[ ص: 109 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29032_32426وإذ قال موسى لقومه ياقوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ( 5 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ( 6 ) )
يقول تعالى مخبرا عن عبده ورسوله وكليمه
موسى بن عمران عليه السلام أنه قال لقومه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ) أي : لم توصلون الأذى إلي وأنتم تعلمون صدقي فيما جئتكم به من الرسالة ؟ . وفي هذا تسلية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أصاب من الكفار من قومه وغيرهم ، وأمر له بالصبر ; ولهذا قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823088رحمة الله على موسى : لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر " وفيه نهي للمؤمنين أن ينالوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أو يوصلوا إليه أذى ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ) [ الأحزاب : 69 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) أي : فلما عدلوا عن اتباع الحق مع علمهم به ، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى ، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون ) [ الأنعام : 110 ] وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [ النساء : 115 ] ولهذا قال الله تعالى في هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5والله لا يهدي القوم الفاسقين )
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29032_31988_31992_30588وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) يعني : التوراة قد بشرت بي ، وأنا مصداق ما أخبرت عنه ، وأنا مبشر بمن بعدي ، وهو الرسول النبي الأمي العربي المكي أحمد .
فعيسى عليه السلام ، وهو خاتم أنبياء
بني إسرائيل ، وقد أقام في ملإ
بني إسرائيل مبشرا
بمحمد وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، الذي لا رسالة بعده ولا نبوة . وما أحسن ما أورد
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الحديث الذي قال فيه :
حدثنا
أبو اليمان ، حدثنا
شعيب عن
الزهري قال : أخبرني
محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823089سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب " .
ورواه
مسلم من حديث
الزهري به نحوه
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبو داود الطيالسي : حدثنا
المسعودي ، عن
عمرو بن مرة ، عن
أبي عبيدة ، عن
أبي موسى قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823090سمى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفسه nindex.php?page=treesubj&link=29396أسماء ، منها ما حفظنا فقالو : " أنا محمد ، وأنا أحمد ، والحاشر ، والمقفي ، ونبي الرحمة ، والتوبة ، والملحمة " .
ورواه
مسلم من حديث
الأعمش عن
عمرو بن مرة به
[ ص: 110 ]
وقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ) [ الأعراف : 157 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) [ آل عمران : 81 ]
قال
ابن عباس : ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليه العهد : لئن بعث
محمد وهو حي ليتبعنه ، وأخذ عليه أن يأخذ على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد ، عن
خالد بن معدان ، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم قالوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826893يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك . قال : " دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض الشام " .
وهذا إسناد جيد . وروي له شواهد من وجوه أخر ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا
معاوية بن صالح ، عن
سعيد بن سويد الكلبي ، عن
عبد الأعلى بن هلال السلمي ، عن
العرباض بن سارية قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=820365إني عند الله لخاتم النبيين ، وإن آدم لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك : دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين يرين " .
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
أبو النضر ، حدثنا
الفرج بن فضالة ، حدثنا
لقمان بن عامر قال : سمعت
أبا أمامة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823091قلت يا نبي الله ، ما كان بدء أمرك ؟ قال : " دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت له قصور الشام "
وقال
أحمد أيضا : حدثنا
حسن بن موسى : سمعت
خديجا أخا
زهير بن معاوية ، عن
أبي إسحاق عن
عبد الله بن عتبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823092بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلا منهم : nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ، وجعفر ، وعبد الله بن عرفطة ، nindex.php?page=showalam&ids=5559وعثمان بن مظعون ، وأبو موسى . فأتوا النجاشي وبعثت قريش عمرو بن العاص ، وعمارة بن الوليد بهدية ، فلما دخلا على النجاشي سجدا له ، ثم ابتدراه عن يمينه ، وعن شماله ، ثم قالا له : إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ، ورغبوا عنا ، وعن ملتنا . قال : فأين هم ؟ قالا : هم في أرضك ، فابعث إليهم . فبعث إليهم . فقال جعفر : أنا خطيبكم اليوم . فاتبعوه فسلم ولم يسجد ، [ ص: 111 ] فقالوا له : ما لك لا تسجد للملك ؟ قال : إنا لا نسجد إلا لله عز وجل . قال : وما ذاك ؟ قال : إن الله بعث إلينا رسوله ، فأمرنا ألا نسجد لأحد إلا لله عز وجل ، وأمرنا بالصلاة والزكاة .
قال عمرو بن العاص : فإنهم يخالفونك في عيسى ابن مريم . قال : ما تقولون في عيسى ابن مريم وأمه ؟ قالوا : نقول كما قال الله عز وجل : هو كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول ، التي لم يمسها بشر ولم يفرضها ولد . قال : فرفع عودا من الأرض ثم قال : يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ، والله ما يزيدون على الذي نقول فيه ، ما يساوي هذا . مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده ، أشهد أنه رسول الله ، وأنه الذي نجد في الإنجيل ، وأنه الذي بشر به عيسى ابن مريم . انزلوا حيث شئتم ، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى أكون أنا أحمل نعليه وأوضئه . وأمر بهدية الآخرين فردت إليهما ، ثم تعجل nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود حتى أدرك بدرا ، وزعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغفر له حين بلغه موته
وقد رويت هذه القصة عن
جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=54وأم سلمة رضي الله عنهما ، وموضع ذلك كتاب السيرة . والمقصد أن الأنبياء عليهم السلام لم تزل تنعته ، وتحكيه في كتبها على أممها ، وتأمرهم باتباعه ، ونصره ، وموازرته إذا بعث . وكان ما اشتهر الأمر في أهل الأرض على لسان
إبراهيم الخليل والد الأنبياء بعده ، حين دعا لأهل
مكة أن يبعث الله فيهم رسولا منهم ، وكذا على لسان
عيسى ابن مريم ; ولهذا قالوا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826894أخبرنا عن بدء أمرك ؟ " يعني : في الأرض ، قال : " دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى ابن مريم ، ورؤيا أمي التي رأت " أي : ظهر في أهل
مكة أثر ذلك والإرهاص بذكره صلوات الله وسلامه عليه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير : ( فلما جاءهم ) أحمد ، أي : المبشر به في الأعصار المتقادمة ، المنوه بذكره في القرون السالفة ، لما ظهر أمره وجاء بالبينات قال الكفرة والمخالفون : ( هذا سحر مبين )
[ ص: 109 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29032_32426وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ( 5 ) )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 6 ) )
يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ وَكَلِيمِهِ
مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ) أَيْ : لِمَ تُوصِلُونَ الْأَذَى إِلَيَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ صِدْقِي فِيمَا جِئْتُكُمْ بِهِ مِنَ الرِّسَالَةِ ؟ . وَفِي هَذَا تَسْلِيَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا أَصَابَ مِنَ الْكُفَّارِ مِنْ قَوْمِهِ وَغَيْرِهِمْ ، وَأَمْرٌ لَهُ بِالصَّبْرِ ; وَلِهَذَا قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823088رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى مُوسَى : لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ " وَفِيهِ نَهْيٌ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَنَالُوا مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَوْ يُوَصِّلُوا إِلَيْهِ أَذًى ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=69يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا ) [ الْأَحْزَابِ : 69 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) أَيْ : فَلَمَّا عَدَلُوا عَنِ اتِّبَاعِ الْحَقِّ مَعَ عِلْمِهِمْ بِهِ ، أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ عَنِ الْهُدَى ، وَأَسْكَنَهَا الشَّكَّ وَالْحَيْرَةَ وَالْخُذْلَانَ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=110وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [ الْأَنْعَامِ : 110 ] وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=115وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 115 ] وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=5وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6nindex.php?page=treesubj&link=29032_31988_31992_30588وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) يَعْنِي : التَّوْرَاةُ قَدْ بَشَّرَتْ بِي ، وَأَنَا مِصْدَاقُ مَا أَخْبَرَتْ عَنْهُ ، وَأَنَا مُبَشِّرٌ بِمَنْ بَعْدِي ، وَهُوَ الرَّسُولُ النَّبِيُّ الْأُمِّيُّ الْعَرَبِيُّ الْمَكِّيُّ أَحْمَدُ .
فَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَهُوَ خَاتَمُ أَنْبِيَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَقَدْ أَقَامَ فِي مَلَإِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَشِّرًا
بِمُحَمَّدٍ وَهُوَ أَحْمَدُ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، الَّذِي لَا رِسَالَةَ بَعْدَهُ وَلَا نُبُوَّةَ . وَمَا أَحْسَنَ مَا أَوْرَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ الْحَدِيثَ الَّذِي قَالَ فِيهِ :
حَدَّثَنَا
أَبُو الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا
شُعَيْبٌ عَنِ
الزُّهْرِيِّ قَالَ : أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823089سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ " .
وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ بِهِ نَحْوَهُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا
الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823090سَمَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نَفْسَهُ nindex.php?page=treesubj&link=29396أَسْمَاءً ، مِنْهَا مَا حَفِظْنَا فَقَالَو : " أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَالْحَاشِرُ ، وَالْمُقَفِّي ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ ، وَالتَّوْبَةِ ، وَالْمَلْحَمَةِ " .
وَرَوَاهُ
مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ
الْأَعْمَشِ عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ بِهِ
[ ص: 110 ]
وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=157الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ) [ الْأَعْرَافِ : 157 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=81وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 81 ]
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا أَخَذَ عَلَيْهِ الْعَهْدَ : لَئِنْ بُعِثَ
مُحَمَّدٌ وَهُوَ حَيٌّ لَيَتَّبِعَنَّهُ ، وَأَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ عَلَى أُمَّتِهِ لَئِنْ بُعِثَ مُحَمَّدٌ وَهُمْ أَحْيَاءٌ لَيَتَّبِعُنَّهُ وَيَنْصُرُنَّهُ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15614ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ قَالُوا :
nindex.php?page=hadith&LINKID=826893يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ . قَالَ : " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ " .
وَهَذَا إِسْنَادٌ جَيِّدٌ . وَرُوِيَ لَهُ شَوَاهِدُ مِنْ وُجُوهٍ أُخَرَ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ :
حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ هِلَالٍ السُّلَمِيِّ ، عَنِ
الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=820365إِنِّي عِنْدَ اللَّهِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ : دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى بِي ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ ، وَكَذَلِكَ أُمَّهَاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ " .
وَقَالَ
أَحْمَدُ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا
الْفَرَجُ بْنُ فَضَالَةَ ، حَدَّثَنَا
لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا أُمَامَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823091قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا كَانَ بَدْءُ أَمْرِكَ ؟ قَالَ : " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى عِيسَى وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ "
وَقَالَ
أَحْمَدُ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
حَسَنُ بْنُ مُوسَى : سَمِعْتُ
خَدِيجًا أَخَا
زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823092بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ نَحْوٌ مَنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ : nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَجَعْفَرٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْفُطَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=5559وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ، وَأَبُو مُوسَى . فَأَتَوُا النَّجَاشِيَّ وَبَعَثَتْ قُرَيْشٌ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَعُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ بِهَدِيَّةٍ ، فَلَمَّا دَخَلَا عَلَى النَّجَاشِيِّ سَجَدَا لَهُ ، ثُمَّ ابْتَدَرَاهُ عَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَا لَهُ : إِنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي عَمِّنَا نَزَلُوا أَرْضَكَ ، وَرَغِبُوا عَنَّا ، وَعَنْ مِلَّتِنَا . قَالَ : فَأَيْنَ هُمْ ؟ قَالَا : هُمْ فِي أَرْضِكَ ، فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ . فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ . فَقَالَ جَعْفَرٌ : أَنَا خَطِيبُكُمُ الْيَوْمَ . فَاتَّبَعُوهُ فَسَلَّمَ وَلَمْ يَسْجُدْ ، [ ص: 111 ] فَقَالُوا لَهُ : مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ ؟ قَالَ : إِنَّا لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ ، فَأَمَرَنَا أَلَّا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ .
قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : فَإِنَّهُمْ يُخَالِفُونَكَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ . قَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأُمِّهِ ؟ قَالُوا : نَقُولُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : هُوَ كَلِمَةُ اللَّهِ وَرُوحُهُ أَلْقَاهَا إِلَى الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ ، الَّتِي لَمْ يَمَسَّهَا بَشَرٌ وَلَمْ يَفْرِضْهَا وَلَدٌ . قَالَ : فَرَفَعَ عُودًا مِنَ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْحَبَشَةِ وَالْقِسِّيسِينَ وَالرُّهْبَانِ ، وَاللَّهِ مَا يَزِيدُونَ عَلَى الَّذِي نَقُولُ فِيهِ ، مَا يُسَاوِي هَذَا . مَرْحَبًا بِكُمْ وَبِمَنْ جِئْتُمْ مِنْ عِنْدِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَأَنَّهُ الَّذِي نَجِدُ فِي الْإِنْجِيلِ ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ . انْزِلُوا حَيْثُ شِئْتُمْ ، وَاللَّهِ لَوْلَا مَا أَنَا فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ لَأَتَيْتُهُ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أَحْمِلُ نَعْلَيْهِ وَأُوَضِّئُهُ . وَأَمَرَ بِهَدِيَّةِ الْآخَرَيْنِ فَرُدَّتْ إِلَيْهِمَا ، ثُمَّ تَعَجَّلَ nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ حَتَّى أَدْرَكَ بَدْرًا ، وَزَعَمَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَغْفَرَ لَهُ حِينَ بَلَغَهُ مَوْتُهُ
وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِصَّةُ عَنْ
جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=54وَأُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَمَوْضِعُ ذَلِكَ كِتَابُ السِّيرَةِ . وَالْمَقْصِدُ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ لَمْ تَزَلْ تَنْعَتُهُ ، وَتَحْكِيهِ فِي كُتُبِهَا عَلَى أُمَمِهَا ، وَتَأْمُرُهُمْ بِاتِّبَاعِهِ ، وَنَصْرِهِ ، وَمُوَازَرَتِهِ إِذَا بُعِثَ . وَكَانَ مَا اشْتَهَرَ الْأَمْرُ فِي أَهْلِ الْأَرْضِ عَلَى لِسَانِ
إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ وَالِدِ الْأَنْبِيَاءِ بَعْدَهُ ، حِينَ دَعَا لِأَهْلِ
مَكَّةَ أَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ ، وَكَذَا عَلَى لِسَانِ
عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ; وَلِهَذَا قَالُوا : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=826894أَخْبِرْنَا عَنْ بَدْءِ أَمْرِكَ ؟ " يَعْنِي : فِي الْأَرْضِ ، قَالَ : " دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي رَأَتْ " أَيْ : ظَهَرَ فِي أَهْلِ
مَكَّةَ أَثَرُ ذَلِكَ وَالْإِرْهَاصُ بِذِكْرِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=6فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ : ( فَلَمَّا جَاءَهُمْ ) أَحْمَدُ ، أَيِ : الْمُبَشَّرُ بِهِ فِي الْأَعْصَارِ الْمُتَقَادِمَةِ ، الْمُنَوَّهُ بِذِكْرِهِ فِي الْقُرُونِ السَّالِفَةِ ، لَمَّا ظَهَرَ أَمْرُهُ وَجَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ الْكَفَرَةُ وَالْمُخَالِفُونَ : ( هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ )