الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5680 6027 - وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: "اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء". [انظر: 1432 - مسلم: 2627 - فتح: 10 \ 450]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي موسى - رضي الله عنه - ، السالف: "المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا". ثم شبك بين أصابعه.

                                                                                                                                                                                                                              وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالسا إذ جاء رجل يسأل أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: "اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ما شاء".

                                                                                                                                                                                                                              (هذا الحديث سلف في الزكاة، وأخرجه مسلم أيضا بلفظ: كان إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال .. إلى آخره وفي لفظ: ما أحب.

                                                                                                                                                                                                                              وفي أبي داود: "اشفعوا لتؤجروا أو ليقض الله على لسان نبيه ما شاء" . قال النووي في "أذكاره": وهذه الرواية توضح معنى رواية "الصحيحين" ) ، ولا شك في ندبه تعاون المؤمنين بعضهم بعضا في أمور الدنيا والآخرة، وهذا الحديث يعضده، وذلك من

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 340 ] مكارم الأخلاق، وقد صح أن "الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" ، فينبغي للمؤمنين استعمال أدب نبيهم والاقتداء بما وصف به أهل الإيمان بعضهم لبعض من الشفقة والنصيحة.

                                                                                                                                                                                                                              وتشبيكه بين أصابعه تأكيد لقوله، وتمثيل لهم كيف يكونون فيما خولهم من ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: أن العالم إذا أراد المبالغة في البيان أنه يمثل لمن يخاطب معنى أقواله بحركاته وسيكون لنا عودة إليه في باب الحب في الله قريبا إن شاء الله تعالى.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية