الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                2060 ( أخبرنا ) محمد بن عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر - رضي الله عنه - وهو بعرفة فقال : يا أمير المؤمنين جئت من الكوفة وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه . قال : فغضب عمر وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل ثم قال : ويحك من هو ؟ قال : عبد الله بن مسعود . فما زال يطفئ ويسر الغضب حتى عاد إلى حاله التي كان عليها ، ثم قال : ويحك والله ما أعلمه بقي أحد من المسلمين هو أحق بذلك منه ، سأحدثك عن ذلك ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر في الأمر من أمر المسلمين عند أبي بكر ، وأنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا نمشي معه ، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد ، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستمع قراءته ، فلما أعيانا أن نعرف من الرجل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " . ثم جلس الرجل يدعو ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له : " سل تعطه . قال فقال عمر فقلت : لأغدون إليه فلأبشرنه قال فغدوت إليه لأبشره ، فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ، ووالله ما سابقته إلى خير قط إلا سبقني إليه . هكذا رواه جماعة [ ص: 453 ] عن الأعمش وفي ذلك دليل على أن رواية السمر من عمر لا من عبد الله في رواية علقمة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية