الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1108 [ 570 ] وعن يعلى بن أمية قال : قلت لعمر بن الخطاب : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا [ النساء :101 ] فقد أمن الناس ! فقال : عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، فقال : صدقة تصدق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 25)، ومسلم (686) (4)، وأبو داود (1199)، والترمذي (3037)، والنسائي (3 \ 116) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله " فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة [ النساء :101 ] " ; يعني به القصر من عدد الركعات والقصر بتغيير الهيئات ، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم : " صدقة تصدق الله بها عليكم " عندما سئل عن قصرها مع الأمن ، فكان قوله ذلك تيسيرا وتوقيفا . على أن الآية متضمنة لقصر الصلاة مع الخوف ومع غير الخوف ، فالقصر مع الخوف هو في الهيئات على ما يأتي ومع الأمن في الركعات ، والمتصدق به إنما هو إلغاء شرط الخوف في قصر عدد الركعات مع الأمن ، وعلى هذا فيبقى اعتبار الخوف في قصر الهيئات على ما يأتي . وقد أكثر الناس في هذه الآية ، وما ذكرناه أولى وأحسن ; لأنه جمع بين الآية والحديث . والجناح : الحرج . وهذا يشعر أن القصر ليس واجبا لا في السفر ولا في الخوف ; لأنه لا يقال في الواجب لا جناح في فعله .




                                                                                              الخدمات العلمية