الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن أبي إسحاق ، عن عمارة بن عبد الله ، عن حذيفة ، قال : إياكم والفتن ، لا يشخص إليها أحد ، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن ، إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل : هذه تشبه وتبين مدبرة ، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم ، وكسروا سيوفكم ، [ ص: 274 ] وقطعوا أوتاركم .

              حدثنا أبو عبد الله الحسين بن حمويه بن الحسين الخثعمي ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا مصرف بن عمرو ، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، وزيد بن وهب ، عن حذيفة رضي الله تعالى عنه ، قال : إن للفتنة وقفات وبغتات ، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها ، فليفعل - يعني بالوقفات غمد السيف .

              رواه شعبة ، عن الأعمش ، عن زيد ، عن حذيفة .

              حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة ، ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار ، ثنا عبد الله بن عمران ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام ، عن حذيفة رضي الله تعالى عنه ، قال : ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا علي بن مسهر ، عن مسلم ، عن حبة ، قال : قال أبو مسعود لحذيفة : إن الفتنة وقعت فحدثني ما سمعته ، قال : أولم يأتكم اليقين ؟ كتاب الله عز وجل .

              حدثنا الحسين بن حمويه الخثعمي ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، ثنا محمد بن بلال ، عن عمران القطان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة رضي الله تعالى عنه ، قال : ما الخمر صرفا بأذهب بعقول الرجال من الفتنة .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، قال : سمعت حذيفة رضي الله عنه يقول : إن الفتنة وكلت بثلاث ، بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف ، وبالخطيب الذي يدعو إليها ، وبالسيد : فأما هذان فتبطحهما لوجوههما ، وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، وحدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، قالا : ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، ثنا بكار بن عبد الله ، حدثني خلاد بن عبد الرحمن أن أبا الطفيل حدثه أنه سمع حذيفة يقول : يا أيها الناس ألا تسألوني ؟ فإن الناس كانوا [ ص: 275 ] يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، أفلا تسألون عن ميت الأحياء ؟ فقال : إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى ، ومن الكفر إلى الإيمان ، فاستجاب له من استجاب فحيي بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، والحق استكمل ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافا يده وشعبة من الحق ترك ، ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه ، وشعبتين من الحق ترك ، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا عبيد الله بن موسى ، عن شيبان ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن فلفلة الجعفي ، عن حذيفة ، قال : والله لو شئت لحدثتكم ألف كلمة تحبوني عليها ، وتتابعوني وتصدقوني من أمر الله تعالى ورسوله ، ولو شئت لحدثتكم ألف كلمة تبغضوني عليها وتجانبوني وتكذبوني .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله بن شيرويه ، ثنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا جرير ، عن الأعمش ، عن عمر بن مرة ، عن أبي البختري ، عن حذيفة ، قال : لو شئت لحدثتكم بألف كلمة تصدقوني عليها وتتابعوني وتنصرونني ، ولو شئت لحدثتكم بألف كلمة تكذبونني عليها وتجانبونني وتسبونني ، وهن صدق من الله ورسوله .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا إسحاق ، أخبرنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن الحسن ، عن جندب ( بن عبد الله ) بن سفيان ، عن حذيفة ; قال : إني لأعرف قائد قوم في الجنة وأتباعه في النار ، قال : فقلنا : وهل هذا إلا كبعض ما تحدثوننا به ؟ فقال : وما يدريك ما سبق له .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب ، عن أبيه ، قال : سمعت حذيفة رضي الله تعالى عنه يقول : لكأني براكب قد أناخ بكم ، فقال : الأرض أرضنا ، والمال مالنا ، فحال بين الأرامل والمساكين ، وبين المال الذي أفاء الله على آبائهم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية