الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ويطعم كل مسكين نصف صاع ) ( من بر أو صاعا من تمر أو شعير أو قيمة ذلك ) لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث أوس بن الصامت وسهل بن صخر : { لكل مسكين نصف صاع من بر }ولأن المعتبر دفع حاجة اليوم ، لكل مسكين فيعتبر بصدقة الفطر ، وقوله " أو قيمة " ذلك مذهبنا ، وقد ذكرناه في الزكاة .

                                                                                                        [ ص: 508 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 508 ] الحديث الثالث : قال عليه السلام في حديث أوس بن الصامت ، وسهل بن صخر : { لكل مسكين نصف صاع }; قلت : هكذا وقع في " الهداية " ، وصوابه : وسلمة بن صخر ، والحديث غريب ، وعند الطبراني في " معجمه " في حديث أوس بن الصامت ، قال : { فأطعم ستين مسكينا ثلاثين صاعا ، قال : لا أملك ذلك ، إلا أن تعينني ، فأعانه النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة عشر صاعا ، وأعانه الناس حتى بلغ }انتهى .

                                                                                                        وروى أبو داود من طريق ابن إسحاق عن معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن { خويلة بنت مالك بن ثعلبة ، قالت : ظاهر مني زوجي أوس بن الصامت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشكوه إليه ، وهو يجادلني فيه ، ويقول : اتقي الله ، فإنما هو ابن عمك ، فما برحت حتى أنزل القرآن { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }الآية ، فقال عليه السلام : [ ص: 509 ] يعتق رقبة ، قالت : لا يجد ، قال : فيصوم شهرين متتابعين ، قالت : إنه شيخ كبير لا يستطيع أن يصوم ، قال : يطعم ستين مسكينا ، قالت : ليس عنده شيء يتصدق به ، قال : فإني أعينه بعرق من تمر ، قالت : يا رسول الله وأنا أعينه بعرق آخر ، قال : أحسنت ، اذهبي فأطعمي بها عنه ستين مسكينا ، وارجعي إلى ابن عمك } ، قال : والعرق : ستون صاعا انتهى . ثم أخرج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : العرق زنبيل ; يأخذ خمسة عشر صاعا انتهى . وهذه الرواية الثالثة شاهدة لنا .




                                                                                                        الخدمات العلمية