ، فإني وجدت فيما أوحيته إلي : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) قال
سفيان : يرون أنها نزلت فيمن يخالط السلطان . ورواه
أبو أحمد العسكري .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20nindex.php?page=treesubj&link=29029_29677_30539إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ( 20 )
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 21 )
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 22 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنِ الْكُفَّارِ الْمُعَانِدِينَ الْمُحَادِّينَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، يَعْنِي : الَّذِينَ هُمْ فِي حَدٍّ وَالشَّرْعُ فِي حَدٍّ ، أَيْ : مُجَانِبُونَ لِلْحَقِّ مُشَاقُّونَ لَهُ ، هُمْ فِي نَاحِيَةٍ وَالْهُدَى فِي نَاحِيَةٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=20أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ) أَيْ : فِي الْأَشْقِيَاءِ الْمُبْعَدِينَ الْمَطْرُودِينَ عَنِ الصَّوَابِ ، الْأَذَلِّينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ) أَيْ : قَدْ حَكَمَ وَكَتَبَ فِي كِتَابِهِ الْأَوَّلِ وَقَدَرِهِ الَّذِي لَا يُخَالَفُ وَلَا يُمَانَعُ ، وَلَا يُبَدَّلُ ، بِأَنَّ النُّصْرَةَ لَهُ وَلِكِتَابِهِ وَرُسُلِهِ وَعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَأَنَّ الْعَاقِبَةَ
[ ص: 54 ] لِلْمُتَّقِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=51إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) [ غَافِرٍ : 51 ، 52 ] وَقَالَ هَا هُنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=21كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) أَيْ : كَتَبَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ أَنَّهُ الْغَالِبُ لِأَعْدَائِهِ . وَهَذَا قَدْرٌ مُحْكَمٌ وَأَمْرٌ مُبْرَمٌ ، أَنَّ الْعَاقِبَةَ وَالنُّصْرَةَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22nindex.php?page=treesubj&link=28802_29029لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) أَيْ : لَا يُوَادُّونَ الْمُحَادِّينَ وَلَوْ كَانُوا مِنَ الْأَقْرَبِينَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=28لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 28 ] الْآيَةَ ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=24قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) [ التَّوْبَةِ : 24 ]
وَقَدْ قَالَ
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُهُ :
nindex.php?page=treesubj&link=32309أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) إِلَى آخِرِهَا فِي
nindex.php?page=showalam&ids=5أَبِي عُبَيْدَةَ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، حِينَ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ
بَدْرٍ وَلِهَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، حِينَ جُعِلَ الْأَمْرُ شُورَى بَعْدَهُ فِي أُولَئِكَ السِّتَّةِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ : " وَلَوْ كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ حَيًّا لَاسْتَخْلَفْتُهُ " .
وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ) نَزَلَتْ فِي
أَبِي عُبَيْدَةَ قَتَلَ أَبَاهُ يَوْمَ بَدْرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أَوْ أَبْنَاءَهُمْ ) فِي
الصِّدِّيقِ هَمَّ يَوْمَئِذٍ بِقَتْلِ ابْنِهِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أَوْ إِخْوَانَهُمْ ) فِي
nindex.php?page=showalam&ids=104مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ ، قَتَلَ أَخَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَوْمَئِذٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) فِي
عُمَرَ قَتَلَ قَرِيبًا لَهُ يَوْمَئِذٍ أَيْضًا ، وَفِي
حَمْزَةَ وَعَلِيٍّ وَعُبَيْدَةَ بْنِ الْحَارِثِ ، قَتَلُوا
عُتْبَةَ ،
وَشَيْبَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15497وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ يَوْمَئِذٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قُلْتُ : وَمِنْ هَذَا الْقَبِيلِ حِينَ اسْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُسْلِمِينَ فِي أُسَارَى
بَدْرٍ فَأَشَارَ
الصِّدِّيقُ بِأَنْ يُفَادُوا ، فَيَكُونُ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُمْ قُوَّةً لِلْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَهُمْ . وَقَالَ
عُمَرُ : لَا أَرَى مَا رَأَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ تُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ ؟ - قَرِيبٍ لِعُمَرَ - فَأَقْتُلَهُ ، وَتُمَكِّنُ
عَلَيًّا مِنْ
عَقِيلٍ وَتُمَكِّنُ فُلَانًا مِنْ فُلَانٍ ، لِيَعْلَمَ اللَّهُ أَنَّهُ لَيْسَتْ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ . . . الْقِصَّةَ بِكَامِلِهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أَيْ : مَنِ اتَّصَفَ بِأَنَّهُ لَا يُوَادُّ مَنْ حَادَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانَ أَبَاهُ أَوْ أَخَاهُ ، فَهَذَا مِمَّنْ كَتَبَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ الْإِيمَانَ ، أَيْ : كَتَبَ لَهُ السَّعَادَةَ وَقَرَّرَهَا فِي قَلْبِهِ وَزَيَّنَ الْإِيمَانَ فِي بَصِيرَتِهِ .
[ ص: 55 ]
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) جَعَلَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ .
وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) أَيْ : قَوَّاهُمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) كُلُّ هَذَا تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ .
وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ) سِرٌّ بَدِيعٌ ، وَهُوَ أَنَّهُ لَمَّا سَخِطُوا عَلَى الْقَرَائِبِ وَالْعَشَائِرِ فِي اللَّهِ عَوَّضَهُمُ اللَّهُ بِالرِّضَا عَنْهُمْ ، وَأَرْضَاهُمْ عَنْهُ بِمَا أَعْطَاهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ ، وَالْفَوْزِ الْعَظِيمِ ، وَالْفَضْلِ الْعَمِيمِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) أَيْ : هَؤُلَاءِ حِزْبُ اللَّهِ ، أَيْ : عِبَادُ اللَّهِ وَأَهْلُ كَرَامَتِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) تَنْوِيهٌ بِفَلَاحِهِمْ وَسَعَادَتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فِي مُقَابَلَةِ مَا أَخْبَرَ عَنْ أُولَئِكَ بِأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ . ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=19أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ )
وَقَدْ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
هَارُونُ بْنُ حُمَيْدٍ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ عَنْبَسةَ عَنْ رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ - يُقَالُ هُوَ
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ سُلَيْمَانَ انْقَطَعَ مِنْ كِتَابِي - عَنِ
الذَّيَّالِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ : كَتَبَ
أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ إِلَى
الزُّهْرِيِّ : اعْلَمْ أَنَّ الْجَاهَ جَاهَانَ ، جَاهٌ يُجْرِيهِ اللَّهُ عَلَى أَيْدِي أَوْلِيَائِهِ لِأَوْلِيَائِهِ ، وَأَنَّهُمُ الْخَامِلُ ذِكْرُهُمُ ، الْخَفِيَّةُ شُخُوصُهُمْ ، وَلَقَدْ جَاءَتْ صِفَتُهُمْ عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826860إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْأَخْفِيَاءَ الْأَتْقِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ ، الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِذَا حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا ، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى ، يَخْرُجُونَ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٍ فَهَؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
وَقَالَ
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
يُونُسَ ، عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
اللَّهُمَّ ، لَا تَجْعَلْ لِفَاجِرٍ وَلَا لِفَاسِقٍ عِنْدِي يَدًا وَلَا نِعْمَةً ، فَإِنِّي وَجَدْتُ فِيمَا أَوْحَيْتَهُ إِلَيَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=22لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) قَالَ
سُفْيَانُ : يَرَوْنَ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَنْ يُخَالِطُ السُّلْطَانَ . وَرَوَاهُ
أَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ .