الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2068 حدثني زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة أخبرني أبو بكر بن حفص عن سالم عن ابن عمر أن عمر رأى على رجل من آل عطارد قباء من ديباج أو حرير فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لو اشتريته فقال إنما يلبس هذا من لا خلاق له فأهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فأرسل بها إلي قال قلت أرسلت بها إلي وقد سمعتك قلت فيها ما قلت قال إنما بعثت بها إليك لتستمتع بها وحدثني ابن نمير حدثنا روح حدثنا شعبة حدثنا أبو بكر بن حفص عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن عمر بن الخطاب رأى على رجل من آل عطارد بمثل حديث يحيى بن سعيد غير أنه قال إنما بعثت بها إليك لتنتفع بها ولم أبعث بها إليك لتلبسها حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الصمد قال سمعت أبي يحدث قال حدثني يحيى بن أبي إسحق قال قال لي سالم بن عبد الله في الإستبرق قال قلت ما غلظ من الديباج وخشن منه فقال سمعت عبد الله بن عمر يقول رأى عمر على رجل حلة من إستبرق فأتى بها النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحو حديثهم غير أنه قال فقال إنما بعثت بها إليك لتصيب بها مالا [ ص: 235 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 235 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت بها إليك لتنتفع بها ) أي تبيعها فتنتفع بثمنها ، كما صرح به في الرواية التي قبلها ، وفي حديث ابن مثنى بعدها .

                                                                                                                قوله : ( حدثني يحيى بن أبي إسحاق قال : قال لي سالم بن عبد الله في الإستبرق : قلت : ما غلظ من الديباج ، وخشن منه ، قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : وذكر الحديث ) هكذا هو في جميع نسخ مسلم ، وفي كتابي البخاري والنسائي : ( قال لي سالم : ما الإستبرق ؟ قلت : ما غلظ من الديباج ) وهذا معنى رواية مسلم ، لكنها مختصرة ، ومعناها قال لي سالم في الإستبرق : ما هو ؟ فقلت : هو ما غلظ ، فرواية مسلم صحيحة لا قدح فيها ، وقد أشار القاضي إلى تغليطها ، وأن الصواب رواية البخاري ، وليست بغلط بل صحيحة كما أوضحناه .

                                                                                                                قوله : ( وميثرة الأرجوان ) تقدم تفسير ( الميثرة ) وضبطها ، وأما ( الأرجوان ) فهو بضم الهمزة والجيم ، هذا هو الصواب المعروف في روايات الحديث ، في كتب الغريب ، وفي كتب اللغة وغيرها ، وكذا صرح به [ ص: 236 ] القاضي في المشارق ، وفي شرح القاضي عياض في موضعين منه أنه بفتح الهمزة وضم الجيم ، وهذا غلط ظاهر من النساخ لا من القاضي ، فإنه صرح في المشارق بضم الهمزة . قال أهل اللغة وغيرهم . هو صبغ أحمر شديد الحمرة ، هكذا قاله أبو عبيد والجمهور ، وقال الفراء : هو الحمرة ، وقال ابن فارس : هو كل لون أحمر ، وقيل : هو الصوف الأحمر ، وقال الجوهري : هو شجر له نور أحمر أحسن ما يكون ، قال : وهو معرب . وقال آخرون : هو عربي . قالوا : والذكر والأنثى فيه سواء ، يقال : هذا ثوب أرجوان وهذه قطيفة أرجوان ، وقد يقولونه على الصفة ، ولكن الأكثر في استعماله إضافة الأرجوان ، إلى ما بعده . ثم إن أهل اللغة ذكروه في باب الراء والجيم والواو ، وهذا هو الصواب ، ولا يغتر بذكر القاضي له في المشارق في باب الهمزة والراء والجيم ، ولا بذكر ابن الأثير له في الراء والجيم والنون ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية