الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 437 ] ( وإذا أضاف الطلاق إلى جملتها أو إلى ما يعبر به عن الجملة وقع الطلاق ) لأنه أضيف إلى محله ( وذلك مثل أن يقول أنت طالق ) لأن التاء ضمير المرأة ( أو ) يقول ( رقبتك طالق أو عنقك ) طالق أو رأسك طالق ( أو روحك أو بدنك أو جسدك أو فرجك أو وجهك ) لأنه يعبر بها عن جميع البدن ; أما الجسد والبدن فظاهر ، وكذا غيرهما . قال الله تعالى : { فتحرير رقبة }وقال : { فظلت أعناقهم لها خاضعين }وقال عليه الصلاة والسلام " { لعن الله الفروج على السروج }ويقال : فلان رأس القوم ، ويا وجه العرب ، وهلك روحه بمعنى نفسه ، ومن هذا القبيل الدم في رواية ، يقال دمه هدر ، ومنه النفس وهو ظاهر ( وكذلك إن طلق جزءا شائعا منها مثل أن يقول نصفك أو ثلثك طالق ) لأن الجزء الشائع محل لسائر التصرفات كالبيع وغيره فكذا يكون محلا للطلاق إلا أنه لا يتجزأ في حق الطلاق فيثبت في الكل ضرورة .

                                                                                                        [ ص: 436 - 437 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 436 - 437 ] الحديث السادس : قال عليه السلام : { لعن الله الفروج على السروج }; قلت : غريب جدا ، ولقد أبعد شيخنا علاء الدين إذ استشهد بحديث أخرجه ابن عدي في " الكامل " عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى ذوات الفروج أن يركبن السروج ، فإن [ ص: 438 ] المصنف استدل بالحديث المذكور على أن الفرج من الأعضاء التي يعبر به عن جملة المرأة ، كالوجه ، والعنق ، بحيث يقع الطلاق بإسناده إليه ، وحديث ابن عدي : أجنبي عن ذلك ، [ ص: 439 ] ولكن الشيخ قلد هذا الجاهل ، فالمقلد ذهل ، والمقلد جهل ، والله أعلم .

                                                                                                        وحديث ابن عدي : أخرجه عن علي بن أبي علي القرشي عن ابن جريج عن عطاء [ ص: 440 ] عن ابن عباس ، قال : { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوات الفروج أن يركبن السروج }انتهى . [ ص: 441 ] وضعف علي بن أبي علي القرشي ; وقال : إنه مجهول ، يروي عنه بقية ، وربما قال بقية : [ ص: 442 ] حدثني علي المهري ، وربما قال : حدثني علي القرشي ، لا ينسبه . انتهى كلامه .




                                                                                                        الخدمات العلمية