الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ي د ي : ( اليد ) أصلها يدي على فعل ساكنة العين لأن جمعها ( أيد ) و ( يدي ) وهما جمع فعل كفلس وأفلس وفلوس . ولا يجمع فعل على أفعل إلا في حروف يسيرة معدودة كزمن وأزمن وجبل وأجبل . وقد جمعت الأيدي في الشعر على ( أياد ) وهو جمع الجمع مثل أكرع وأكارع . وبعض العرب يقول في الجمع : ( الأيد ) بحذف الياء . وبعضهم يقول لليد : ( يدى ) مثل رحى . وتثنيتها على هذه اللغة يديان [ ص: 349 ] كرحيان . و ( اليد ) القوة . و ( أيده ) قواه . وما لي بفلان ( يدان ) أي طاقة . وقال الله - تعالى - : والسماء بنيناها بأيد . قلت : قوله - تعالى - : بأيد أي بقوة وهو مصدر آد يئيد إذا قوي ، وليس جمعا ليد ليذكر هنا بل موضعه باب الدال . وقد نص الأزهري على هذه الآية في الأيد بمعنى المصدر . ولا أعرف أحدا من أئمة اللغة أو التفسير ذهب إلى ما ذهب إليه الجوهري من أنها جمع يد . وقوله - تعالى - : حتى يعطوا الجزية عن يد . أي عن ذلة واستسلام . وقيل : معناه نقدا لا نسيئة . و ( اليد ) النعمة والإحسان تصطنعه وجمعها ( يدي ) بضم الياء وكسرها كعصي بضم العين وكسرها ( وأيد ) أيضا . ويقال : إن بين ( يدي ) الساعة أهوالا أي قدامها . وهذا ما قدمت يداك وهو تأكيد أي ما قدمته أنت ، كما يقال : ما جنت يداك أي ما جنيته أنت . ويقال : سقط في يديه وأسقط في يديه وأسقط أي ندم . ومنه قوله - تعالى - : ولما سقط في أيديهم أي ندموا . وهذا الشيء في ( يدي ) أي في ملكي .

                                                          يربوع في ر ب ع .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية