بسم الله الرحمن الرحيم
[ ص: 176 ]
(
nindex.php?page=treesubj&link=29038_29426_31756_19785_32435nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ( 5 ) )
يمجد تعالى نفسه الكريمة ، ويخبر أنه بيده الملك ، أي : هو المتصرف في جميع المخلوقات بما يشاء لا معقب لحكمه ، ولا يسأل عما يفعل لقهره وحكمته وعدله . ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1وهو على كل شيء قدير )
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الذي خلق الموت والحياة ) واستدل بهذه الآية من قال : إن الموت أمر وجودي لأنه مخلوق . ومعنى الآية : أنه أوجد الخلائق من العدم ، ليبلوهم ، ويختبرهم أيهم أحسن عملا ؟ كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ) [ البقرة : 28 ] فسمى الحال الأول - وهو العدم - موتا ، وسمى هذه النشأة حياة . ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28ثم يميتكم ثم يحييكم ) [ البقرة : 28 ] .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو زرعة ، حدثنا
صفوان ، حدثنا
الوليد ، حدثنا
خليد ، عن
قتادة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الذي خلق الموت والحياة ) قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
إن الله أذل بني آدم بالموت ، وجعل الدنيا دار حياة ، ثم دار موت ، وجعل الآخرة دار جزاء ، ثم دار بقاء " .
ورواه
معمر ، عن
قتادة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) أي : خير عملا كما قال
محمد بن عجلان : ولم يقل أكثر عملا .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2وهو العزيز الغفور ) أي : هو العزيز العظيم المنيع الجناب ، وهو مع ذلك غفور لمن تاب إليه وأناب ، بعدما عصاه وخالف أمره ، وإن كان تعالى عزيزا ، هو مع ذلك يغفر ، ويرحم ، ويصفح ، ويتجاوز .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3الذي خلق سبع سماوات طباقا ) أي : طبقة بعد طبقة ، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض ، أو متفاصلات بينهن خلاء ؟ فيه قولان ، أصحهما الثاني ، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره .
[ ص: 177 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) أي : بل هو مصطحب مستو ، ليس فيه اختلاف ، ولا تنافر ، ولا مخالفة ، ولا نقص ، ولا عيب ، ولا خلل ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : انظر إلى السماء فتأملها ، هل ترى فيها عيبا ، أو نقصا ، أو خللا ; أو فطورا ؟ .
قال
ابن عباس ،
ومجاهد ،
والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري ، وغيرهم في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : شقوق .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3هل ترى من فطور ) أي : من خروق . وقال
ابن عباس في رواية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3من فطور ) أي : من وهي ، وقال
قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3هل ترى من فطور ) أي : هل ترى خللا يا ابن آدم ؟ .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثم ارجع البصر كرتين ) قال : مرتين . (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ينقلب إليك البصر خاسئا ) قال
ابن عباس : ذليلا ؟ وقال
مجاهد ،
وقتادة : صاغرا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وهو حسير ) قال
ابن عباس : يعني : وهو كليل . وقال
مجاهد ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : الحسير : المنقطع من الإعياء .
ومعنى الآية : إنك لو كررت البصر ، مهما كررت ، لانقلب إليك ، أي : لرجع إليك البصر ، ( خاسئا ) عن أن يرى عيبا أو خللا (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وهو حسير ) أي : كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ، ولا يرى نقصا .
ولما نفى عنها في خلقها النقص بين كمالها وزينتها فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ) وهي الكواكب التي وضعت فيها من السيارات والثوابت .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وجعلناها رجوما للشياطين ) عاد الضمير في قوله : ( وجعلناها ) على جنس المصابيح لا على عينها ; لأنه لا يرمي بالكواكب التي في السماء ، بل بشهب من دونها ، وقد تكون مستمدة منها ، والله أعلم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وأعتدنا لهم عذاب السعير ) أي : جعلنا للشياطين هذا الخزي في الدنيا ، وأعتدنا لهم عذاب السعير في الأخرى ، كما قال : في أول الصافات : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=6إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصب إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) [ الصافات : 6 - 10 ] .
قال
قتادة : إنما خلقت هذه النجوم لثلاث خصال : خلقها الله زينة للسماء ، ورجوما للشياطين ، وعلامات يهتدى بها ، فمن تأول فيها غير ذلك فقد قال برأيه ، وأخطأ حظه ، وأضاع نصيبه ، وتكلف ما لا علم له به . رواه ابن جرير
nindex.php?page=showalam&ids=16328، وابن أبي حاتم .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
[ ص: 176 ]
(
nindex.php?page=treesubj&link=29038_29426_31756_19785_32435nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 1 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ( 2 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ( 3 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ( 4 )
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ( 5 ) )
يُمَجِّدُ تَعَالَى نَفْسَهُ الْكَرِيمَةَ ، وَيُخْبِرُ أَنَّهُ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ، أَيْ : هُوَ الْمُتَصَرِّفُ فِي جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ بِمَا يَشَاءُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ لِقَهْرِهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَدْلِهِ . وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) وَاسْتَدَلَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْمَوْتَ أَمْرٌ وُجُودِيٌّ لِأَنَّهُ مَخْلُوقٌ . وَمَعْنَى الْآيَةِ : أَنَّهُ أَوْجَدَ الْخَلَائِقَ مِنَ الْعَدَمِ ، لِيَبْلُوَهُمْ ، وَيَخْتَبِرَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ؟ كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 28 ] فَسَمَّى الْحَالَ الْأَوَّلَ - وَهُوَ الْعَدَمُ - مَوْتًا ، وَسَمَّى هَذِهِ النَّشْأَةَ حَيَاةً . وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 28 ] .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو زُرْعَةَ ، حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ ، حَدَّثَنَا
خُلَيْدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ) قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "
إِنَّ اللَّهَ أَذَلَّ بَنِي آدَمَ بِالْمَوْتِ ، وَجَعَلَ الدُّنْيَا دَارَ حَيَاةٍ ، ثُمَّ دَارَ مَوْتٍ ، وَجَعَلَ الْآخِرَةَ دَارَ جَزَاءٍ ، ثُمَّ دَارَ بَقَاءٍ " .
وَرَوَاهُ
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) أَيْ : خَيْرٌ عَمَلًا كَمَا قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلَانَ : وَلَمْ يَقُلْ أَكْثَرُ عَمَلًا .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=2وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) أَيْ : هُوَ الْعَزِيزُ الْعَظِيمُ الْمَنِيعُ الْجَنَابِ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ غَفُورٌ لِمَنْ تَابَ إِلَيْهِ وَأَنَابَ ، بَعْدَمَا عَصَاهُ وَخَالَفَ أَمْرَهُ ، وَإِنْ كَانَ تَعَالَى عَزِيزًا ، هُوَ مَعَ ذَلِكَ يَغْفِرُ ، وَيَرْحَمُ ، وَيَصْفَحُ ، وَيَتَجَاوَزُ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ) أَيْ : طَبَقَةً بَعْدَ طَبَقَةٍ ، وَهَلْ هُنَّ مُتَوَاصِلَاتٌ بِمَعْنَى أَنَّهُنَّ عَلَوِيَّاتٌ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، أَوْ مُتَفَاصِلَاتٌ بَيْنَهُنَّ خَلَاءٌ ؟ فِيهِ قَوْلَانِ ، أَصَحُّهُمَا الثَّانِي ، كَمَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ حَدِيثُ الْإِسْرَاءِ وَغَيْرُهُ .
[ ص: 177 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ ) أَيْ : بَلْ هُوَ مُصْطَحِبٌ مُسْتَوٍ ، لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، وَلَا تَنَافُرٌ ، وَلَا مُخَالَفَةٌ ، وَلَا نَقْصٌ ، وَلَا عَيْبٌ ، وَلَا خَلَلٌ ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أَيِ : انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فَتَأَمَّلْهَا ، هَلْ تَرَى فِيهَا عَيْبًا ، أَوْ نَقْصًا ، أَوْ خَلَلًا ; أَوْ فُطُورًا ؟ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16004وَالثَّوْرِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أَيْ : شُقُوقٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أَيْ : مِنْ خُرُوقٍ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3مِنْ فُطُورٍ ) أَيْ : مِنْ وُهِيٍّ ، وَقَالَ
قَتَادَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=3هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) أَيْ : هَلْ تَرَى خَلَلًا يَا ابْنَ آدَمَ ؟ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ) قَالَ : مَرَّتَيْنِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : ذَلِيلًا ؟ وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وقَتَادَةُ : صَاغِرًا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وَهُوَ حَسِيرٌ ) قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي : وَهُوَ كَلِيلٌ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : الْحَسِيرُ : الْمُنْقَطِعُ مِنَ الْإِعْيَاءِ .
وَمَعْنَى الْآيَةِ : إِنَّكَ لَوْ كَرَّرْتَ الْبَصَرَ ، مَهْمَا كَرَّرْتَ ، لَانْقَلَبَ إِلَيْكَ ، أَيْ : لَرَجَعَ إِلَيْكَ الْبَصَرُ ، ( خَاسِئًا ) عَنْ أَنْ يَرَى عَيْبًا أَوْ خَلَلًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=4وَهُوَ حَسِيرٌ ) أَيْ : كَلِيلٌ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ الْإِعْيَاءِ مِنْ كَثْرَةِ التَّكَرُّرِ ، وَلَا يَرَى نَقْصًا .
وَلَمَّا نَفَى عَنْهَا فِي خَلْقِهَا النَّقْصَ بَيَّنَ كَمَالَهَا وَزِينَتَهَا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) وَهِيَ الْكَوَاكِبُ الَّتِي وُضِعَتْ فِيهَا مِنَ السَّيَّارَاتِ وَالثَّوَابِتِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ) عَادَ الضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ : ( وَجَعَلْنَاهَا ) عَلَى جِنْسِ الْمَصَابِيحِ لَا عَلَى عَيْنِهَا ; لِأَنَّهُ لَا يَرْمِي بِالْكَوَاكِبِ الَّتِي فِي السَّمَاءِ ، بَلْ بِشُهُبٍ مِنْ دُونِهَا ، وَقَدْ تَكُونُ مُسْتَمَدَّةً مِنْهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=5وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ ) أَيْ : جَعَلْنَا لِلشَّيَاطِينِ هَذَا الْخِزْيَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ فِي الْأُخْرَى ، كَمَا قَالَ : فِي أَوَّلِ الصَّافَّاتِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=6إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ) [ الصَّافَّاتِ : 6 - 10 ] .
قَالَ
قَتَادَةُ : إِنَّمَا خُلِقَتْ هَذِهِ النُّجُومُ لِثَلَاثِ خِصَالٍ : خَلَقَهَا اللَّهُ زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ، فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ فَقَدْ قَالَ بِرَأْيِهِ ، وَأَخْطَأَ حَظَّهُ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ . رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ
nindex.php?page=showalam&ids=16328، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .